الأخبار

«إسلام».. معاق ذهنياً يعمل فى محطة بنزين

 

109

 

رغم إعاقته التى تسبب له صعوبة فى النطق، فإنه قادر على التواصل مع زبائن محطة الوقود التى يعمل فيها. ابتسامته التى يراها كل متردد على المحطة التى تقع فى وسط مركز أشمون فى محافظة المنوفية، تفتح أمامه كل أبواب الرزق، وخفة ظله تحبب فيه زبائن المحطة الذين يطلبونه بالاسم.

إسلام سليمان بليلة، شاب عشرينى معاق ذهنياً، قرر ألا يستسلم لإعاقته وينعزل عن الآخرين حتى لا تسوء حالته النفسية، وعمل فى محطة بنزين فى بلدته أشمون ليساعد والده فى الإنفاق على أسرته. يأتى «إسلام» إلى محطة البنزين منذ الثامنة صباحاً، ويظل يعمل لساعات طويلة لا يشعر خلالها بأى ملل أو تعب، فضحكات الزبائن معه تنسيه مرضه وفقره وقلة حيلته.

«أنا شغّال فى البنزينة بقالى كتير وباخد كل يوم 30 جنيه، بحوّشهم مع أمى عشان هبنى بيت واتجوز».. قالها «إسلام» ضاحكاً، ومؤكداً أنه يحب رمضان بسبب الكنافة والفانوس والزينة، لكن يضايقه انقطاع الكهرباء المتكرر. يتحدث «إسلام» مع زبائنه فى كل شىء، فى السياسة ورمضان وعن الرئيس السيسى والانتخابات الرئاسية الماضية: «أنا بحب السيسى عشان هيشغل كل الناس، واخواتى الكبار عايزين يشتغلوا وهو ان شاء الله هيوفر لهم شغل عشان يتجوزوا وكل واحد يبقى ليه بيته زى جيرانا». حركة «إسلام» لا تتوقف، فالعاملون معه فى المحطة يشهدون له بالنشاط والحيوية وهو لا يكتفى بمسح سيارات الزبائن، بل يساعد العاملين فى بيع البنزين ومستلزمات السيارات. وقال حمزة كشك، صاحب محطة الوقود، إن إسلام «فتحة خير» على المحطة، فحالته الصحية تجذب عدداً كبيراً من الزبائن للعطف عليه، مؤكداً أن إسلام يمتاز بحسن الخلق ولا يسىء لأحد من الزبائن بل يتجاذب أطراف الحديث معهم ويتبادلون النكات والضحك دائماً.

كان «إسلام» قد انضم إلى مدرسة للمعاقين فى مدينة شبين الكوم، ولكن لم يستمر بها طويلاً وتركها نظراً لضيق حال أهله، وعمل فى البداية مع والده «تباع» لمساعدته ثم عمل فى محطة الوقود منذ 3 سنوات ويحصل على راتب يومى 30 جنيهاً بخلاف «البقشيش»، ودائماً ما يطمح إلى جمع أموال لبناء منزل خاص به ليستطيع الزواج والعيش بحياة طبيعية كباقى الناس.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى