الأخبار

العثور على جثة ناشط سياسي بعد اختفائه بأيام

134

 

تحت شعار “مات السر مع الفنان.. مات مقتول أو مات غرقان”، أقام نشطاء سياسيون وفنانون أعضاء في مهرجان “الفن ميدان”، مساء يوم أمس السبت، حفلا بوسط القاهرة لتأبين الناشط السياسي ورسام الجرافيتي، هشام رزق، الذي اختفى في ظروف غامضه قبل أن العثور على جثته وموارته الثرى يوم الخميس الماضي. حفل التأبين، الذي أقيم في ميدان عابدين، شمل أداء صلاة الغائب على رزق، 19 عاما، ووقفة بالشموع لرثاءه، ومعرضا لأشهر ما رسمه على حوائط ميادين ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وفق مراسلة الأناضول. والمفارقة أن رزق تواجد في نفس مكان حفل تأبينه خلال شهر مايو الماضي؛ حيث قدم فقرة من فن البانتوميم (التمثيل الصامت) تفاعل معها الجمهور بشدة. وكانت من بين آخر الكلمات التي دونها رزق عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قبل اختفائه بساعات: “سأبقى طويل الشعر مهلهل الملابس مقطع الحذاء؛ ليبتعد عني من يهتم بالمظاهر والقشور ويقترب منى من ارتقى إلى جوهري، إنى لا أفكر فى خلودي، ولكن أفكر في خلود الثورة وأهدافها… ثورة 25 يناير”. وفي حديث مع للأناضول، قالت سمر البكري، أحد مسؤولي العمل الجماهيري في جبهة طريق الثورة (حركة ثورة رافضة لحكم العسكر والإخوان): “هشام رزق كان عضوا بحركة السادس من إبريل (حظرت نشاطها محكمة مصرية في إبريل) وعضوا برابطة فناني ثورة 25 يناير ؛ تعرفت عليه من خلال الفعاليات الإحتجاجية التي تلت الثورة”. البكري التي حضرت حفل التأبين، أضافت معددة خصال رزق الحسنة: “أكثر ما كان يميز رزق ضحكة لا تفارق شفتاه حتى في أحلك ظروف الثورة والصعاب الأمنية التي كنا نتعرض لها كان يهتف في من حوله: (ابتسموا …بلاش (لا) تزعلوا)؛ كما كنت دائما ما أشاهده يرسم بفرشته وألوانه جرافيتي لشهداء الثورة على جدران شارع محمد محمود (المؤدي إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة مهد ثورة يناير) وغيره”. التقط أطراف الحديث منها محمد فؤاد، المتحدث الإعلامي بإسم حركة 6 إبريل قائلا: “رزق كان ثائرا من نوع خاص؛ ثائرا بالفرشاة والألوان، يستخدم موهبته الفنية في الرسم والتمثيل لتوثيق مراحل الثورة وشهدائها وتبسيط أهدافها للناس”. وأضاف في حديث مع الأناضول: “رزق كان مؤمنا بدور الفن في دعم الثورات، وكان يطمح في أن يؤدي دورا موازيا للدور الذى يلعبه الفنانون المؤيدون للنظام الذى أسقطه نظام يناير لكن القدر لم يمهله”. وأواخر يونيو ، اختفى رزق في ظروف غامضه قبل أن تعثر عائلته على جثمانه  في مشرحة زينهم (ثلاجة لحفظ الموتي) بالقاهرة، و يواري الثرى يوم الخميس الماضي. وبينما قال تقرير للطب الشرعي إن رزق لقى مصرعه جراء اسفسكيا الغرق، يشكك أصدقاءه في ذلك ويلمحون لشبهة جنائية سياسية وراء الحادث. وكانت بداية مشوار هشام رزق مع الرسومات السياسية عام 2009 عقب رحيل خالد سعيد، الذي قتل جراء تعذيب على يد أفراد شرطة ويعتبره البعض أيقونة ثورة 25 يناير،  حيث رسم له جرافيتي ولقبه بـ”شهيد الطوارئ”، في إشارة منه لقانون الطوارئ الذى كانت مصر خاضعة له، آنذاك، والتي كان يفرض اجراءات قانونية استثنائية. وفي عام 2011، أقام رزق في مدرسته معرضا للوحات التي رسمها لشهداء الثورة ؛ قبل أن ينضم لرابطة فناني الثورة عام 2012.  وفي عام 2013، شارك في مظاهرات 30 يونيو / حزيران التي عزلت بعدها قيادة الجيش المصري الرئيس محمد مرسي،  ونشر، في حينها،  عبر صفحته الرسمية غلى “فيسبوك” صورة له وهو يلوح بإستمارة تمرد التي كانت تطالب بسحب الثقة من رئيس الإخوان، على حد وصفه، لكنه عاد وعارض ترشح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي للرئاسة، وعبر عن معارضته له وللإخوان من خلال رسوم ساخرة تداولتها مواقع إلكترونية محلية. و”الفن ميدان” هو مهرجان فني يقام سنويا منذ عام 2011، وتبلورت فكرته من فعاليات فنية احتجاجية شهدتها ميدان التحرير، بوسط القاهرة، إبان أحداث ثورة 25 يناير. ويشمل المهرجان العديد من الأنشطة الفنية منها: عروض مسرحية وسينمائية، فقرات غنائية وموسيقية، معارض للفنون التشكيلية والتصوير الفوتغرافي، معارض للأشغال الفنية اليدوية، إضافة إلى ورش فنية للأطفال.


 

المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى