الأخبار

“اللي نكسبه بالتأمين نخسره في التأخير”

150

 

 

في تمام الثامنة صباحًا، يكون “رشاد عبد العزيز” على موعد مع يوم عمل جديد، ينتظره في مجمع المصالح الحكومية، موعد لم يتغير منذ 12 عامًا، بسبب الحواجز والدبابات والأسلاك الشائكة التي تغلق كل المنافذ المؤدية إلى ميدان التحرير، وهنا يبدو التردد واضحًا على وجهه، فيبادر بتقديم خطوة وتأخير الأخرى، بينما يعود المترجلون من حيث قدموا، وتحاول السيارات العثور على منفذ ليسلكوا منه قاصدين أعمالهم.

الإجراءات الاحترازية وراء التأخير الذي بات سمة تغلب على زائري شوارع القصر العيني أو الفلكي وعبد المنعم رياض وشامبليون، صرخات تعلو داخل السيارات بعد أن يخفت صوت أبواقها، سؤال يتردد بين قائديها لا يخلو من نبرة الغضب “امتى هنتحرك ورانا شغل”، وهنا يظهر دور رجال الأمن المنتشرين على الأطراف، فيجيب أحدهم محاولًا التهدئة “دقايق وتمشوا على طول”، الدقائق باتت ساعات طويلة، المشهد يتكرر أمام “رشاد” مع كل إجراءات احترازية يتم فرضها على ميدان التحرير، ويكون الخاسر دولاب العمل الحكومي، بحسبه “بعمل حسابي في ساعتين بدري، علشان أعرف أوصل ميعاد الشغل من غير ما أمضي تأخير”.

الوصول إلى مقار الوزرات الواقعة، بطول شارع القصر العيني أو المصالح الموجودة داخل مجمع ميدان التحرير، أصبح ضربًا من الخيال في ظل الزحام المروري، بحسب رشاد “الحكومة بتقول لنا تكونوا على مكاتبكم الساعة 8 الصبح، وهي نفسها بتعطلنا، يعني اللي نكسبه بالتأمين، نخسره بالتأخير”.

ميدان التحرير، يعتبر شُريان يغذي منتصف القاهرة، يربط القادم من شرقها إلى جنوبها والعكس، بحسب الخبير المروري اللواء مجدي الشاهد “الدنيا بتتعطل في كل الأنحاء اللي بتغطي ميدان التحرير، لأن القادم من مصر الجديدة والعباسية ورمسيس في اتجاه المعادي وحلوان، بيضطر يستنى عبور القادم من القصر العينى في اتجاه 6 أكتوبر”، إعادة فتح محطة مترو السادات “بديل كويس للموظفين في مجمع التحرير والوزارات بدلاً من المركبات ووسائل النقل الجماعي”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى