الأخبار

شيخ الأزهر يطالب قادة القمة الإسلامية باتخاذ مواقف موحدة تجاه مَأساة فلسطين والروهنجا

محمد عبد الخالق

وجه الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رسالة إلى قادة القمة الإسلامية أعرب فيها ترحيب مصر والأزهر الشريف الذي يقيم ويدرس به ما يقرب من ثلاثين ألفًا من طُلابِ إفريقيا وآسيا، وغيرها من القارَّات.
وطالب قادة القمة الإسلامية باتخاذ مواقف موحدة وعاجلة تجاه مَأساةُ إخوانِنا في فلسطين، ومُقدَّساتِنا الدِّينيَّةِ في القُدسِ التي تَعبَثُ بها رِياحُ المصالحِ الدوليَّةِ والمطامعِ غيرِ المشروعةِ ، والتي تُوجِبُ علينا – بل على كُلِّ محبٍّ للحقِّ والحريَّةِ – أنْ ننتَصِرَ لها، وأنْ نردَّ عنها البغيَ والعدوانَ ، وهذا واجبٌ إنسانيٌّ عامٌّ ، قبلَ أنْ يكونَ دِينيَّا كذلك.
كما طالب قادة العالم الإسلامي ببحث ما يتعرَّض له إخواننا المسلمون الروهنجيون في جنوب ميانمار، والتي تعد مأساةٌ بكلِّ المقاييس كما قالت الأمم المتحدة نفسُها، ولابدَّ أنْ يرفع المعتدون هذا الجور العُنصري الظالم عن مواطنيهم في هذه البلاد، التي وُلِدوا وعاشوا عليها، وأنْ يشعُرَ المعتدي المنتهِك لحقوق الإنسان أنَّ عُدوانه لن يمرَّ دُون مؤاخذةٍ وعقاب.
وحث شيخ الأزهر في بيان اليوم بمناسبة انعقاد القمة قادة العالم الإسلامي على مواجهة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، وأنْ نعمل جميعًا على إظهار سماحة الدِّين الحنيف، ورسالةِ القُرآن الكريم إلى الإنسانيةِ كافَّةً في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ‌ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَ‌فُوا ۚ إِنَّ أَكْرَ‌مَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
وقال الطيب إننا دُعاة تسامُحٍ وسلامٍ عادلٍ، مطالبا القادة بحل المشاكل بالطُّرق السِّلمية، وعلى أساسٍ من الإخاء، والرُّوح السِّلمية، والحوار البَنَّاء، وبخاصَّة القضيَّة السوريَّة والعمل على الوقف الفوريِّ لإراقة الدِّماء في هذا القُطر الشَّقِيق.
كما طالب بالتعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية، واتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل الاستثمار وحركة نقل الأموال بين البلادِ الإسلاميةِ ، وأنْ تخدمَ الأيدي العاملةُ سائرَ المشروعات أيَّا كان مكانُها في العالم الإسلامي، وأنْ نبني اقتِصادًا قويًّا يتعاوَنُ مع الاقتصاديات المتنامية والواعدة في الشرقِ والغربِ.
وقال الطيب إنَّ الأمَّة التي تضمُّ مليارًا ونصف المليار ينتشرون في كلِّ أرجاء العالم، يُؤمنون بربٍّ واحد، ويتَّبِعون دينًا واحدًا، ويتَّجهون لقبلةٍ واحدة، ويتجمَّعون في منظمةٍ واحدةٍ قادرة على حِفظ هَيْبَتِها وصِيانةِ حُقوقِها وإنصافِ الآخَرين أيضًا دونَ تمييز .إنَّ الأُخُوَّةَ الإيمانيةَ هي الجامِعُ المقدَّسُ الذي يضمُّنا في رِحابِه، ويُوحِّد كلمتَنا، ويدعونا إلى التضافُر والتعاوُن؛ “فالمسلمُ أخو المسلمِ لا يُسلِمُه، ولا يَظلِمُه، ولا يَخذُله”، ومصداقا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، واختتم بيان إلى القادة قائلا: اعلموا أيُّها الإخوةُ الكِرام أنَّ كلَّ فردٍ في مصرَ يودُّ أنْ يُعبِّرَ لكم عن مَشاعِرِ الإخاءِ والمودَّةِ ، وأنَّ مصرَ ستظلُّ تُقدِّمُ لأخواتِها جميعًا أعضاءِ المنظمةِ كلَّ ما يجبُ على الأخِ نحوَ أخيه.

بوابة الاهرام

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى