الأخبار

راسب فى مدرسة المتفوقين

223

 

 

منذ سنوات طويلة كان حلم التلاميذ المتفوقين فى المرحلة الإعدادية الحصول على مجموع يتجاوز الـ90% ليتمكنوا من الالتحاق بمدرسة المتفوقين فى المرحلة الثانونية، لأنها بالنسبة لهم الأمل فى أن يتلقوا نظاما تعليميا مختلفا عن أقرانهم فى المدارس الأخرى، ليواصلوا تفوقهم بشكل علمى ممنهج، تخضع له مثل هذه النوعية من التعليم.

فلدى مصر مدرستان للمتفوقين واحدة للبنين وأخرى للبنات، وهما يستقبلان عددا محدودا من الطلبة، وذلك لتطبيق أحدث الطرق التعليمية، بالفعل المنهج الذى يتلقونه، هو ذات المنهج فى المدارس الأخرى، لكن عدم كثافة الفصول، فضلا عن تجمع المتفوقين من كل أنحاء مصر فى مكان واحد، مما يحفزهم على الاستمرار فى تفوقهم تحت رعاية الدولة، خاصة أن منهم من يتركون مدنهم وبيوتهم فى المحافظات، ويجيئون بفرحة شديدة لهذه المدارس، ويقيمون فيها طوال العام الدراسى.

تعودت وأنا أطالع نتيجة الثانونية العامة أن أرصد عدد الأوائل من مدارس المتفوقين، الذين أحتلوا الصفوف الأولى على مستوى الجمهورية، للأسف لم أجد منذ فترة منهم أى أحد من العشرة الأوائل، لكن المفاجأة القاسية هذا العام- وسجلتها جريدة الوطن- أن واحدة من المنتمين لمدرسة المتفوقين قد رسبت.

هل من الممكن أن يصدق أحد ذلك.. طالبة تسلمتها المدرسة وهى متفوقة بعد ثلاث سنوات، بدلا من أن تواصل تفوقها أو على اقل تقدير تنجح، فإذا بها راسبة، من المسئول عن هذا التدهور الرهيب، أضف إلى ذلك أن عددا كبيرا من الطلبة فى مدرستى المتفوقين مجاميعهم أقل من 80%، هذا إن دل على شيئ فإنه يدل على التدهور الحاد فى المنظومة التعليمية.

إن أى حديث عن بناء وطن جديد ونحن إلى الآن لم نعلن عن منظومة تعليمية متكاملة، نكون باعدين كل البعد عن المسارات الصحيحة للبناء، التى من أهم عناصرها التعليم، الذى وصل لانهيار، يعوق أى تطور فى أى مجال آخر.

إن منظومة التعليم فى حاجة شديدة للمراجعة، فكل أنواع التعليم – الحكومى، التجريبى- الخاص- الدولى- يؤثر على بعضه البعض، بل يفسد بعضه البعض، وفى هذا السياق أتذكر قصة ذكرها لى أحد أولياء الأمور، الذى ذهب لمدير مدرسة تنتمى لنظام التعليم الدولى، ليناقشه فى مستوى إبنته، فإذا بهذا المدير الذى مكث فى أمريكا أكثر من 28 عاما، يقول له للأسف بالفعل المنهج والكتب من أمريكا، لكن طريقة التعليم المصرية هى التى فرصت أسلوبها على المدرسين، فلا يستفيد الطالب بالشكل المرجو، فقد قام هؤلاء الأساتذة بتمصير المنهاج، بالتأكيد هم لم يعبثوا بجوهر المضمون، لكن طريقة توصيل المعلومة، وهو الأهم خضعت لأسلوبهم فى التفكير ولنمط التعليم السائد فى مجتمعهم، قد يكون التعميم على كل المدارس التى تتبع هذا النظام غير صحيح، لكن عددها لايتجاوز أصابع اليد الواحدة.

إن كل الشواهد تبرهن على أننا يجب أن نتحرك فورا، لوضع منظومة تعليمية تسهم فى بناء الوطن، ولا تعوقه.

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى