الأخبار

الوضع مهيأ تماماً للانفجار..

2014-635419785187091413-709_mainقال يوفال ديسكين المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلية (الشين بيت) في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية إن إسرائيل ليس أمامها أي خيار سوى زيادة الضغط على حماس وهذا يفسر نشر قوات على الأرض مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول تدمير كافة أنفاق التهريب بين إسرائيل وقطاع غزة عن طريق ما يمكن وصفه بـ غزو صغير على حد قوله. 

وأضاف ديسكين أن الجيش يأمل في أن يجبر هذا الغزو حماس في نهاية المطاف على وقف إطلاق النار زاعماً أن الجيش لا يهاجم المناطق السكنية بل إنه يدمر مداخل الأنفاق لكن المشكلة هي أن الصواريخ مخبأة في مناطق سكنية ويجرى إطلاقها منها أيضا.ً 

وقال ديسكين إن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون ورئيس الأركان بني جانتس ليسوا من هواة المغامرة وأن لا أحد منهم أراد هذه الحرب و لا أحد منهم أيضا متحمس لإعادة احتلال غزة وأن إسرائيل لم تخطط لهذه العملية مطلقاً بل استدرجت لها 

ومضى ديسكين يقول ” ما نأمله هو ألا يتخطى ذلك حدود الغزو المحدود وألا نجبر على توسيعه إلى المناطق السكنية “. 

وأردف ديسكين يقول إن إسرائيل الآن أصبحت أداة في يد حماس وليس العكس زاعماً أن حماس لا تهتم بمعاناة سكان قطاع غزة ليس فقط لانهم يعانون بالفعل لكن لأنهم لا يكترثون بالخسائر أساساً وأن هدفهم كله ينصب على أحداث تغيير للوضع في غزة ولهذا فإن الوضع معقد للغاية لإسرائيل.. مؤكداً أن الأمر قد يستغرق عامين للسيطرة على قطاع غزة والتخلص من حماس ومخازن الأسلحة والذخيرة تدريجيا. 

وقال ديسكين إن ذلك قد يستغرق وقتا وهو ممكن من الناحية العسكرية لكن المشكلة انه سيكون هناك نحو مليوني شخص معظمهم لاجئون تحت مسئوليتنا وهذا سيولد انتقادات من المجتمع الدولي. 

وبسؤاله عن مدى قدرة حماس وإلى متى ستواصل إطلاق الصواريخ قال ديسكين إنه ولسوء الحظ فقد فشلت إسرائيل في الماضي في توجيه ضربة قاضية إلى حماس وأنه خلال عملية الرصاص المصبوب في شتاء 2008 كانت إسرائيل قريبة من ذلك في الأيام الأخيرة من العملية حيث كانت حماس على وشك الانهيار لكن الوضع الان تغير ليصب في صالح الاسلاميين فقد عمقوا الأنفاق وأصبحت اكثر تعقيدا ويبلغ طول بعضها عشرات الكيلومترات وقد نجحوا في تخبئة الصواريخ التي يطلقونها وبوسعهم إطلاق الصواريخ في أي وقت مثلما ترون. 

وقال ديسكين إن المشكلة هي أن الناس في قطاع غزة ليس لديهم ما يخسرونه مثلهم مثل حماس مشيراً إلى أنه عندما كان محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين في الحكم في مصر كانت الأمور تسير بشكل جيد بالنسبة لحماس لكن عندما تولى الجيش زمام الأمر وفي غضون أيام قليلة دمر النظام الجديد الأنفاق بين غزة وشبه جزيرة سيناء وهي أنفاق كانت حيوية للغاية لحماس ومنذ ذلك الحين تخضع حماس لضغط رهيب فهي لا تستطيع دفع رواتب موظفيها. 

وبسؤاله عن إمكانية الحديث مع حماس مباشرة قال ديسكين إن هذا ليس ممكناً وأن المصريين وحدهم هم الذين يستطيعون التوسط بمصداقية.. وأن تقدم إسرائيل أيضاً تنازلات وتسمح بمزيد من حرية الحركة. 
وقال ديسكين إن حماس لم ترغب في هذه الحرب في البداية هي الاخرى لكن هكذا تسير الامور في الشرق الأوسط فالوضع يختلف في المنطقة حيث يبدأ باختطاف ثلاثة شبان إسرائيليين ويتحول إلى حرب , وحسب معلوماتي فان مكتب حماس السياسي فوجيء بهذا الأمر ويبدو أن اختطاف الشبان الإسرائيليين لم يوجه من قبلهم ولم ينسق معهم أيضا. 

وقال ديسكين إن حماس أدركت أنها وقعت في مشكلة مع اختطاف الشبان الإسرائيليين ومع توسع عملية الجيش في الضفة الغربية بدأ المتشددون في قطاع غزة في اطلاق الصواريخ على إسرائيل ورد سلاح الجو بغارات على قطاع غزة ولم تحاول حماس وقف الصواريخ مثلما كانت تفعل في الماضي وفي هذه الأثناء وقعت حادثة اختطاف صبي فلسطيني وقتله في القدس وهذا أعطى حماس مزيداً من الشرعية لمهاجمة إسرائيل. 

وقال ديسكين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اخطأ عندما هاجم حكومة الوحدة بين حماس وفتح تحت قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشيرا إلى أن إسرائيل كان ينبغي أن يكون ردها أكثر عمقا وأنه كان يجب دعم الفلسطينيين لكي يجرى التوصل إلى سلام وليس فقط مع ثلث أو ثلثي أو نصف الفلسطينيين .. كان الاتفاق مع حكومة الوحدة سيكون أفضل من ترديد أن عباس “إرهابي” لكن كان على حكومة الوحدة في المقابل قبول جميع شروط اللجنة الرباعية الدولية والاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بكافة الاتفاقيات السابقة بين إسرائيل والفلسطينيين. 

وقال محاور دير شبيجل ان لفظ الانتفاضة الثالثة تردد كثيرا على مدار الايام الاخيرة وسأل ديسكين عن تعقيبه على هذا الامر فقال /لا احد يستطيع ان يتنبأ بحدوث انتفاضة لانها تحدث على نحو غير متوقع ولكن في نفس الوقت يجب أن احذر من الاعتقاد بان الفلسطينيين اصبحوا مستسلمين بسبب انهاكهم من الاحتلال فهم لن يقبلوا ابدا الوضع القائم للاحتلال الإسرائيلي وعندما يفقد الناس الأمل في تحسين اوضاعهم يتبنون منهجا متطرفاً هذه هي الطبيعة الانسانية وقطاع غزة افضل مثال على ذلك. الأوضاع كلها قابلة للانفجار. 

وقال رئيس جهاز الشين بيت السابق ان عباس الذي يعرفه ليس زعيما حقيقيا وان كان رجلا صالحا ينبذ الإرهاب ولديه الشجاعة الكافية لاعلان ذلك وان نتنياهو كذلك لا يمكن وصفه بالزعيم ولهذا لا يمكن لشخصين يفتقدان صفة الزعامة ان يصنعا سلاما .. كما ان الثقة مفقودة بينها. 

وتابع ديسكين :” الآن أصبحنا قرب نقطة اللاعودة فعدد المستوطنين اخذ في الازدياد وايجاد حل لهذه المشكلة مستحيل تقريبا من وجهة نظر لوجيستية بحتة حتى وان توفرت الارادة السياسية وحكومة نتنياهو تتوسع في البناء اكثر من اي حكومة في الماضي”. 

وأضاف:”هناك إمكانية لتحقيق هدف اقامة دولتين وهي ان يتعهد الفلسطينيون بقبول شروط الرباعية وان تجمد اسرائيل انشطة الاستيطان فوراً خارج التكتلات الاستيطانية الكبيرة وإلا فسيكون الحل الوحيد الممكن بعد ذلك دولة واحدة مشتركة وهذا بديل سيء للغاية”. 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى