الأخبار

«عيد» فوق بحر الدم

141

 

 

حت سماء يعبث فيها جيش الاحتلال، ووسط شوارع تحولت إلى ركام من الأبنية المدمرة وبيوت تركت فيها الطلقات علامة الخراب، وهواء تلوثه رائحة البارود والدخان، وألعاب مدمرة ودمى تشبعت بدماء أصحابها.. هكذا استقبل أطفال غزة أول أيام عيد الفطر المبارك؛ فبعد طول انتظار لقدوم العيد لم يهنأ الأطفال بممارسة هواياتهم وركوب المراجيح وممارسة الألعاب المحببة لهم، وحاصرتهم مشاهد الدمار والدماء من جميع الجهات. ولم يختلف الحال كثيراً لدى أطفال العراق الذين يعيشون رعباً يومياً من سيارات «داعش» المفخخة، عائلات تهجر مدنها وقراها، وانتحاريون يقتلون الفرحة باسم دولة الخلافة.

طفل عراقى يقضى أول أيام العيد فى مقابر العائلة «أ.ب»

ستمر أيام عيد الفطر فى قطاع غزة، ولن يكون للاحتفالات معنى فى ظل استمرار طائرات ودبابات الاحتلال الإسرائيلى فى إطلاق الصواريخ، حتى تحولت احتفالات العيد إلى مسيرات جنائزية تجوب الشوارع تودع الشهداء، ونازحين فى مدارس لم يعودوا قادرين على تحمل قسوة الحياة، وبيوت مدمرة ما زال العشرات من الشهداء تحت أنقاضها بانتظار انتشالهم.

يقول صاحب محل ألعاب الأطفال، تامر يوسف، لمراسل «شبكة فلسطين الإخبارية»: «إن القصف الإسرائيلى طال مدينة الألعاب التى يقيمها مع بداية شهر رمضان من كل عام»، مشيراً إلى أنه قبل يومين تدمرت مدينة الألعاب بقذيفة مدفعية.

أب فلسطينى وطفلته يهربان من جحيم الاحتلال «أ.ف.ب»

وقال الطفل عُدى غسان، من رفح: «كل عام نفرح ويشترى أهلنا لنا الملابس والحلوى ونعمل الكعك، فى هذا العيد، لا نرى شيئاً سوى التليفزيون الذى يبث مشاهد الرعب والدمار»، مضيفاً: «نريد أن نعيش.. حرام على العالم والله، لما نكبر لننتقم من اليهود، هم ما خلوا لنا حاجة، كل يوم قصف ودمار وشهداء، صرنا نتخيل الموت، كيف نفرح بالعيد والموت يطاردنا؟!».

وفى أسواق غزة، غابت ملامح الفرحة بعيد الفطر؛ فالتجار لم تطاوعهم أنفسهم على عرض ألعاب الأطفال، واكتفوا بعرض الأغذية الضرورية فقط. يقول التاجر غسان الكحلوت: «منذ بداية شهر رمضان قمت بشراء كميات هائلة من ألعاب الأطفال ولكنها الآن متكدسة فى المحلات، بصراحة لا يمكن لنا أن نبيع تلك الألعاب فى أجواء القصف والدماء».

أما الطفل باسم جندية، صاحب الـ9 أعوام، فأصر فى أول أيام العيد أن يعود إلى حيه الذى تعرض للقصف الإسرائيلى «الشجاعية»، بحثاً عمَّا تبقى من ألعابه فى منزل عائلته، «باسم» الذى وصل مع والدته إلى المنزل لم يجد سوى «دمية دب» كان دوماً يحتضنها عند نومه، فارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة حين رأى «الدب» سليماً، لكن تلك البسمة لم تدُم طويلاً حين لم يتمكن من الوصول إلى داخل المنزل بسبب الركام المتناثر حول المنزل. وقال «باسم»: «ضربوا دارنا اليهود، ماتوا الدباديب كمان، أنا راح أجيب دباديب أحلى منهم».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى