ضغوط “الكبار” على مسئولي التعليم
لم يكن الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، يعلم أنه عندما يقرر رسوب نحو 300 طالب وطالبة، ممن تورطوا في الغش الإلكتروني بامتحانات الثانوية العامة، أنه سيدخل في معركة شرسة مع “الكبار”، الذين تربطهم علاقات عائلية أو شخصية أو علاقات “مصلحة” مع أولياء أمور الطلاب “الغشاشين”.
لكن “بوابة الأهرام” حصلت على معلومات من مصادر داخل الوزارة، تكشف حجم الضغوط التي مارستها شخصيات “كبيرة”، لإنجاح طلاب غشاشين، لكن جميع مطالبهم قوبلت بالرفض.
من بين هذه الشخصيات محافظون ومستشارون ووزراء سابقون كانت مطالبهم تتمثل في أن لديهم طلابًا “يخصونهم جدًا” تورطوا في حالات غش إلكتروني في امتحانات الثانوية العامة، وأرادوا من خلال اتصالاتهم بالمسئولين في وزارة التعليم، أن تتراجع الوزارة عن قرار رسوبهم عامًا كاملاً، وأن تكتفي برسوب الطلاب في المواد التي قاموا بالغش فيها فقط، على أن يدخلوا امتحانات الدور الثاني في هذه المواد.
حسبما علمت “بوابة الأهرام” فإن أحد محافظي الوجه البحري (الدلتا) أجرى اتصالاً بمسئولين في الوزارة طالب خلاله بحل مشكلة 10 طلاب متورطين في الغش بمحافظته، وأن أولياء الأمور طالبوا المحافظ بالتدخل، وبالفعل تدخل، لكن طلبه قوبل بالرفض من مسئولي الوزارة.
ً
وكرر محافظ آخر من الوجه البحري (شرق الدلتا) أيضًا، نفس الطلب، لكن طلبه قوبل بالرفض، فيما أجرى أحد المستشارين بمحافظة أسيوط عدة اتصالات هاتفية مع مسئولين بالوزارة وإدارة الامتحانات طالبهم فيها بقبول تظلم “طالب يخصه” حتى يدخل امتحانات الدور الثاني بدلاً من رسوبه بشكل كامل لأنه متورط في الغش الإلكتروني، لكن طلبه قوبل بالرفض، وكان الرد: “إذا أراد الطالب أن يتظلم فأهلاً وسهلاً به.. لكن لا أحد يتدخل في عمل الشئون القانونية بالوزارة حتى لو كان الوزير شخصيًا”.
وكان طلب أحد الوزراء السابقين، أن لديه طالبًا ابن مسئول أمني حالي بالشرطة، يريد أن يتظلم من درجاته في بعض مواد الثانوية العامة، لكن على مسئولي الامتحانات أن يتعاملوا معه معاملة خاصة، وكان رد مسئولي الوزارة والامتحانات: “كله زي بعضه.. ومفيش توصية على أي حد.. عايز يتظلم يتظلم.. وورقته هتتصحح زيه زي أي طالب”.
تلك بعض النماذج التي تعرض لها مسئولو الوزارة خلال الفترة الماضية للتراجع عن قرار رسوب المتورطين في الغش، ودائمًا يكون الرد بالرفض.. وبالفعل وقّع الوزير على قرار رسوب الـ300 طالب.
الاهرام
