الأخبار

قمة أوباما الأفريقية.. وأزمة مصر الحدودية

 

33

بينما تقود إسرائيل حرباً شعواء على الأبرياء فى غزة على حدودنا الشرقية، بمساعدة حماس المدعومة بإيران وتركيا وقطر وتنظيم الإخوان وأمريكا قبل الجميع، وبينما تزداد نار الفوضى اشتعالاً فى ليبيا منذ أكثر من أسبوعين عبر اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات الصاعقة من جانب وميليشيات المتأسلمين المسلحين، وأسفرت عن عشرات القتلى وإصابة المئات وسرقة طائرات ليبية وحرق مستودع وقود، وبينما ينتشر خونة الإخوان والسلفيين والفاسدين فى ربوع مصر بشكل زاد من حدة الحرب على الجبهة المصرية التى لم تنس حدود الجنوب المفتوحة على معسكرات البشير المسلحة المُمولة من قطر، فى ظل كل هذه الأجواء المشحونة تبدأ غداً الاثنين فى العاصمة الأمريكية واشنطن، القمة الأمريكية الأفريقية برئاسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وبحضور نحو خمسين رئيس دولة وحكومة أفريقى، فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الولايات المتحدة. وهى القمة التى استُبعدت منها مصر عند التحضير لها منذ عدة أشهر، ثم عادت أمريكا ودعت الرئيس السيسى لحضورها ولكنه أعلن عدم ذهابه وأناب عنه رئيس الوزراء المصرى إبراهيم محلب. الهدف المعلن من القمة المرتقبة هو تعزيز العلاقات الاقتصادية مع القارة السمراء التى عقدت آمالاً كبيرة للتعاون مع أمريكا بعد وصول أوباما للحكم عام 2008، ولكن أمريكا لم تلتفت طيلة السنوات الست الماضية لمد يد العون لأفريقيا، فقط مدت يد التخطيط بما يفيد مصالحها المُعد لها مُسبقاً. تاركة المجال للقطب الصينى المتوغل فى أفريقيا منذ نهايات التسعينات، والذى توج توغله فى القارة بمنتدى التعاون الصينى الأفريقى الذى عُقد فى بكين عام 2006. إذن يبقى السؤال: ما الهدف الحقيقى وراء تلك القمة فى هذا التوقيت المشتعل الذى تموج فيه القارة بالكثير من الأحداث؟ فما بين حرب أهلية فى جنوب السودان، وجماعات مسلحة ترفع راية الطائفية مثل «بوكو حرام» فى نيجيريا وحركة «الشباب الإسلامية الصومالية» فى كينيا، وبين الأحداث المأساوية فى ليبيا والتى تهدد بإشعال شمال القارة بأكمله، ناهيك عن فيروس «إيبولا» المتفشى فى غينيا وأودى بحياة 670 شخصاً منذ بداية عام 2014 وتراه منظمة الصحة العالمية أنه من أخطر الفيروسات المعدية، يكون السؤال: عن أى شراكة يبحث باراك ابن العم أوباما الكينى فى ظل تلك الأجواء؟ أى إملاءات سيمليها على المشاركين بالقمة فى صيغة أطروحات أمريكية لتعزيز الحوار وتحقيق الاستقرار المنشود فى المنطقة؟ ومن سيخصه بلقاء منفرد؟ ومن سيبيع لأوباما برخص التراب مقادير الأوطان وأسرار أمنها؟ ومن سيتيح له الأرض ليفعل عليها ما يشاء؟ أم أن تلك القمة مجرد فرصة لتحسين صورة أمريكا والبحث عن فرص استثمار لرجال أعمالها لإنعاش الاقتصاد الأمريكى، فى ظل سيطرة صينية على المواد الخام الأولية من ثروات القارة؟ الواقع المُعاش منذ سنوات بعيدة يقول إن أمريكا لا تترك شيئاً للظروف أو المصادفة. كل شىء مُعد له على أعلى المستويات وبأدق التفاصيل. وبالتالى وجب على رئيس الوزراء المصرى إبراهيم محلب الحذر فيما سيحيط به من مباحثات وما سيطرح عليه من حوارات أو تساؤلات. يجب عليه أن يكون فى غاية التيقظ هو والوفد المرافق له. أما نحن فعلينا ترك كل أسباب الاسترخاء الشعبى المفعم بنسائم العيد، ونعلم أن المرحلة المقبلة ليست بالسهلة ولا البسيطة فى ظل تصاعد الأحداث فيما حولنا بشكل غير مريح. فنحن فى وضع أسوأ مما كنا نمر به بعد نكسة يونيو 67. فوقتها كنا نحارب عدواً واحداً على الحدود الشرقية، أما اليوم فنحارب أعداءً على كل الجبهات بما فيها الجبهة الداخلية. ولذا يبقى الوضع المتأزم على الحدود المصرية خطراً علينا وتجب مواجهته بحسم وحكمة وتيقظ.. جيشاً وشعباً.. لا أرانا الله وإياكم مكروهاً فى بلادنا وأهلينا.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى