الأخبار

رئيس المخابرات يلتقى وفد الفصائل

 

228

التقى اللواء محمد التهامى، رئيس جهاز المخابرات العامة، الأحد، بمقر الجهاز، الوفد الموحد من الفصائل الفلسطينية، برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد.

تناول اللقاء بحث سبل وقف العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، وفك الحصار عن الشعب الفلسطينى. وأعلن « الأحمد» أن الوفد سلم الجانب المصرى مطالب الشعب الفلسطينى للتهدئة، منوها بأن مصر ستتولى الاتصالات مع الجانب الإسرائيلى لتحقيق هذا المطالب، وعلى رأسها وقف إطلاق النار فوراً.

وقال «الأحمد»، فى تصريحات صحفية، الاثنين، إن مصر أعلنت تفهمها وتبنيها مطالب الشعب الفلسطينى العادلة، وأنها تقوم باتصالاتها ومباحثاتها مع كافة الأطراف، وستكون لها كلمتها المعلنة للرأى العام حول ما يدور، ومن هو الجانب المتعاون وغيره الذى يعرقل مباحثات التهدئة.

وأشار إلى تصريحات سامح شكرى، وزير الخارجية، بأن مصر تدين العدوان الإسرائيلي «ومعنى ذلك أن مصر تتفهم وتتبنى المطالب الفلسطينية»، حسب تعبيره، مؤكداً أن ثقتهم فى القاهرة كبيرة لتحقيق مطالب الشعب الفلسطينى.

ونوه بأن مطالب الفلسطينيين تتضمن وقف إطلاق النار، وتأمين الانسحاب الإسرائيلى، ووقف كافة أشكال العدوان فى الضفة وغزة، ورفع الحصار المفروض على القطاع، ومعالجة الآثار الناجمة عن العدوان الإسرائيلى والتى تبدأ من قضايا المعتقلين والإجراءات القمعية التى اتخذتها سلطات الاحتلال فى الضفة، ثم الدمار الذى لحق بالقطاع، انتهاء بمعالجة آثار العدوان الذى مازال مستمراً حتى اليوم.

وأعرب «الأحمد» عن أمله فى أن يحضر الوفد الإسرائيلى للقاهرة حتى تقوم مصر وفق المبادرة بدورها فى وقف العدوان، وتلبية المطالب الفلسطينية من خلال مفاوضات تجريها مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، كل على حدة، وهى التى تبلور الموقف النهائى.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة داخل الوفد الفلسطينى لموقع «قدس برس» الفلسطينى الإخبارى، إن الوفد التقى مع مسؤولين فى جهاز المخابرات العامة، وطرح عليهم ورقة فلسطينية موحدة تتضمن عشرة مطالب للشعب الفلسطينى من أجل الموافقة على التهدئة فى قطاع غزة، وفى مقدمتها وقف العدوان الإسرائيلى وفك الحصار والإعمار والإفراج عن الأسرى.

وأضافت أن المسؤولين المصريين وعدوا بنقل هذه المطالب للجانب الإسرائيلى، سواء فى لقاء غير مباشر، إذا حضر الوفد الإسرائيلى إلى القاهرة، أو بنقلها له عبر القنوات الدبلوماسية فى حال عدم حضوره.

وكشفت المصادر أنه حدث تلاسن بين بعض أعضاء «حماس» فى الوفد الفلسطينى، وبعض مسئولى المخابرات بسبب اتهام مصر لـ«حماس» بوضع شروط صعبة لوقف إطلاق النار، وعدم الأخذ فى الاعتبار تزايد أعداد الشهداء والتدمير فى القطاع. كان عضو المكتب السياسى لحركة «حماس»، موسى أبومرزوق، أكد أن المفاوضات التى تجرى فى القاهرة للوصول إلى تهدئة بغزة، ستكون «وفق معطيات جديدة» وأضاف: «نحن مهتمون بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وأن يعيش شعبنا كباقى شعوب الأرض، ويتمتع بحريته فى السفر والتنقل والاستيراد والتصدير، وألا تكون هناك مناطق عازلة أو محرم الاقتراب منها».

من جهتها، قالت منظمة الجهاد الإسلامى الفلسطينى، إنه تم الاتفاق التام بين مصر والفصائل الفلسطينية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نائب رئيس المنظمة بالقطاع، زياد نخالة، قوله إنه لم يسمع من المصريين أى تحفظ على ورقة المطالب الفلسطينية. فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عنه قوله: «نحن فى ربع الساعة الأخيرة من الحرب، وعلينا الصمود، ونحن متفائلون جدا بالأجواء السائدة فى محادثات القاهرة، وكل الخسائر التى تكبدها الشعب الفلسطينى هى ثمن الحياة بكرامة». وقالت وكالة «معاً» الفلسطينية للأنباء إنه فى غياب الوفد الإسرائيلى عمل الفلسطينيون والمصريون على إنجاز ما يمكن إنجازه على صعيد الحصاد السياسى للمعركة بعيداً عن ابتزاز الوفد الإسرائيلى المباشر، ومنح الوقت والجهد لتقارب فلسطينى مصرى غير مسبوق من أجل تماهى الورقة المصرية مع الورقة الفلسطينية. وأضافت أنه فى مواجهة تعنت تل أبيب، يسعى وسطاء دوليون وإقليميون للتدخل وإتمام اتفاق أوسع يجمع بين اتفاق 2012 وبين الورقة المصرية، موضحة أن القاهرة تنظر بتحفظ إلى مواقف حماس التى رفعت سقف توقعاتها هذه المرة ما منح الوفد الفلسطينى هامشا كبيرا فى سد الثغرات وفتح الطريق أمام حكومة التوافق للتوصل إلى اتفاق.

فى سياق متصل، أشادت جامعة الدول العربية بقرار مصربشأن زيادة تغذية قطاع غزة من الكهرباء من 28 ميجاوات إلى 32 ميجاوات، وذلك بعد تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلى المحطة الرئيسية فى القطاع.

ووصف السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالجامعة العربية، الموقف المصرى بـ«النبيل»، مناشدًا الدول العربية بأن تدفع بكل إمكانياتها لعودة الكهرباء فورًا إلى غزة، باعتبارها المصدر الرئيسى لتوفير المياه والصرف الصحى والإنارة والمستشفيات والعلاج ومناحى الحياة اليومية.

وناشد الدول العربية بتقديم المساعدات العاجلة واللازمة لدعم قطاع غزة، تنفيذا لقرار مجلس الجامعة العربية فى دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية والتى عقدت 14 يوليو الماضى، قائلا: «نحن بحاجة إلى دعم عربى قوى جدًا ودولى وإرسال فرق طبية فورية».

وقال السفير وائل نصر الدين عطية، سفير مصرى بفلسطين، إن مصر وضعت آلية استجابة سريعة لتيسير مرور قوافل المساعدات الإنسانية، والطواقم الطبية القادمة من دول أخرى عبر أراضيها إلى قطاع غزة. ودعا فى بيان صادر عن مكتبه، كافة الأطراف بعدم اختلاق المشاكل وإعاقة عبور المرضى والمصابين من الجانب الفلسطينى من معبر رفح، وتوفير عبور آمن لهم. وأوضح أن مصر بادرت بفتح معبر رفح البرى بصفة مستمرة على مدار الثلاثين يوماً الأخيرة لعبور المرضى والمصابين.

وشدد على أن مصر على استعداد لاستقبال أى عدد من المرضى والجرحى، حيث يتم علاجهم بالمجان فى عدة مستشفيات بالعريش والإسماعيلية والقاهرة، إلى جانب أنه تم بالفعل منذ أسابيع إرسال 20 سيارة إسعاف مجهزة، وبكامل طواقمها الطبية إلى الجانب المصرى من معبر رفح لاستقبالهم، فضلا عن إقامة نقطة إسعاف بالقرب من بوابة المعبر، وإرسال 30 طبيبا من مختلف التخصصات لاستقبال الجرحى.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى