الأخبار

حماس انتصرت على إسرائيل

200

رأى الكاتب والمحلل العسكرى الإسرائيلى الشهير رونين بيرجمان أنه بالنظر إلى النتائج على الأرض، فإن حماس انتصرت على إسرائيل فى الحرب الأخيرة التى دارت بينهما.

وأوضح بيرجمان – فى مقال رأى أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على موقعها الإلكترونى اليوم الإثنين- أن عدد القتلى والأسلحة المدمِرة التى بحوزة الجانبين ليست هى المعايير الرئيسية للانتصار، وإن كان الأمر يحسب بهذه الطريقة، لكانت إسرائيل هى الفائز بشكل واضح خلال تلك المواجهة.

ورأى أن عدد القتلى ليس المعيار الأهم فى تحديد المنتصر.. بل إن الأمر الأكثر أهمية هو المقارنة بين الأهداف التى وضعها كل جانب قبل الحرب، وما تحقق منها بعد الحرب. وبالنظر إلى الأمر من هذه الزاوية فإن حماس هى التى انتصرت.

وأخذ الكاتب الإسرائيلى فى سرد وجهة نظره قائلا إن حماس بدأت الحرب نظرا لأنها كانت فى حالة يرثى لها؛ بما يشمل توتر علاقاتها مع إيران ومصر.. ولكن سرعان ما استطاعت أن يكون لها الكلمة العليا فى أمد النزاع برفضها مرارا وقف إطلاق النار. علاوة على ذلك، حافظت على قدرتها على إطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه معظم الأراضى الإسرائيلية رغم الجهد الكبير الذى بذله سلاح الجو الإسرائيلى فى ضرب مواقع إطلاق تلك الصواريخ.

ولفت إلى شن حماس حملة ضد القوات البرية الإسرائيلية، وأوقعت أضرارا تقدر بخمسة أضعاف على الأقل، الخسائر التى وقعت على الجانب الاسرائيلى فى الصراع الأخير.. ونجحت فى استخدام الأنفاق فى اختراق الأراضى الإسرائيلية وبث الخوف وإضعاف المعنويات بها. كما كلفت حماس، إسرائيل ثمنا باهظا، فضلا عن سحب الجيش الإسرائيلى مؤخرا لجنوده من غزة بدون وقف لإطلاق النار.

وأشار بيرجمان إلى أن الزعماء الإسرائيليين يضعون نصب أعينهم نزع السلاح من قطاع غزة بوصفه أحد أهدافهم..لافتا إلى أن ذلك من الصعب تحقيقه؛ فلن توافق حماس أبدا على نزع سلاحها فى ظل المواجهات المتكررة مع إسرائيل.

واعتبر أن إنجازات حماس التى حققتها على أرض المعركة كانت ثمرة جهود ملموسة بذلت من أجل الاستفادة من دروس أخذتها من الهزائم التى تعرضت لها إسرائيل فى السابق. ففى يوليو 2006، اختطفت جماعة حزب الله اللبنانى جنديين إسرائيليين على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفشلت إسرائيل فى الوفاء بتعهدها بتدمير هذه الجماعة عقب ذلك، أو حتى استرجاع جندييها المختطفين أو نزع السلاح من جنوب لبنان.

وأشار الكاتب الإسرائيلى إلى أن حماس لم تخرج من حرب 2012، صفر اليدين، بل تعلمت دروسا مستفادة من تلك الحرب وعملت على تطبيقها؛ فأولا، اتخذت حماس تدابير صارمة لمكافحة التجسس لتجنب المراقبة الإلكترونية الإسرائيلية، وبالتالى لم تتمكن إسرائيل من معرفة الكثير مما ينبغى معرفته حول مدى صواريخ حماس، وتوزيع مستودعات تخزين الصواريخ وإطلاقها بالتحكم عن بعد.

وثانيا، من أجل الاستعداد للغزو الإسرائيلي، استبدلت حماس قادة كتائبها برجال جدد تلقوا تدريبات فى لبنان أو إيران، وطورت عقيدة حرب مدنية ممنهجة لضمان إلحاق أقصى قدر من الخسائر بإسرائيل وحماية قيادتها العليا من الاغتيال فى نفس الوقت.

أخيرا، استثمرت حماس فى بناء شبكة واسعة ومعقدة من الأنفاق التى وصلت إلى الأراضى الإسرائيلية، فضلا عن تشكيلها وحدات الضفادع البشرية لمهاجمة إسرائيل من البحر.. واعتبر الكاتب ان كل هذا التقدم لحماس يشير الى انتصارها خلال هذه المواجهة مع إسرائيل.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى