الأخبار

المفاوضات مع الإخوان

8

جولات غير معلنة من المفاوضات مع جماعة الإخوان خلال فترة اعتصام أنصار الرئيس المعزول فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر حيث هدفت المفاوضات حسبما أشارت مصادر شاركت فيها إلى إنهاء الاعتصام سلميا وتجنب إراقة الدماء فى مقابل السماح بدمج الجماعة والمتحالفين معها فى المشهد السياسى المصرى عقب إقرار خارطة الطريق فى 3 يوليو 2013 ووفقا لتفاصيل المفاوضات التى يتم الكشف عنها للمرة الأولى بالتزامن مع ذكرى مرور عام على فض اعتصام أنصار مرسى بميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر إلى أن جانب من قيادات الإخوان والمتحالفين معهم أبدوا تجاوبا فى البداية مع جهود الوساطة لكن بعد العودة إلى قيادات عليا داخل الجماعة تحول الأمر إلى “تعنت غير مبرر وتمسك بشروط مستحيلة للتفاوض” بحسب وصف المصادر التى شاركت فى عملية التفاوض. الجولة الأولى من المفاوضات غير المعلنة كشف عنها بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة الديمقراطية الصادرة عن مؤسسة الأهرام حيث أكد فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” أنه أثناء تواجده فى العاصمة القطرية الدوحة فى بداية أغسطس 2013 للتعبير عن موقف المعسكر الداعم لـ30 يونيو ومسار 3 يوليو على شاشة قناة الجزيرة خلال فترة اعتصام رابعة والنهضة تواصل مع مسئولين بأجهزة سيادية وتبين له إمكانية وجود فرصة للتفاوض مع جماعة الإخوان بهدف فض الاعتصامات سلميا. وأضاف عبد الفتاح: “تواصلت مع حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط الذى كان متواجدا فى الدوحة آنذاك وعرضت عليه أن تبادر قيادات الجماعة بفض الاعتصام سلميا مقابل عدم التعرض لهم ولنشطاء الجماعة وأن يتحولوا فيما بعد إلى طرف رئيسى فى خارطة الطريق وأن يسمح لهم بخوض الانتخابات وممارسة الحياة السياسية بشكل طبيعى”.

وتابع: “أبدى عزام تفهما للموقف فى البداية لكنه طلب أن يتواصل مع كل من محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان ومحمد البلتاجى القيادى بالجماعة لكى يعرض عليهم الأمر وفوجئت بعدها بيوم اأنه ينقل لى ردهم بأنهم متمسكون بعودة محمد مرسى إلى السلطة وعودة دستور2012 وعودة مجلس الشورى كما لاحظت تحولا حادا فى نبرة حديثه حيث أصبح يتحدث بثقة على أنهم الطرف الأقوى وأن العالم الخارجى يقف إلى جوارهم وحديث من هذا القبيل”.

وأضاف: “قلت لعزام إننى لا أستطيع أن أنقل هذه الشروط التعجيزية إلى مؤسسات الدولة نظرا لاستحالة تنفيذها وكنت أتمنى أن يتعاون معى قيادات الإخوان حتى نتجنب فض الاعتصام بالقوة وإراقة الدماء”. الجولة الثانية من المفاوضات كشف عنها خالد الزعفرانى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، والخبير بالحركات الإسلامية حيث أشار إلى تفاصيل جديدة بشأن مفاوضات تمت مع جماعة الإخوان من خلاله قبل أيام من ذكرى فض ميدانى رابعة العدوية والنهضة. وقال الزعفرانى فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” إن تلك التفاصيل ظلت خفية لا يعلم أحد عنها شيئا حتى وقتنا هذا، وفضلت عدم كشفها إلا قبل أيام من ذكرى الفض كى أوضح من هو المتسبب فى ما حدث يوم 14 أغسطس 2013 . وأضاف الزعفرانى: “اتصل بى قيادة عليا فى الدولة آنذاك قبل أسابيع قليلة من فض رابعة العدوية والنهضة – رفض تسمية هذه القيادة- وطلبت منه هو والشيخ كرم زهدى مؤسس الجماعة الإسلامية بالتواصل مع الإخوان لإقناعهم بضرورة فض الاعتصامين بشكل سلمى” . وقال الزعفرانى: “زهدى أبلغهم بأنه ليس له علاقة بقيادات الإخوان، وفضل أن توكل المهمة لى، لما لدى من علاقات مع بعض القيادات فى مكتب الإرشاد والتى استطيع التواصل معها “.

وتابع: “توصلت قبل 15 يوما من الفض مع كل من محمد إبراهيم عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، وكان لم يقبض عليه فى ذلك التوقيت، وتواصلت مع مدحت الحداد شقيق عصام الحداد، مساعد محمد مرسى، وكذلك تواصلت مع حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى، والدكتور محمد على بشر عضو مجلس شورى الإخوان ” وأوضح الزعفرانى أنه أبلغهم بضرورة فض الاعتصامين بشكل سلمى حتى لا يسقط ضحايا، والجلوس على مائدة حوار وتدارس الأمور بأكملها، مشيرا إلى أن أى فض سيكون فيه ضحايا ولابد من فضه وبدء حوار لحل الأزمة. وقال الزعفرانى: “رأيت تفهما كبيرا من جانب تلك القيادات، وأكدوا ضرورة أن يكون هناك حوار, وألا يسقط ضحايا، وأكدوا أنهم ليس لديهم أى اعتراض، ولكن الأمر كله لدى خيرت الشاطر نائب مرشد عام الإخوان، لأن هو من بيديه الأمور فأرسلت عبر وسيط رسالة إلى خيرت الشاطر داخل سجنه ولكن الرد جاء إلى قبل 4 أيام من الفض”. واستطرد: “كانت رسالة الشاطر قوية ومفاجئة وقال نصا: “لا تفاوض أو حوار إلا بعد عودة محمد مرسى للقصر الجمهورى، وإذا سقط ضحايا من أجل عودة مرسى فليسقطوا” وهنا انتهت المفاوضات تماما إلى هذا الحد.

 

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى