الأخبار

شهادة عصام شرف تجاه اختيار “العربي”

 

162

 

 

كتب الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، شهادته تجاه اختيار الدكتور نبيل العربي، أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، والذي ما زال يشغل منصبه حتى الآن، وتنشر “الوطن” نص تلك الشهادة التي جاءت كالآتي:

“الدكتور نبيل العربي.. شهادتي للتاريخ، يُثار من وقت لآخر لغط حول اختيار د.نبيل العربى أمينًا عامًا للجامعة العربية، ويتم تصوير ذلك الاختيار على غير الحقيقة”.

وأضاف شرف: “لذلك فإني أقدِّم شهادتي لله والتاريخ حول ذلك الموضوع، وكنت في موقع المسؤولية رئيسًا لوزراء مصر، كانت الظروف العامة عند تولينا المسؤولية توجب ضرورة استمرار الدور المصري على المستويين العربي والإفريقي، وكنا على اقتناع تام بالمسؤولية التاريخية التي تتحمَّلها مصر في دعم أواصر التعاون العربي المشترك وتقديم كل ما تملك من أجل إنجاحه، وواصلت مصر هذا الدور منذ إنشاء الجامعة العربية”.

وتابع: “لقد كان اختيار شخصية مصرية كأمين عام الجامعة العربية تأكيدًا للتوافق العربي منذ قامت الجامعة العربية وشغل منصب أمينها العام شخصيات مصرية، وكنا على قناعة تامة أنه في ظل ظروف المرحلة ضرورة أن يستمر منصب الأمين العام مصريًا وبتوافق عربي إيجابي”.

وواصل: “وبالنسبة لبعض الأسماء المصرية التي ظهرت كمرشحين للمنصب والذين كانت مسؤوليتي القومية أن أساند ترشيحهم، فقد وضح لي وبصفة رسمية، خلال زياراتي إلى الدول العربية أو مقابلاتي مع سفراء بعضها إلى مصر، أنه لم يكن هناك تأييد واضح للمرشح المصري الذي أعلن عنه في هذا الوقت سواء تأييد مباشر أو ضمني، وكان رد الفعل في عدد من مقابلاتي هو: (نحن على قناعة ببقاء مقر الجامعة في مصر!!!)”.

وواصل شرف قائلاً: “في نفس الوقت كان هناك توجه من عدد من الدول العربية قبول وجود مرشح دولة أخرى على أن يكون هناك نوع من الاقتراع بين المرشح المصري ومرشح تلك الدولة، وفي ظل هذه المعطيات كنا أمام أحد بديلين؛ الأول: الإصرار على اسم المرشح المصري والدخول في منافسة غير مضمونة النتائج مع مرشح الدولة العربية الأخرى لتكون سابقة في تاريخ الجامعة سواء فاز المرشح المصري بالأغلبية وليس الإجماع كما جرى العرف في كل مرات اختيار الأمناء العامين السابقين، أو خسارة المرشح المصري، وهو ما لا يتفق مع توجهاتنا نحو وحدة الصف العربي ومسؤوليات مصر القومية، والثاني: البحث عن مرشح مصري آخر يحوز قبولاً عربياً يضمن له الفوز بالمنصب بالإجماع”.

وأكد قائلاً: “وتم عرض الموضوع على القيادة السياسية ولأول مرة تم التطرق إلى اسم الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية آنذاك، وبالرغم من دوره الهام كوزير خارجية في هذه الفترة، إضافة إلى العلاقة المهنية المتميزة بيننا، فقد بدأت في إجراء بعض الاتصالات مع بعض الدول العربية التي لم تبدِ موافقة على المرشح المصري، حيث وجدت ترحيبًا كبيرًا باسم د.نبيل العربي من الجميع”.

واستمر شرف في شهادته قائلاً: “حاولت في حديث عابر أن أطرح الموضوع على د.نبيل، ولكنه رفض الفكرة، إلى أن تم عقد جلسة مع القيادة السياسية بحضور د.نبيل، وأُثير موضوع ترشيحه للمنصب، وكرَّر د.نبيل رفضه، ولكن تحت ظروف المرحلة ولتوجهنا في هذه الفترة الحرجة تم الضغط عليه وانتهى الأمر بتكليفه بقبول الترشح لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية”.

وختامًا قال شرف: “أكرر تقديري لكل الأسماء التي تم تداولها فيما يتعلق بالترشح لمنصب أمين عام الجامعة العربية، وأوجِّه شكرًا خاصًا إلى الصديق العزيز د.نبيل العربي، وأتمنى له التوفيق في ظل ظروف عربية غاية في الدقة والخطورة.. تلك شهادة خالصة لوجه الله والوطن.. عصام شرف”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى