الأخبار

من أسرة أول شهداء فض «النهضة»

 

88

 

حزنت أسرة الملازم أول محمد محمود عبدالعزيز، بكتائب الدعم القتالية بالأمن المركزى، أول شهيد سقط بميدان نهضة مصر بمنطقة الجيزة، مرتين خلال ذكرى شهداء 14 أغسطس. الأولى لأن وزارة الداخلية «تسببت عن طريق الإهمال في مقتله»- حسب قولهم، والثانية أنهم لم يروا الجناة والقتلة يحاكمون، على الرغم من أن قيادات الإخوان شكلوا عصابة مسلحة لاستهداف رجال الشرطة، لكن ساكنًا لم يتحرك من مكانه حتى الآن، هذا فضلا عن عدم تكريم الشهداء بالشكل اللائق.

ويروى محمود عبدالعزيز، مهندس زراعى، والد الشهيد، ومن حوله صور نجله التي ملأت جدران منزلهم، أن «محمد» أول شهيد سقط بميدان النهضة، حيث كان أول قائد مدرعة بعد «كساحة» الجيش التي دخلت الميدان لفضه، من عند مقر كلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة، وكان هو سبب نجاح الفض بشهادة زملائه، لأنه استعمل قنابل الصوت والدخان التي سبب ذعرًا وفزعًا للمعتصمين والإرهابيين، وهرولوا، فتمكن الضباط والمجندون من الاستيلاء على العديد من قطع السلاح والذخائر، وسمح نجلى الشهيد للمعتصمين بالخروج الآمن وفتح لهم ممرات دون التعرض لأحد منهم.

يتوقف والد البطل، كما يلقبه جيرانه بمنطقة شارع الثلاثين بالهرم، عن الحديث لثوان، ويصاب بغصة في حلقه، ويعاود الحديث قائلاً: روى لى الشهيد قبل أن يلقى ربه يوم 14 سبتمر الماضى، أنه شاهد أحد المعتصمين وكان «ملتحيا» وزوجته «منتقبة» وتعطى قوات الأمن ظهرها، وصرخ به نجلى بأن يهرول من مكان الاعتصام، خشية على طفليه، حيث كانت زوجته تحملانهما، وفى تلك الأثناء أصيب مجند بطلق نارى فجرى نحوه ابنى واحتضنه وحمله داخل المدرعة، ومن فوره حمل الإرهابى سلاحًا آليًا كان بحوزة زوجته المنتقبة، وصوب له عدة رصاصات اخترقت جانبه الأيمن وخرجت من الأيسر، ولم تحمه السترة الواقية التي كان يرتديها، والأخير لم يرد إطلاق الرصاص على قاتله خوفًا على مشاعر صغاره، ويكبرون على كره رجال الشرطة، حين يرون والدهم غارقًا في دمائه.

ويشرد ذهن والد الشهيد بعيدًا، متذكرًا لحظات أبدًا لن ينساها، بأن «محمد» رقد داخل مستشفى الشرطة بالعجوزة، لتلقى العلاج مدة 15 يومًا، وتسبب الأطباء بإصابته بتلوث بالدماء، فضلاً عن «غرغرينة»، وتم اكتشاف كل تلك الأمور الموثقة بالتقارير الطبية عند نقله إلى مستشفى دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر.

هنا تعلو صرخات أمينة محمد عشيش، والدة الشهيد، وتردد كلمات مرتجلة وتحمل صور ابنها وتحتضنها بقوة.

وتتساءل: هم الإرهابيين ليه لم يحاكموا على جرائم في شهر أو سنة، حد طلب من ابنى منحه مهلة يومين لحين قتله، ولا ضربوه على طول بالرصاص في جنبه، مرسى وأعوانه لابد من إجراء محاكمات سريعة وناجزة لهم.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى