الأخبار

مجدى الجلاد يكتب: كفاية كده!

118

«أخاف عليك وعلى مصر، لأننى أحبك.. وأحب مصر أكثر.. والذين معك أو الذين يتحلقون حولك يخافون منك، ولا يخافون على مصر».. هذا جزء مما كتبته فى مقالى الذى أثار جدلاً بعنوان «السيسى والذين معه»، ونشرته يوم 14 أبريل 2014.. يومها كتبت حباً لمصر وللمشير، وخوفاً عليهما؛ إذ بدا لى بوضوح أن كثيرين ممن يلتفون حول الرجل منتفعون ومنافقون وفاشلون؛ لذا وجب التحذير منهم، حتى لا نرى مشهداً كالذى نراه اليوم.

 

 

 

.. ويومها أيضاً شن المنتفعون والمنافقون و«الدراويش» حملة شرسة ضدى، واتهمونى بـ«الانقلاب» على «السيسى».. وبعدها التقيت الرجل بعد أيام، وسألته نصاً: «هل بيننا زعل؟!».. فضحك وضغط بحميمية على يدى قائلاً: «إزاى وإحنا شركاء فى تخليص مصر من المتآمرين؟ إحنا كلنا فعلاً مصير واحد.. أنا أحبك ولا تستمع لمن يحاول الاصطياد فى الماء العكر».. صدقته لأن عينيه كانتا أكثر صدقاً من كلماته.. غير أننى اليوم أقول لـ«الدراويش»: لقد صدقت.. وكنتم من الكاذبين..!

 

 

 

اليوم.. ثبت لنا جميعاً أن ما كتبته قبل شهر ونصف الشهر تقريباً كان صادقاً وصحيحاً؛ إذ قلت فى نفس المقال «السيسى والذين معه»: من حولك صنفان، الأول عانى عطش الاقتراب من السلطة على مدى ثلاثة أعوام أو يزيد واشتاق لـ«عسلها».. والثانى كان يتفرج على أنهار العسل فى الأنظمة الحاكمة، ولعابه يسيل انتظاراً للحظة السعيدة.

 

 

 

اليوم.. بدا واضحاً للشعب المصرى كله أن حملة «السيسى» هى الأكثر فشلاً فى تاريخ الانتخابات الرئاسية، ليس لأنها أخفقت فى الدعاية له؛ لأن الرجل يكتسح التصويت، وإنما لأنها تغطرست وتعالت على المواطنين، ولم تبذل جهداً لحشد الناخبين، لا سيما الشباب.. فتكاسل البعض، وقاطع آخرون، رغم عدم انتمائهم لتنظيم «الإخوان الإرهابى»..!

 

 

 

اليوم.. تأكد الجميع أن المخلصين حول «المشير» قليلون.. نفر قليل من رفاق رحلته الطويلة.. بينما تهافت عليه وعليهم أصحاب مصالح، وأدعياء، وهواة سياسة.. أكثرهم يريدون حجز قطعة كبيرة من «الكعكة».. وبعضهم جاهل، وآخرون رفعوا عصا «الخيانة» فى وجه أى شخص يسدى النصح، أو يحذر من أخطاء ينبغى تداركها.. بل إن بعضهم زعموا أنهم يمتلكون «صك الوطنية»، يمنحونه لمن يصفق معهم ولهم.. ويغتالون من يقول للرجل: «خلى بالك من اللى حواليك»..!

 

 

 

اليوم.. أقول للمنافقين والمنتفعين و«صغار الحملة»: امتنعوا.. اصمتوا.. انسحبوا؛ فالمهمة المقبلة هى الأصعب.. والمشير السيسى بحاجة إلى المخلصين.. بحاجة إلى أهل الخبرة فى العلم والصناعة والاقتصاد والإنتاج.. كفاكم ما ملأ خزائنكم و«كروشكم» من خير مصر وعروق الفقراء.

 

 

 

 

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى