الأخبار

أسرار تحامل “هيومان رايتس ووتش” على مصر

17

 

 

“هيومان رايتس ووتش”.. الاسم اللامع و المدافع الأول عن حقوق الإنسان حول العالم، تضع مصر نصب أعينها وتصدر التقارير التي تدين مواجعهة الأمن المصري لعناصر التخريب و الإرهاب، و ترمي خلف ظهرها مشاهد القمع و الوحشية التي تتعامل بها الشرطة الأمريكية مع “الإنسان الأسود” اللذي يجري في عروقه دما امريكيا و يحمل هوية أمريكية و يفترض أنه يتمتع بكافة حقوق المواطنة .. فلماذا تهمل “رايتس ووتش” انتهاك حقوق الإنسان في أمريكا و سوريا والعراق وغيرها و تشهر سلاحها في وجه مصر فقط؟!

في هذا الإطار قال الدبلوماسي جلال الرشيدي مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة والمستشار السابق بالجامعة العربية ، إن منظمة “هيومان رايتس ووتش” صاحبة السمعة العالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان، ألقت الكرة في ملعب المؤسسات “الحقوقية المصرية”، وأصبحت الأخيرة مطالبة بالرد على تحامل “ووتش” على مصر رغم الانتهاكات المنتشرة في كثير من الدول وآخرها تجاوزات الشرطة الأمريكية في حق المواطنين الأمريكيين السود.

وأضاف: يكفي أن نعلم ان المنظمة الشهيرة ستغير موقفها تماما من مصر ، وستثني عليها وعلى تعاطيها لملف حقوق الإنسان فورا إذا ما تحول الموقف الأمريكي من مصر وأصبحت داعمة لها بدلا من هجومها المستمر على القاهرة بعد التحول الحادث في 30 يونيه 2013، وأكد: هذه إحدى المنظمات الغربية ذات التوجهات الغربية والتي تدين أو تشيد بحقوق الإنسان حول العالم وفقا لما يخدم مصالح الدول التي تتبنى توجهاتها. 

وأوضح “الرشيدي” في تصريح خاص لـ”صدى البلد” أنه حان الوقت لمنظمات المجتمع المدني المصري أن تصنع لنفسها دورا حقيقيا، من منطلق أننا نعيش عصر العولمة وبات العالم قرية صغيرة كل دولة فيه تتأثر بما يجري من أحداث داخل الدولة الأخرى مهما فصلتهما آلاف الأميال، وهذا يقتضي ان تعمل هذه المنظمات الى جانب الحكومة في التعليق على الأحداث الكبرى حول العالم وأهمها الان على الاطلاق ما ترتكبه الشرطة الأمريكية من تجاوزات في حق “المواطنين”.

وتابع: العبء لا يجب ان يقع على الحكومات وحدها في هذه المواقف، وعلو صوت المجتمع المدني يدعم التحرك الحكومي، ويقوي موقف الدولة من هذا التجاوز الذي ترتكبه أمريكا ضد حقوق الانسان، بل إنه يصل للمواطن الامريكي ويؤثر فيه، ومن هنا يجب على منظمات المجتمع المدني المصرية أن تعي جيدا اننا لا نخاطب الحكومة الامريكية فقط وإنما نخاطب الشعب الأمريكي أيضا.

وأكد أنه يجب على كتاب المقالات أيضا أن يتعاطوا مع مثل هذه الأزمات الدولية ليدعموا صوت الحكومة المصرية، ودور منظمات المجتمع المدني، وقال: يكفي ان نعلم ان قوة الآلة الاعلامية في أي دولة يدعم موقفها امام العالم وهو سر سيادة الولايات المتحدة الامريكية على العالم. 

و في السياق ذاته أكد الدكتور نبيل سالم، أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس وعضو الجمعية الدولية للقانون الجنائي في باريس، أنه يصعب اتخاذ إجراءات قانونية ضد منظمات أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الإنسان، لافتا إلى أنه يجب على منظمات حقوق الانسان المصرية إصدار بيان موحد تشجب فيه التحامل الواضح على مصر من جانب منظمة “هيومان رايتس ووتش” ضاربة عرض الحائط بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في العراق وسوريا وأمريكا مؤخرا.

وأوضح “سالم” في تصريح خاص لـ”صدى البلد” أن هذا التحامل يبدو طبيعيا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن مصر لم تعد تابعا سياسيا لـ”واشنطن” منذ تاريخ 30 يونيه 2013، وأصبحت تتعامل معها لأول مرة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بندية شديدة، في حين ان هذه المنظمة الخاضعة لسلطان الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل في إطار ما يحقق سيطرة “واشنطن” على مقاليد الأمور في الدول التي تأبى ان تكون تابعا سياسيا لها.

وشدد على ضرورة أن تمضي مصر في التعامل بندية كاملة مع دولة أوباما، وأن تصدر الخارجية المصرية بيانا يطالبها بالالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان في التظاهر وفض الشغب وان لا تتجاوزها، وأن لا يكون دفاعها عن حقوق الانسان مجرد شعارات. 

 

 

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى