الأخبار

شاركت فى الثورتين بـ«ساندوتشات بطاطس».

28

 

 

 

لم تكن تتوقع «أم أميرة» أن ساندوتش البطاطس الذي كانت تبيعه للثوار سينجيها من حملة الإشغالات التي طالما خافت منها قبل الثورة.

بمجرد علم الباعة المجاورين لها بقدوم حملة من البلدية يهرول الجميع بما يستطيعون حمله من البضاعة، لكن أم أميرة تظل في مكانها لأنها تعلم أن الثورة ستشفع لها.

أم أميرة التي صدر عنها فيلم وثائقى مؤخراً جعلها الأكثر شهرة في وسط البلد، جاءت من قرية إدفو بأسوان، وهى تحمل على عاتقها عناء العيش ورعاية زوجها المريض الذي لا يكفى معاشه البسيط احتياجات أسرته، فخرجت للشارع بعيش وجبنة رومى ولانشون وبطاطس. تقول أم أميرة: «بقيت أبيع سندوتشات جبنة ولانشون وأحمّر بطاطس، بس البطاطس عجبت الناس فبقيت أبيع بطاطس بس». وتضيف: «أنا بحط البطاطس بالبركة، لدرجة إن فيه زباين بيقولولى: كل ده بجنيه يا أم أميرة؟… ربنا يباركلك».

ومع ثورة 25 يناير أصبح لأم أميرة دور مهم في الميدان. تقول: «أنا مأكّلة عيال الثورة، كلهم حبايبى وكانوا بيحمونى من البلطجية».

تعدد زبائنها جعلها على مسافة واحدة بين الطرفين أثناء الثورة، وتقول: «أنا كنت بخبّى شباب الثورة من الأمن، وكنت بخبّى عساكر الأمن كمان، أصل كلهم مصريين».

وفى ثورة 30 يونيو ذاع صيتها أكثر، فكان يأكل من عربتها ثوار وضباط وعساكر، شهرتها التي اكتسبتها بفضل وجودها بوسط البلد، ومشاركتها في الثورتين بساندوتشات البطاطس، كانت السبب في نجاتها من حركة إزالة إشغالات الطرق التي قامت بها الدولة في الأيام الأخيرة، خاصة بعد وفاة ابنتها أميرة، فبجانب معرفتها بالضباط والعساكر الذين استثنوها من الحملة لعلمهم بظروفها الخاصة زادت وفاة أميرة من تعاطف الجميع معها.

لكن تبقى الثورة هي كلمة السر عند أم أميرة: «الثورة هي السبب في إنى شغالة لغاية دلوقتى، وأملى في البلد خير، وإن الأيام اللى جاية تبقى أحسن».

تعمل أم أميرة على عربة ثابتة بجانب رصيف تحمّر عليها البطاطس التي يتحاكى بها رواد وسط البلد من جميع الأعمار والطبقات: «أنا زباينى أدباء وصحفيين وفنانين وموظفين، وفيه زباين بتجيلى من آخر الدنيا».

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى