الأخبار

من جاور السعيد.. يُرزق

 

139

 

مع انتهاء أعمال حفر قناة السويس فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، ظهرت للوجود مدينتان وليدتان (الإسماعيلية وبورسعيد)، يقول مؤرخون عن تلك الفترة: إن ميناء بورسعيد البحرى سحب بساط الأهمية من تحت أقدام ميناء دمياط، الذى كان واحداً من أهم موانئ مصر وقتها، الظروف مشابهة؛ فمع بداية حفر القناة الموازية راجت حركة البيع والشراء فى قرى مجاورة لمواقع الحفر أمثال قرى «التقدم والأمل والأبطال»، التابعة لمحافظة الإسماعيلية.

بدأ يونس شوقى العمل فى موقع الحفر منذ نحو أسبوع، واعتاد أن يذهب مع نهاية كل يوم عمل إلى قرية التقدم، ليستحم فى مراحيض أحد مساجد القرية ويتناول وجبة الغداء.

ولا تقتصر تعاملات عمال الحفر مع سكان القرية عند حدود الأكل والاستحمام، وإنما يعثر بعض العمال على مساكن للإيجار.

عادل الحداد، أحد المستفيدين من رواج الحركة فى قرية التقدم؛ إذ يقيم فى القرية منذ نحو 14 سنة «فاتح مطعم أنا وزوجتى، والحمد لله ماشية، لكن الحمد لله من وقت ما مشروع الرئيس عبدالفتاح السيسى هنا بدأ وإحنا هنا فى قرية التقدم عندنا الرجل ماشية جداً، والعمال بيدخلوا البلد وقت الغدا والعشا بين الورديات ياكلوا ويشربوا ولامؤاخذة ويدخلوا الحمام فى المسجد الكبير فى القرية». يصمت الإسماعيلاوى قليلاً قبل أن يضيف مبتسماً: «أنا والله مش بحاول أستغل العمال ولا أى حاجة، بتعامل بما يرضى الله وببيع لهم بنفس السعر اللى ببيع بيه لغيرهم».

ويطالب «الحداد» بمزيد من القرى التى تقع فى نطاق مركز القنطرة شرق، مواصلاً: «بس محتاجين أمر واحد بس، هو الاهتمام بموضوع المواصلات من وإلى القرية؛ لأننا بنعانى من الموضوع جدا.

يشكو «الحداد» أيضاً من مياه الشرب المتاحة فى القرية، واصفاً إياها بأنها «غير صالحة للشرب»؛ حيث تزداد فيها نسبة الملوحة، على حد قوله.

استفادت قرية التقدم من رفض القوات المسلحة إقامة مطاعم أو مقاهٍ فى نطاق مواقع الحفر. بحسب ما يرويه محمد عبدالحميد، السائق بالمشروع: «واحدة ست جت تفتح هنا كانتين وسط المواقع فالجيش رفض وجودها ومشّاها، بس ده الصح لأن السواقين هنا فى صحرا ومش هيركزوا فى الشغل».

لكن بعض هذه القرى الواقعة بالقرب من مواقع الحفر يخشى أهلها أن تُسحب منهم أراضيهم لدمجها فى خطط تطوير محور قناة السويس.

يقول إسلام أحمد المشارك فى المشروع من قرية الأبطال: «كل اللى بنطلبه وخايفين إنه ما يحصلش إن لو حد هينضرّ من ورا المشروع ده يتعوّض.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى