الأخبار

“فكر قبل ما تغلط”

 

46

 

عدم دراسة المشكلة أو اهتزاز الثقة بالنفس، سببان يؤديان إلى التخبط في المواقف السياسية، وإصدار قرارات خاطئة، بحسبما يرى علماء الاجتماع السياسي، مقولة تصلح أن يتم توجهيها إلى منظمة هيومان رايتس ووتش، والإدارة الأمريكية، بعد التخبط في اتخاذ مواقف بشأن بعض الأحداث في مصر.

“فكَّر قبل ما تغلط” هي النصيحة التي يوجهها دائمًا الخبراء لضمان عدم اتخاذ مواقف خاطئة، منذ أقل من أسبوعين، أصدرت العفو الدولية “هيومان رايتس ووتش”، تقريرًا بمناسبة مرور عام على فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث وصفت ما حدث بـ”المجزرة”، وطالبت بمحاسبة المسؤولين في ذلك الوقت، لم تمر سوى أيام قليلة على التقرير، حتى أعلنت المنظمة أنها أخطأت في بعض مما ورد في هذا التقرير، وأنها غير متأكدة من بعض المعلومات التي وردت فيه.

التراجع والتخبط هذه المرة كان في موقف الإدارة الأمريكية، حينما أعلنت جين بساكي في إجابة على سؤال أحد الصحفيين أثناء مؤتمر صحفي قائلة: “ندرك أن الإمارات ومصر نفذتا في الأيام الأخيرة ضربات جوية في ليبيا”، لتؤكد ما قاله من قبل، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” الأميرال جون كيربي، عندما أكد أنه يعتقد أن الدولتين نفذتا تلك الضربات لكنه رفض ذكر تفاصيل.

بعد يوم واحد من هذا التصريح، عادت بساكي مرة أخرى لتعلن عن تراجع الإدارة الأمريكية عما قالته من قبل بشأن الهجوم على ليبيا من سلاح الجو المصري والإماراتي، موضحة أنها قصدت التحدث عن الدول التي يُقال إنها قامت بالتدخل العسكري في ليبيا، وليس التحدث باسم تلك الدول أو على لسانها.

“التخبط في الموقف الأمريكي تجاه مصر مقصود ومتعمد، فالولايات المتحدة غاضبة من سياسة مصر الخارجية وتقربها من روسيا مرة أخرى، وأرادت أن توصل رسالة إلى مصر عبر اتهامها والإمارات بضرب ليبيا، مفادها، أنها تسيطر على المجتمع الدولي ومن السهل أن تقنعه أن مصر تحارب في ليبيا ثم ترجع فتقنعه أن مصر لا تتدخل في ليبيا”، بحسبما يرى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية.

ويضيف اللاوندي، لـ”الوطن”، أن المنظمات الحقوقية وعلى رأسها منظمة “هيومان رايت ووتش”، تابعة بطريقة مباشرة للإدارة الخارجية الأمريكية وإحدى أدواتها، مؤكدًا أن واشنطن تريد أن تثبت أنها ما زالت المسيطرة على المجتمع الدولي وعلى الأوضاع في الشرق الأوسط.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى