الأخبار

التنافس على السلطة والمال.. يقود المسلمين لـ “كارثة”

 

 

91

أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الفتن.. عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”.. وإني سألت ربي لأمتي أﻻ يهلكها بسنة عامة وأﻻ يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم.. وإن ربي قال لي: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد.. وإني أعطيتك لأمتك أﻻ أهلكهم بسنة عامة، وأﻻ أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا”.

قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط، في شرحه للحديث، إن قول النبي صلى الله عليه وسلم “فيستبيح بيضتهم” أي جماعتهم وأصلهم، والبيضة أيضا العز والملك، وقوله سبحانه وتعالى “وإني قد أعطيت لأمتك إﻻ أهلكهم بسنة عامة” أي لا أهلكهم بقحط يعمهم، بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام.

وأضاف مرزوق أن الحديث يبشرنا بأن هذه الأمة محفوظة بإذن الله تعالى، وأنه لا يستطيع أحد أن يهلكها ويستأصل شأفتها ولو اجتمع عليهم كل من في الأرض، وهو ما حاصل منذ بدأ الإسلام وسيظل إلى يوم القيامة.

وأكد أن الحديث يبن لنا أن من بين المسلمين من سينهج قتل المسلمين ولا يتقي الله في الدماء، لافتا إلى أن هذا ما نجده على الساحة العربية والإسلامية من مجرمين قتلة في كل مكان، ونذكر هؤلاء بقوله تعالى:-“وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما”.

وأوضح أن في هذا الجزء من الحديث خبر وتحذير كما في أحاديث أخرى منها انقسام الأمة، وإخبار بما سيكون وتحذير من الانخراط فيها والولوج في هذا الأمر كسائر الفتن الواقعة التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم كما في حديث الانقسام الذي سيقع بين الأمة ولا شك أنه سبب من أسباب الاقتتال والنزاع بينها وإضعاف الشوكة قال -صلي الله عليه وسلم- :”افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعين في النار، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وإحدى و سبعين في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وثنتين و سبعين في النار، قيل يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة”.

ولفت إلى أن الحديث يشير إلى أن الله تعالى حفظ أمة الإسلام فلا تهلك بسنة عامة كما هو الحال بقوم نوح وصالح عليهما السلام ,وكذا حفظها من أن تهلك بيد أعدائها فى الدين ,ولكن سيكون هلاك أمة الإسلام على يد أبنائها من المسلمين وهذا واقع فى أيامنا كما هو الحال فى البلاد الإسلامية فنرى المسلم يقتل المسلم، ولا يعلم القاتل لماذا قتل أخاه,وكذا المقتول لا يعلم لماذا قتل على يد أخيه فتك هى الفتن المظلمة التى تهلك بها أمة الإسلام.

وبين، أن الناظر في حال المسلمين قديما وحديثا يجد أن السبب الوحيد لهذا الاهلاك هو التنافس الدنيوي بين المسلمين على السلطة والمال والنفوذ وغير ذلك من متع الدنيا الزائلة وشهواتها الفانية هو السبب الرئيس خلف إهلاك الأمة بعضها البعض مع نسيان تام للموت ولقاء الله والحساب عن كل ما اقترفته اليد في الدنيا. 

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى