الأخبار

هل تستحق أن تعيش؟

159

 

 

يقول أحمد شوقى فى بيت شعر يعدّ من أهم دروس الحياة:

وكنْ رجلا إن أتوا بعده .. يقولون مرّ وهذا الأثر

تمرّ الأيام وأنت تغضب وتصرخ وتسبّ وتجادل وتتعصّب لرأيك إلى حد قطيعة مَن يخالفك.. ثم؟ لا شىء.. هل تركت أثرا؟ أبدا.. هل وصل عملك ورأيك وفكرك إلى الناس؟ بتاتا.. باختصار.. هل تستحق أن تعيش؟ اسأل نفسك.

إذا كنت تعتقد أن ذهابك إلى العمل أو الدراسة هو الأثر الباقى منك فأنت واهم، الأثر الحقيقى ليس وظيفة تؤديها لأنها مصدر رزقك، ولا تربية أبنائك لأنها واجبة، ولا المشى جنب الحيط لأنه يضرّ أكثر مما ينفع، ولا الاكتفاء بسيرتك الطيبة لأنها تخصّك وحدك، إنما الأثر أن تفعل شيئا مفيدا لك ولغيرك وإن قل وحسبته تافها، أن تطرح رؤية وفكرة للأمام بدلا من التنقيب عن الماضى، أن تقترح حلا عاقلا لأزمة بدلا من اللطم والندب والجعجعة الفارغة، أن تسهم فى بناء مستقبل حقيقى لك ولأسرتك ولوطنك ولعالمك، أن تبحث عن التفرد لا عن الإجادة.

الأثر ليس شهرة ولا مالا ولا سلطة، وإنما أن يعمل لك هذا الكوكب ألف حساب، وأن تكون ممن يغيِّرون بدلا من أن تكون واحدا من ملايين يولدون ويعيشون ويموتون وهم مجرّد أرقام فى لوحة التعداد، أن تكون مصدر بهجة وسعادة لمن حولك، أو كما قال الخال الأبنودى على لسان «إبراهيم أبو العيون» فى «وجوه على الشط»:

كنا نشتغل اليوم كله..

ونفرّ نلاقى حِتّة ضِلّ..

أحلى ما يعمل إنسان فى حياته يا ولدى..

يزرع ضِلّ..

أحلى ما تحس..

لما الضل اللى زرعته..

تشوفه مَرْمِى على وشوش الناس..

هل زرعت «ضِلّ» اليوم؟

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى