الأخبار

خبراء يحللون خطاب السيسي

 

139

 

إعلام الجمهور وتكوين الرأي العام، تلك هي مهمة وسائل الإعلام الأولي، فممارسته لا تقتصر على كونها مهنة بل هي رسالة هادفة، مفادها تسليط الضوء على القضايا التي تشغل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، لذلك كان من أولى اهتمامات الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي عقب تنصيبه هو لقاء الإعلاميين لمرات عديدة للتأكيد على دورهم.

الرئيس السيسي ذكرهم اليوم في خطابه عن أزمة الكهرباء، مستنكرًا معالجة عدد من الصحف لتلك المشكلة وطرحها بهذه الطريقة، مشيرًا لـ”مانشيت” أحد الصحف الذي جاء بعنوان “الحكومة منورة”، مناشدًا الإعلاميين بالعمل من أجل حلّ الأزمات وليس المساعدة على تفاقمها، واتخاذ القرارت المناسبة لها، لمساندة الوطن في عبورها.

“إذا كان هناك انتقاد موضوعي للإعلام، فأولهم هو عدم اتسامه بالتعددية وليس معارضته للحكومة” كان ذلك تعليق ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، على خطاب السيسي، موضحًا أنه لا يمكن وصف أداء وسائل الإعلام بأنه يضاد الحكومة والرئيس، أو أنه يسير عكس مسار ثورة 30 يونيو ويحاول إعاقته، ولكنها أصبحت تواجه المشاكل بنفس الكيفية فقلت تعدديتها.

العالم: على الرئيس الإسراع بتشكيل وزارة الإعلام ومجلس وطني.. والخطاب مرتجل

وقال عبدالعزيز، في تصريح لـ”الوطن”، إن الدور الايجابي لوسائل الإعلام هو طرح القضايا والمشكلات ونقل شكاوى المواطنين، وتسليط الضوء على الأخطاء، وليس طرح الحلول، لافتًا إلى أن ذلك هو مهمة السياسيين.

وتابع “من الصعب الحديث عن معايير مهنية الإعلام في البيئة التي يمارس فيها دوره الآن، في ظل الأجواء الإرهابية الحالية، ما يجبره على ممارسة أقل مهنية وأقل موضوعية”، مرجحًا أنه ربما ذلك يشعر الرئيس بضرورة أن يتخذ الإعلام موقفًا مساندًا أكثر للدولة، مضيفًا أن ذلك يفرض على الإعلاميين الموازنة بين مهنية الإعلام وضرورة مواجهة الإرهاب المدعوم من الخارج، وعدم التضحية بأحد العنصرين من أجل الآخر.

في حين، يرى الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أنه على الرئيس السرعة في تنظيم الإدارة الإعلامية المتمثلة في إعادة وزارة الإعلام وتشكيل مجلس وطني إعلامي، لحل ذلك المأزق الحالي وتصحيح العلاقة، حيث أنه توجد فجوة بين طموح السيسي والنظام السياسي في الإعلام، وأداء تلك الوسائل ما يجعلهم غير متناسبين.

وأكد أن أداء وسائل الإعلام يتمتع بقدر كبير من الحرية، ولكنه لا يستطيع أن يخفي المشاكل والقضايا الحالية فيكون مقصرًا في مهنيته أو حق الرأي العام عليه، مبديًا تخوفه من الوصول لمرحلة الصدام بين وسائل الإعلام وبعضها من ناحية، وبينهم مع النظام الحالي من ناحية أخرى.

وعن تحليل الخطاب، أشار العالم إلى أنه كان مرتجلًا من قبل الرئيس، ما يعني حرصه على مواجهة المشاكل المجتمعية الراهنة، ومخاطبة الرأي العام بشكل مباشر، حيث لم يترك تلك المهمة لوزير الكهرباء، أو رئيس الوزراء، ما يعني حرصه على التواصل مع الرأي العام.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى