الأخبار

حكايات فى حب مصر

173

 

وراء كل مواطن دخل من باب البنك ليشترى شهادات قناة السويس حكاية مختلفة، ولكن الجميع وحدتهم فكرة واحدة فقط وهى «حب مصر».. «الوطن» عايشت يوماً مع المصريين فى الفرع الرئيسى للبنك الأهلى المصرى بالمنصورة والذى فتح جميع أبوابه وجند جميع الموظفين فى خدمة مئات المواطنين الذين وقفوا على بابه من الساعة 8 صباحاً ليشتروا شهادات قناة السويس.

قالت منى عبدالحميد أبوالإسعاد، ربة منزل: أنا عندى فى البيت ذهب منذ أن تزوجت، وعندما سمعت عن شهادات قناة السويس، ذهبت لبيع الذهب من أجل مصر، والمساهمة فى هذا المشروع، حتى لا نحتاج للدول الأجنبية ولا للتمويل الأجنبى، وتابعت: «مشروع قناة السويس بتاعنا ولازم يكون مصرى خالص».

«صباح» المنتقبة: قلت لموظف البنك يشترى لى 3 شهادات لى ولأولادى.. فأودع المبلغ بالكامل باسمى وحرم أولادى من هذا الشرف

وأضافت «منى»: «أنا اشتريت بكل قيمة الذهب، وكانت 11 ألف جنيه فقط، وكنت أتمنى أن تكون أكثر، ولكن هذا كل ما أملكه، وكله فداء لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يريد أن يرفع رأس كل المصريين بمشروع هيشغل ولادنا وهيقضى على البطالة».

ووسط الصفوف، خرجت سيدة منتقبة، تدعى صباح مصطفى مصطفى، ربة منزل، وهى غاضبة وعندما سألناها عن سبب غضبها، قالت: معى 3 آلاف جنيه، وطلبت منهم فى البنك، أشترى 3 شهادات، شهادة لى، وشهادتين لولدىّ كل واحد شهادة، وفوجئت بموظف البنك عمل إيداع بالمبلغ بالكامل باسمى، وحرم ولدىّ من هذا الشرف.

وأضافت: «أنا جاية علشان بحب مصر، ولا يهمنى فلوس، ولا فوائد، أنا لن أحصل على الفوائد، وسأقوم بتوزيعها على الفقراء عند صرفها، أو أتبرع بها فى أى مكان، لأننى لا أحصل على فوائد، وكل ما يهمنى هو أن أكون أنا وأولادى من مؤسسى قناة السويس، لأنى أحب بلدى جداً وعاوزة أكون ورا الرئيس بتاعى».

وبابتسامة صافية.. جلست حفيظة السيد مجاهد، (62 سنة)، ربة منزل، وقالت: «أنا تحويشة عمرى 2500 جنيه كانوا فى البيت وكنت عيناهم للزمن، قلت أعمل خير لمصر، والفلوس محفوظة، حتى لو مصر أخدتهم، مش هأزعل»، مضيفة: أنا مبسوطة جداً، وأنا فى البنك، وأول مرة فى حياتى أدخل بنك، وأودعت المبلغ بالكامل، وحصلت على شهاداتى».

ووقف محمود عبدالرؤوف المليجى، 69 سنة بالمعاش، وسط عدد من الشباب يحفزهم على الشراء، وقال: «كل اللى السيسى عاوزه، إحنا تحت أمره فيه، إحنا مصريين، ويمكن أن نتحمل، ولا نلجأ للأجانب أبداً، ولأول مرة فى حياتى أسمع عن نسبة فايدة 12%، فأقصى حاجة حصلت عليها هى 8% وأنا لى حساب وفلوس فى البنك منذ سنوات».

ولم تمنع إعاقة رنا حامد عبدالواحد، (20 سنة)، كفيفة، من أن تخرج إلى البنك، وتشترى شهادات بعد أن حضرت بصحبة والدتها، وقالت: حب الوطن لا يحتاج لنداء، أنا شخصياً لازم أشجع بلدى فى أى مشروع أشعر بأنه حقيقى، ويعم على مصر كلها بالخير والنماء، وإحساسى هو ما يحركنى، ولو كنت شعرت بأن المشروع ليست له جدوى، أو من يقومون عليه ليسوا أهلاً له، كنت فضلت فى بيتى أفضل، ولكن شعرت بصدق المسئولية، فقررت أن أشارك.

وقال عادل رجب، وكيل البنك: منذ أن تم فتح باب بيع الشهادات، ونحن نسمع قصصاً إنسانية عديدة، مضيفاً: البنك فتح أبوابه، والموظفون لا يتأخرون فى مساعدة المواطنين، حتى يحصل كل مواطن على ما يريد دون عناء، لكن الزحام الشديد سبب بعض المشاكل، ومع ذلك لم نسمع أبداً أحداً تضرر من بقائه فى البنك لفترة طويلة.

وتابع: لقد خصصنا استعلامات تقوم بتوزيع المواطنين حسب الحالة، فبعضهم جاء ليشترى وله حساب فى البنك خصصنا له مكاناً، وآخر ليس له حساب بالبنك ويريد أن يتعامل معنا على شهادات قناة السويس فقط، فخصصنا له مكاناً آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى