الأخبار

بسبب…… مصر خارج تحالف ضرب داعش

27

 

 

التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بات مهددًا بالفشل، فرغم أن التحالف العسكري التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يحظى بدعم حلف الناتو، وغالبية دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنَّ هناك عقبات تؤثر على مدى نجاح التحالف، خصوصًا مع رفض بعض الدول لتلك العملية مثل روسيا والأردن، وأيضًا غموض بعض الدول الأخرى مثل مصر، والتي لم يعلنا صراحة تحالفها عسكريًا مع أمريكا، بالرغم من توقيعها علي بيان المشاركة.

الموقف المصري مؤخرًا بات لغزًا محيرًا، فمصر وقعت على بيان التحالف الدولي لمواجهة داعش، وفي الوقت نفسه خرج وزير خارجيتها السفير سامح شكري قائلاً: إن مواجهة كل التنظيمات المسلحة التي تهدد المنطقة أمر حتمي، مطالبًا بألا يكون الأمر محصورًا عند داعش، في المقابل خرجت بعض التصريحات السيادية تؤكد رفض مصر للدخول العسكري في العراق وسوريا.

فلماذا رفضت مصر التحالف عسكريًا ضد داعش؟ وما علاقة الرفض المصري بالرفض الروسي ؟ وما هو موقف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من مطالبات مصر بمحاربة الإرهاب في ليبيا؟ وهل يعني توقيع مصر بيان التحالف الدولي المشترك لمواجهة داعش ملزماً لها لخوض الحرب؟ أسئلة كثيرة تجيب عليها السطور الحالية.

“عباءة أمريكية”

الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم قال إنَّ التلميحات المصرية برفض التدخل العسكري في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، يؤكد خروج القرار المصري من تحت العباءة الأمريكية، قائلاً: إن صناعة القرار في مصر أرادت تناول شؤونها بنفسها دون تدخلات أو ضغوط خارجية.

وأوضح الخبير العسكري لـ “مصر العربية” أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد شغل القوات المصرية، بقضايا خارجية، حتي تنشغل مصر عن مواجهة الإرهاب الداخلي، قائلاً إن القوات المسلحة المصرية لن تتدخل عسكريًا لخدمة المصالح الأمريكية، أو حتى إقامة أية قواعد عسكرية في مصر تحت أي مسمي.

وتابع مسلم أن هناك علاقة بين القرار المصري والقرار الروسي بعدم الانضمام للتحالف التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلي أن القرار المصري بات مرتبطًا بالقرار الروسي، طالما أنه في صالح مصر.

“تقسيم العرب”

بدوره قال اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي إن النظام الحاكم في مصر الآن لديه القدرة والقوة علي محاربة أي فصيل إرهابي مسلح في أي مكان، طالما أنه يهدد الأمن القومي المصري، مضيفًا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من زرعت الإرهاب في العالم، ودعمت الجماعات الإرهابية المسلحة، والآن حينما فشلت في السيطرة علي الإرهاب تريد توريط بعض الدول العربية وبالأخص مصر ووضعها في مواجهة الحركات المسلحة.

وأوضح الخبير العسكري لـ “مصر العربية” أن مصر قد تخوض الحرب عسكريًا بشروط أن يكون هناك اتفاقات ومواثيق دولية بشأن العملية العسكرية حتى يكون هناك ضمانة لعدم انسحاب أية دولة بعد بدأ الحرب علي داعش، وأن يكون قرار الحرب تحت مظلة الأمم المتحدة وفي إطار شرعي معلن.

وتابع بخيت أن “داعش” صناعة أمريكية في الأساس، مثلما كانت القاعدة صناعة أمريكية، موضحًا أن مصر لن تكون لعبة في يد الولايات المتحدة، وبالتالي فهي تحاول توريط مصر والدول العربية لخدمة المخطط الصهيو أمريكي لتقسيم وتفتيت الدول العربية.

“اجتماع جدة”

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل تحالف دولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والمعروف إعلاميًا باسم “داعش”، الذي تعتبره واشنطن أكبر تهديد لها، ويضم مقاتلين عربًا وغربيين.

واجتمعت في مدينة جدة السعودية، 11 دولة من الشرق الأوسط (دول الخليج الست وتركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان)، بمشاركة واشنطن، وأعلن أوباما، إستراتيجية من 4 بنود لمواجهة “داعش”، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم أينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وكان سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية على مساحات واسعة في سوريا والعراق في يونيو الماضي، قبل أن يعلن في نفس الشهر تأسيس ما أسماه “دولة الخلافة الإسلامية” في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعته.

مصر العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى