الأخبار

مأساة «الصم والبكم»

236

 

سنوات عمرهم انقضت وهم يحاولون رسم ابتسامة فوق شفاهم، والتواصل مع الناس بلغة الإشارة. لم يعطهم التعليم الأساسى الفرصة لالتحاق بالجامعة، رغم أحلامهم بالالتحاق بالطب والهندسة، كغيرهم من الأسوياء، لكن عدداً من «الصم والبكم» واصل التحدى.

بعد وقت طويل قضاه «أحمد» فى متابعة فيلم مترجم بلغة الإشارة، بدأ يخط بيديه رسومات على حائط المنزل قبل أن تباغته الأم: «إيه اللى بتعمله ده يا حمادة؟»، لم تكن تعلم أن علامات النبوغ بدت واضحة على ابنها الذى يحلم بأن يصير رساماً فى المستقبل.

«تفوق فى مرحلة التعليم الأساسى، فالتحق بالتعليم الفنى بمجموع كبير، مذاكرته قليلة وحالة التوحد عنده قليلة»، قالتها والدته علياء جعفر التى تحلم بإلحاق ابنها بكلية الفنون الجميلة: «نفسى يدخل كلية محترمة زى اخواته البنات، ويحقق أمنيته فى مجال الرسم». «هدى» أيضاً وضعت نصب عينيها حلم أن تصبح طبيبة ملء السمع والبصر، إشارات موجزة يستنتج منها شقيقها الأكبر قدرات أخته الذهنية فى وصف حالتها بأقل الإيماءات: «أختى طول عمرها تحصيلها عالى، بتفهم كويس وكل لعبها سماعة طبيب وبالطو، مجموعها فى مرحلة الإعدادى 85% أعلى من كتير من زملائها الأسوياء». «لماذا لا توفر الدولة مترجمى إشارة للطلاب ممن يعانون قلة الكلام والسمع والتوحد فى كل المراحل التعليمية، خاصة عند الالتحاق بالجامعة؟!»، تساءل «مصطفى الغالى»، مترجم إشارات الصم والبكم. «المفروض لو أى طالب حصل على مجموع كبير يستطيع الالتحاق بأى كلية حسب رغبته، لكن الدولة تمنح الصم والبكم فرصة التعليم الأساسى فقط، بعدها يتحول المعاق، كما يقول الغالى، تلقائياً إلى التعليم الفنى للحصول على دبلوم ثانوى صناعى، ولأن الامتحانات تخلو من مترجمى الإشارة، فلا يستطيع الأصم المساواة بزملائه والالتحاق بالمعاهد العليا أو كليات الهندسة».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى