الأخبار

السيناريو الرابع للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل

219

 

 

يقول الكتاب: «إن أحد سيناريوهات الحرب المقبلة بين مصر وإسرائيل يبدأ من قطاع غزة. صحيح أن حركة «حماس»، التى تسيطر على القطاع حالياً، لا تريد أن تدخل فى مواجهة مع إسرائيل بشكل يفقدها سيطرتها على القطاع حالياً، إلا أن هذا لا يمنع أن بعض العناصر المتشددة فى الحركة، أو من خارجها، يمكن أن تدفعها للصدام مع إسرائيل. كل من حماس وإسرائيل قد تسعى لأن تكون تلك المواجهة محدودة، إلا أنه من الممكن أن تخرج الأمور عن السيطرة لأى سبب، ولأقل استفزاز كسقوط صواريخ من جانب غزة تسبب إصابات كبيرة بين المدنيين الإسرائيليين، بما يدفع إسرائيل للرد بإطلاق عملية عسكرية فى القطاع قد تؤدى حتى لإعادة احتلاله بالكامل.

ويواصل: «غالباً ستود مصر أن تظل بمنأى عما يحدث، سعياً لتجنب أى احتكاك خطير مع إسرائيل، إلا أن القادة المصريين سوف يجدون أنه من الصعب أن يقفوا ساكنين فى الوقت الذى تدمر فيه إسرائيل الفلسطينيين، خاصة فى حالة وقوع خسائر بشرية جسيمة بين المدنيين الفلسطينيين، وهو ما سيحدث غالباً، فالواقع أنه مهما بلغ مستوى تدريب القوات الإسرائيلية، ومهاراتها القتالية، إلا أنها غير قادرة على أن تحقق تقدماً فى غزة من دون أن تتسبب فى خسائر فادحة بين المدنيين الفلسطينيين».

ربما كانت «حماس» تراهن على أن تنجح فى استفزاز إسرائيل، واستفزاز المصريين ضد حكامهم فى وقت واحد. يقول الكتاب: «هناك فى هذه الحالة احتمال قائم بأنه لو شعر المصريون أن هناك مذابح بشعة ترتكب ضد الفلسطينيين فى غزة، فسيندفعون إلى الشوارع فى مظاهرات حاشدة كتلك التى شهدها ميدان التحرير من قبل. وحتى قطاعات المصريين التى ترفض أو تعارض حماس، لن تجد مفراً من الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وهم يتعرضون لتلك الاعتداءات الإسرائيلية، بل وربما يدفع ضغط الرأى العام العربى والمصرى صناع القرار فى مصر إلى وقف إسرائيل بالقوة لو لزم الأمر، ولو حتى من خلال الدفع بقوات مصرية إلى شمال سيناء.

والواقع أن هناك عوامل خارجية يمكن أن تسهم بنشاط فى إشعال هذه الحرب، لمصلحة أطراف إقليمية أخرى، لو لم يكن الضغط الداخلى على القيادة المصرية كافياً. يقول إيهود عيلام: «ولو لم يكن ضغط الرأى العام كافياً لتحريك مصر ضد إسرائيل، فمن الممكن ساعتها إذن أن تتدخل إيران لإشعال تلك الحرب. من الممكن مثلاً أن تستغل إيران تقاربها مع حركة الجهاد الإسلامى فى غزة، لكى تورط حماس فى حرب ضد إسرائيل، وتدفع مصر بالتالى للدخول فى معترك هذه المواجهة. فبالنسبة لإيران، مصر وإسرائيل تمثلان تهديداً مباشراً وعائقاً فى سبيل تحقيق طموحاتها بالهيمنة على المنطقة كلها، وقد تعتبر «طهران» أن دخول مصر وإسرائيل فى حرب مباشرة يمكن أن يشتت تركيزهما بعيداً عنها. من ناحية أخرى، ستتركز أنظار العالم كله على تلك الحرب بين مصر وإسرائيل لينسى، ولو مؤقتاً، تهديد الطموحات الإيرانية النووية، بما يترك لطهران المجال لمواصلتها وتطويرها لتصبح أكثر قوة، فى الوقت الذى ستخرج فيه مصر وإسرائيل أكثر ضعفاً أمامها بعد تلك الحرب».

ويواصل: «سيكون غريباً فى هذه الحالة أن نفس المنطق الذى تفكر به إيران، وهو ضرب أعدائها بعضهم ببعض، هو نفس المنطق الذى تفكر به إسرائيل عموماً، عندما استفادت من محاربة أعدائها لبعضهم البعض، كما حدث مثلاً فى حالة الحرب بين العراق وإيران فى الثمانينات، أو فى الحرب الأهلية الدائرة بين السوريين وبعضهم حالياً».

«تلك الحرب الأهلية السورية كانت لها تداعيات أخرى على الساحة الداخلية الفلسطينية. انقطع الاتصال بين «حماس» السنية، ونظام «بشار الأسد» الشيعى، وحدث شرخ فى العلاقات بين الحركة وبين إيران الداعمة لنظامه. لكن الواقع أنه حتى مع هذا الشرخ، فإن العداء لإسرائيل يظل يجمع بين حماس وإيران، خاصة أن كلتيهما يدرك أنه ليس لديه حالياً «رفاهية» اختيار الحلفاء فى المنطقة.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى