الأخبار

انطفأ الحريق وبقيت الأحزان ونيران الغضب

30

 

عاش أهالى منطقة المناصرة فى القاهرة، الاحد ، ليلة حزينة، بعد اشتعال النيران داخل 12 معرضا للموبيليا و4 منازل، فجر السبت، وارتفع عدد الضحايا إلى 3 أشخاص، بعد وفاة مصاب باختناقات، الاحد، بعد نقله إلى المستشفى لإسعافه، وقضى المواطنون ليلتهم الأولى، بعد الحريق، خارج منازلهم، بسبب التهام النيران جميع متعلقاتهم الشخصية، وخوفا من تجدد اشتعالها مرة أخرى، كما حدث فى أحد المعارض التى اشتعلت فيها النيران مجددا.

وسيطر الحزن على وجوه أهالى المنطقة المنكوبة، حزنا على وفاة 3 عمال بالمعارض، نتيجة إصابتهم بحالات اختناق وحروق من الدرجة الأولى، أثناء عملية الإطفاء، وتحولت المنطقة التجارية المشهورة ببيع وتصنيع الأثاث إلى منطقة خراب ودمار، حيث تفوح منها رائحة الأخشاب المحترقة، بعد أن تحولت معارض الموبيليا إلى أكوام من الرماد فى تلك الحارة الضيقة التى تكتظ بالمحال والمعارض، الخاصة بالأثاث، وتتلاصق فيها المنازل القديمة، والتى تفتقد جميع أدوات الأمن الصناعى، حيث يضع أصحاب معظم المحال الأثاث خارج المعارض.

انتقلت «المصرى اليوم» إلى مكان الحادث، وقضت يوما بين الأهالى، وتجولت داخل المنطقة التى تعتبر من أكبر المناطق المشهورة بصناعة الأثاث، ووسط رائحة الأخشاب وبين الرماد الذى نتج عن الحريق، قال عنتر محمد، أحد السكان، إنه عند اندلاع الحريق سمع صوت انفجار مدوٍّ داخل أحد المعارض، فى الرابعة والنصف فجرا، وإنه سارع من منزله لاستطلاع الأمر، فوجد الأهالى يفرون خارج منازلهم، للمشاركة فى إطفاء الحريق، وبعدها تم الاتصال بالحماية المدنية التى حضرت فى وقت قصير جدا، بعد الاتصال بهم، واستغرقت القوات فى إطفاء النيران أكثر من 4 ساعات متواصلة، حتى امتدت النيران إلى بعض المنازل والشقق المجاورة، والتهمت محتوياتها، مما تسبب فى هروب قاطنيها إلى الشارع، وانتقالهم إلى الإقامة بمنازل أقاربهم.

وأضاف أن عمليات التبريد التى تجريها القوات، بعد إخماد النيران، حتى لا تتجدد مرة ثانية، ظلت طوال اليوم، حيث تركت الحماية المدنية سيارتين بالمنطقة، لإطفاء أى حرائق تتجدد مرة أخرى داخل المحال، مشيرا إلى أن المحافظة لم تصرف أى تعويضات للأهالى المتضررين أو أصحاب المعارض.

وقال على أحمد، صاحب معرض موبيليا، بعد أن دخل فى نوبة بكاء، ولطم وجهه على ما لحق به من خسائر: «تحول معرضى إلى كتلة رماد، وخسرت كل ما أملك»، وأضاف: «أسكن فى المنطقة، منذ فترة كبيرة، ولدى محل تنجيد وموبيليا هما كل ما أملك فى الحياة، وأقوم بالإنفاق منه على أسرتى الصغيرة»، نافيا قيام المحافظة بصرف أى مبالغ مالية له، كتعويض عن الحادث، مؤكدا أنه لا يعرف ماذا يفعل فى المصيبة التى أصابته، أو كيف يحصل على أموال لتجديد معرضه.

وقالت «عائشة»، عجوز تخطت عامها الستين، ويظهر على وجهها الإرهاق والحزن، بعد تصدع حوائط منزلها بسبب النيران، والمياه التى استخدمت فى إطفاء الحريق: «الحرائق فى المنطقة مستمرة، وكل يوم نستيقظ على حريق، بسبب تحول المنطقة إلى مخازن للموبيليا، بعد بيع السكان منازلهم، والإقامة بمناطق أخرى. فكرت أكثر من مرة فى بيع شقتى، والانتقال إلى منطقة أخرى للإقامة بها بعيدا عن أصوات الورش وحرائق المخازن، ولكنى لم أتمكن من ذلك.

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى