الأخبار

شهود عيان: «الرويعى» احترق بفعل فاعل

43

 

 

 

 

بمجرد أن تطأ قدماك ميدان العتبة حتى تتسلل إلى أنفك أدخنة الحريق، تزداد كلما اقتربت أكثر فأكثر من شارع الرويعى، سوق المفروشات والبويات بالميدان، الذى كان يضج بالباعة قبل أيام، حيث التهمت النيران البضائع بعد حريق نشب واستمر لأكثر من 24 ساعة لم تخمد نيرانه، رغم تدافع محاولات الإنقاذ، ومياه المطافئ التى صنعت بركاً كبيرة من المياه السوداء، يغطيها ما تبقى من أخشاب وملابس محترقة، البعض يُهرول فى محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من بضائعه، يحملون على أكتافهم أجولة الملابس والمفروشات، والبعض الآخر ما زال منشغلاً بالنيران التى ما زالت تتمسّك بأطراف الأبواب والنوافذ فى منازلهم رغم مرور أكثر من يومين على الحريق، وآخرون يصيحون غضباً لما أصابهم من خسائر تُعد بالملايين، وبين هذا وذاك يظهر بعض المتطوعين الذين دأبوا على مساعدة قوات الإنقاذ بحمل خراطيم المياه، وإزالة آثار الحريق، لكن كانت نيران أخرى تدب فى قلوب المتضررين، من أهالى الرويعى، ولم تستطع أن تخمدها مياه المطافئ.

وفاة ثلاثة وإصابة 91 شخصاً باختناقات وحروق متفرقة، واحتراق ما يقرب من 200 محل تجارى و150 «فرش» للباعة الجائلين، و70 مخزناً للبويات، بالإضافة إلى احتراق ما يقرب من 40 شقة سكنية، تلك هى حصيلة الحريق الهائل، حاولت «الوطن» جمع الأوراق المبعثرة فى رحلة لمعرفة حقيقة أسباب الحادث الضخم، فى محاولة للإمساك بطرف الخيط لمعرفة الفاعل الحقيقى، من خلال شهادات أهالى المنطقة، وشهود عيان عاشوا ساعات بين ألسنة اللهب.

«ناصر» شاهد شاباً يلقى بودرة بيضاء أشعلت النيران فى فرش الباعة الجائلين

قبل اشتعال النيران بساعة أنهى «ناصر محمد» عمله بمحل الحلاقة الرجالى، وتوجه لمنزله فى شارع «يوسف نجيب»، بمنطقة الرويعى بالعتبة، كانت المنطقة هادئة تغوص فى السكون على غير العادة، لم يتبق من أثر الباعة الذين يضج بهم الشارع يومياً إلا «الفرش»، المغطاة بالأقمشة، وبعض المارة، جلس الرجل بصحبة عدد من أصحاب المحال المغلقة على كراسيهم الخشبية كعادتهم فى الأحد من كل أسبوع حيث إجازة السوق.

وأخذ «ناصر» وأصدقاؤه فى السمر والتندر والحكايات، ويحتسون أكواباً من الشاى والقهوة ويدخنون النرجيلة، حتى لفت نظرهم ظهور أحد الشباب مرتدياً قميصاً أخضر، ألقى بـ«بودرة بيضاء» على «الفُرش» المستقرة بشارع «يوسف نجيب»، وفر هارباً، هرع الرجال لتقصى الأمر، ولكن الشاب كان قد لاذ بالفرار، ولم تمر إلا ثوان معدودة حتى اشتعلت النيران فى جنبات الشارع، وذلك حسبما روى الرجل لـ«الوطن».

بجسده البض، وشعره ناصع البياض، وقف «عم ناصر»، كما يحلو لأهل المنطقة أن ينادوه، أمام البناية المحترقة، يقول بصوت فاتر: «أنا أول واحد شفت النار بتمسك فى الفرش»، مشيراً إلى أن الأمر لم يستغرق سوى نصف ساعة حتى امتدت النيران إلى كافة الأرجاء، ملتهمة الفروشات والأغطية البيضاء التى فوقها، وامتدت لتصل إلى مخازن البضائع فى شارع «باب شرق والرويعى».

لم يكن ناصر وحده من شاهد الشاب ذا الحلة الخضراء، ولكن زوجته من شرفة شقته القابعة بالدور الرابع، من البناية رقم 5 بشارع يوسف نجيب، التى صاحت بهم حينما شاهدت البودرة التى ألقاها الشاب تشتعل وتمسك بأطراف «فرش» الباعة الجائلين.

«فؤاد»: النيران اشتعلت فى نفس المنطقة قبل أسبوع.. و«على»: المطافئ تأخرت و«خلصت الميه بعد ساعة».. «عبدالعظيم»: النيران كانت بتولع فى البيوت لوحدها

7 ساعات بين ألسنة اللهب

تهيأ «محمد عبدالعظيم» الرجل العجوز وزوجته للنوم، بعدما تناولا طعام العشاء، ولكن ضوءاً أحمر لافتاً ظهر من بين ثنايات أبواب شرفة شقتهما الأثيرة، القابعة فى الدور الخامس، خرج الرجل العجوز على الفور وزوجته، ليجدا ألسنة اللهب ترتفع نحوهما فى طابقهما، لم يجد الرجل العجوز بداً من مواجهتها، حيث توجه إلى الحمام وأحضر أحد الخراطيم، وأخذ فى إلقاء المياه من النوافذ والشرفة، خوفاً من أن تمسك النيران فى عمارته الأثيرة.

سبع ساعات استمر الرجل ممسكاً بخرطوم المياه، لاحظ حسب روايته لـ«الوطن»، أن النيران تشتعل بشكل هستيرى، حيث تمسك ألسنة اللهب ببعض البنايات من الداخل، وتشتعل العمارات من تلقاء نفسها، وبعض من العمارات التى امتدت إليها النيران كانت بعيدة كل البعد عن موقع النيران، مشيراً إلى عمارته التى لم تطلها النيران، رغم وجودها بين بنايات طالها الدمار من كل جانب، فى الوقت الذى اشتعلت فيه بنايات لم تكن على مقربة من مواقع ألسنة اللهب.

يمقت الرجل وزوجته الباعة، وتروى السيدة العجوز أنهم كانوا سبباً رئيسياً فى موت والدتها، حيث لم تستطع سيارة الإسعاف الولوج لداخل الشارع من بين «الفُرش» التى تنتشر فى جنباته، وتتمنى أن يرحلوا عن منطقتهم اليوم قبل الغد، ولكن فى نفس الوقت تقول إن «ما حدث لا يمكن أن يكون قضاء وقدر»، وتصيح نافية أن يكون الأمر ماساً كهربائياً: «لا طبعاً.. ده حادث بفعل فاعل.. الموضوع مكنش طبيعى بالمرة، أكتر من حريق حصل فى المنطقة قبل كده خصوصاً إن فيها مخازن كتير لكن المرة دى كان غريب ومش طبيعى».

اتفق «حسن عبدالمنعم» مع ما قاله عبدالعزيز وزوجته، ويقول الشاب العشرينى الذى نجا من الموت بأعجوبة بعدما قفز من العمارة التى توفى بداخلها ثلاث ضحايا من جيرانه: «المنازل كانت تشتعل من تلقاء نفسها، وألسنة اللهب كانت تدب فى البيوت من الداخل، ولم يكن الحريق يتمدد أكثر من ظهور حرائق جديدة بدون وجود سبب واضح لها».

ويؤمن «حسن» بأن ذلك الحريق كان يختلف عن سابقه، الذى يقول إنه بدأ من الطابق الثالث فى فندق الأندلس القابع على ناصية شارع باب شرق، والذى كان يظهر على شاشات التليفزيون وامتد ليلتهم «فرش» الباعة الجائلين، لافتاً إلى أن اشتعال ذلك الحريق كان سريعاً جداً، بشغل غير مفهوم، وكانت أكثر ملاحظات الشاب غرابة أن عمليات الإطفاء لم تكن تنتهى من منطقة، وينتقل أفراد الحماية المدنية منها، حتى تمر ثوان وتعود النيران لتشتعل فيها مرة أخرى، ولا يجد الرجل سبباً لذلك إلا أمرين: «إما قوات الأطفاء معاها أدوات فيها مشكلة يا إما فيه حد حاطط حاجة هى اللى عملت الاشتعال ده كله».

اللصوص استغلوا اشتعال النيران فى المنطقة وسرقوا 40 ألف جنيه من شقة «أبوالعلا».. و17 ألفاً من «عم ناصر».. و23 ألفاً من «عبدالعزيز»

وصل «المهندس حسن»، صاحب مكتب للاستشارات الهندسية بالبناية رقم 11 شارع يوسف نجيب، إلى موقع الحادث فى الثانية عشرة منتصف الليل، لم تكن النيران قد أمسكت بالبناية التى يستقر داخلها مكتبه بعد، حاول وجيرانه الحفاظ على عمارتهم الأثيرة من الاشتعال، ولكن امتد لها الحريق مع مرور الوقت، مما دفعه للتوجه إلى شقته التى تقع فى الدور الثالث، فى محاولة لإنقاذ بعض الأوراق المهمة الخاصة بعملائه، حصل على الأوراق، وحاول «حسن» الخروج من باب المنزل كما دخل ولكن كانت النيران قد حاصرته من كل جانب، وأغلقت عليه طريق الدخول، ولم يكن هناك مفر من الهروب عن طريق سطح العمارة، حيث هرع للطابق الأخير، وفى طريقه مر على الضحايا الثلاثة «عبدالجبار»، شقيق صاحب أحد مكاتب تجارة الجملة، معروف باسم «ناصر عتبة»، وعاملين من عمال المكتب، وطالبهم باتباعه ولكنهما أصروا على محاولة إنقاذ بعض محتويات الشقة، وهرع هو لسطح العمارة، وقفز مسافة تعدت الأربعة أمتار إلى العمارة المجاورة لها، التى لم تكن امتدت إليها النيران، لينجو بحياته، بينما كانت النيران تلتهم أجساد جيرانه الذين لم يسعفهم الوقت للهرب.

يقول «حسن» إن الحماية المدنية رغم دخولها العمارة لم تكتشف أمر الضحايا، وإن «أحمد» الأصم ابن شقيق الضحية الأول «عبدالجبار»، هو من اكتشف الأمر، حينما كان الجميع يبحث عن عبدالجبار والعاملين معه، دخل الشاب الصغير إلى البناية المحترقة ليجد عمه والعمال، وقد تفحمت أجسادهم، وهم يحاولون الهرب من النيران على سلم الطابق الأخير، ويمسكون بأجساد بعضهم البعض.

الحريق الثانى خلال أسبوع

وسط ما تبقى من بضاعته أخذ محمد فؤاد بجلبابه الرمادى يقلب بيأس فى محاولة للملمة ما تبقى ولم تطله النيران، 18 عاماً من العمل داخل سوق الرويعى، يشير بأصابع الاتهام إلى الدولة، ويتلفت خلفه، ويقول: «صيدناوى قدامك أهو ولع برضه يوم الأحد اللى فات وقالوا ماس كهرباء، عملوا إيه بقى عشان يتجنبوا حريق تانى يدمر حياة الناس؟».

فؤاد، بشاربه الكث، جاء من الصعيد ليقتات لقمة عيشه من بيع الملابس الحريمى فى وسط السوق، ويقول إن الحكومة مسئولة بشكل كامل عما أصابهم من ضرر، وإنها لم تأخذ أى احتياطات لتجنب الحرائق، بعدما طالت النيران السوق منذ أسبوع، ولولا الباعة الذين أنقذت يقظتهم الشارع من حريق مماثل ليتكرر نفس الحادث بعد أسبوع، ولكن تلك المرة سبق السيف العذل، فاشتعلت النيران فى أقل من نصف ساعة وطالت الشارع بأكمله ولم يستطع أحد الوقوف أمامها.

تباطؤ سيارات المطافئ

بالقرب منه، كان يقف محمد على، يناجى ربه، ويصيح بصوت عال، لتنشب مشادة بينه وبين أحد أفراد الحماية المدنية، الذين يجدهم تقاعسوا عن إنقاذ السوق مما طاله من حريق ضخم، ويقول إنه جاء للسوق فى الساعة 11 منتصف الليل كانت النيران تدب فى جنبات الشوارع، وتأخرت المطافئ ما يزيد على ساعتين، وحين وصلت كان بحوزتهم سيارة مطافئ واحدة فقط، وتوقفت عن العمل بعد ساعة واحدة فقط، ولم ينقذهم سوى تدخل قوات الجيش بمعداتهم.

يشير «على» إلى محله وقد طال كل محتوياته الخراب، محل للملابس الجاهزة أسسه منذ سبعة أعوام، وحينما وصل كان الحريق يلتهم أجزاءه، ولم يستطع إنقاذه: «حسيت وكأن النار بتاكل عيل من عيالى»، يصمت برهة ويأخذ نفسه بصعوبة من شدة الأدخنة التى تملأ الأجواء، ويعود ليقول: «هأكل عيالى منين.. خراب وحط علينا.. لما نشوف الحكومة هتعمل معانا إيه».

«حسن» نجا من الموت بأعجوبة بعد أن قفز من العمارة والنيران تشتعل من حوله: «الحريقة ماكانتش طبيعية.. والمحلات كانت بتولع من جوه.. والنار كانت بتسرح فى الشارع بسرعة ومحدش قادر يطفيها»

على مبعدة من «على» كان يقف سليمان، أحد الباعة الجائلين، يحاول تبرئة الباعة من مسئولية الحريق لـ«الوطن»، ويقول إن الباعة أنفسهم هم من أنقذوا المنطقة من الحريق قبل أسبوع، وهم من يساعدون المطافى الآن فى إخماد الحريق: «اللى ينقذ الناس ميحرقهمش يا فندم»، ويقول إن البناية التى اشتعلت فيها النيران كانت فندقاً يستخدم لأغراض تخزين البضائع، ولا يقطن فيه إلا عدد من الأفارقة يعد على أصابع اليد الواحدة، وهم من أصيبوا فى الحادث باختناقات وإصابات طفيفة. فى البناية المواجهة لفندق الأندلس، الذى كان ملء السمع والبصر أمس الأول، بعدما نشبت فيه النيران، ونقلتها شاشات التليفزيون، وفى الطابق الثالث من العمارة رقم 13 من شارع يوسف نجيب، يجلس «سيد محروس»، صاحب المكتب المحترق، لم يتبق منه سوى بعض الحطام، وبقايا الأرفف التى كان يضع عليها بضاعته من «الشنط والجزم»، ويقول إن خسائره تقدر بـ«600 ألف جنيه»، ويسخر الرجل بقلبه المشتعل من التعويضات التى أعلنت عنها الحكومة والتى قدرتها بـ5 آلاف جنيه، ويقول إنه شاهد شقا عمره ومحتويات مكتبه تلتهمها النيران ولم يكن يستطيع التدخل.

وصل «محروس» إلى موقع الحادث فى الثانية بعد منتصف الليل، لم تكن النيران قد وصلت بعد لمحتويات المكتب، «كانت النار فى العمارة اللى جنبها، وجت عربيات المطافى ووقفت فى شارع الجيش ومن كتر النار وصل الحريق للدور الأخير من العمارة اللى احنا فيها».

توجه «محروس» على الفور لرجال الحماية المدنية لينقذوه، بإخماد الحريق الذى شب فى الطابق الأخير من البناية، وحينما وصلوا لم يكن معهم خراطيم، وحينما أحضروا خراطيم اكتشفوا أنها قصيرة وغير مناسبة لطول البناية: «قعدنا نجرى وراهم وورا عربيات المطافى ووصلنا الخراطيم وساعدناهم ولكن المصيبة إن الميه كانت خلصت»، وحتى وصلت عربة محملة بالمياه الكافية كانت قد انتقلت النيران إلى كافة أرجاء البناية وبدأت فى التهام محتويات مكتبه وهو على مقربة منها يتابعها وهى تحترق: «بدأوا يطفوا كانت الساعة 3 بعد نص الليل».

يتجه الرجل نحو إحدى غرف الشقة المحترقة، ليأتى ببعض طفايات الحريق المشتعلة، ويقول: «عشان كانوا بيقولوا مفيش طفايات حريق ومخالفين، أهو طفايات حريق بس ما كانتش تقدر على النار»، لافتاً إلى أن النيران لم تكن تخمدها المياه ولا معدات المطافى، فكلما انطفأت بعد دقائق تعود لتشتعل من جديد.

فى الطابق الذى يليه، يجلس عصام محمد، يجمع بحسرة ما تبقى من مخزن أجولة الملابس، ويقول إن النيران التهمت كل شىء: «اتخربت بيوتنا»، ويحمّل الرجل تباطؤ المطافى فى الانتقال ما بين العمارات المسئولية: «الناس كلها كانت مركزة مع العمارة اللى على أول شارع باب شرق اللى فيها فندق الأندلس»، وينتقد الرجل التصريحات التى خرجت من المسئولين بالاستعانة بخمسين عربة إسعاف قائلاً: «خمسين إيه هى عربية واحدة جت فى الأول، رغم وصول الجيش بعربيات تقيلة بس معرفتش تخش جوه الشوارع».

سرقة محتويات المنازل.. موت وخراب ديار

أمام إحدى البنايات المحترقة، جلس «أبوالعلا زكى» ستينى العمر، على إحدى الأخشاب المحترقة، بعدما احترقت نصف شقته، ولم يترك له لص، استغل اشتعال النيران فى المنطقة، وأخذ كل ما تطاله يده، ولم تطله النيران، ويقول الرجل لـ«الوطن» إنه شاهد ألسنة اللهب تتصاعد من العمارة من الشارع فى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، فأخذ فى محاولة إطفائها من خلال خرطوم صغير، ولكن استنشق الكثير من الأدخنة فسقط مغشياً عليه، حمله عدد من شباب المنطقة، وأخرجوه من المنزل، ولكن بعدما سيطرت القوات على الحريق، دخل ليجد أن نصف شقته لم تطله النيران، ولكن قد امتدت إليها يد سارق، وأخذ 40 ألف جنيه من دولابه: «شقا عمرى كل اللى كنت محوشة عشان خرجتى لما أموت.. ده كل اللى جمعته فى حياتى وده هو اللى كان باقى لى».

لم يكن العجوز وحده الذى تعرضت شقته للسرقة خلال اشتعال النيران، ولكن «محمد عبدالعزيز» صاحب 57 خريفاً، أيضاً سرق من شقته مبلغ 23 ألف جنيه، حيث خرج هو وأسرته من الشقة التى لم تطل النيران فيها غرفتين، وحينها عاد لها بعد هدوء الأوضاع وجد دولابه وقد سرق منه كل شىء، بما فيها الملابس الداخلية و23 ألف جنيه.

ويصيح «عبدالعزيز» بصوت عال وسط الأهالى الملتفين حوله: «مين الفاجر اللى يدخل وسط النار ديه كلها عشان يسرق شقا عمر الناس»، يصمت ليلتقط أنفاسه، ويرفع يده للسماء: «يا رب يعنى يبقى موت وخراب ديار»، ويردف قائلاً: «لازم الناس تعرف إن فى مصر ناس عندها قلوب من حديد مش مهتمة بنار جهنم اللى حواليها ودخلت بيوتنا عشان تسرقها»، ولم يتمالك «عبدالعزيز»، الذى يعمل فى سوق غزة نفسه، وأخذ يتحدث بعصبية مفرطة، عن تلك الأموال: «شقتى اتحرقت قدر ربنا.. لكن المصيبة إن وسط كل ده يبقى فيه حد داخل يسرق فى الناس اللى النار بتاكل بيوتها».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى