الأخبار

جرح 17 فلسطينيا في مواجهات في باحة الأقصى

55

اندلعت مواجهات عنيفة في باحة المسجد الأقصى أمس بين قوات الأمن الإسرائيلية وفلسطينيين كانوا يحتجون على وجود زوار يهود إلى باحات المسجد، مما أدى إلى جرح 17 فلسطينيا وثلاثة من أفراد الشرطة التي اعتقلت 5 فلسطينيين.
وقالت لوبا السمري، المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، إن «بضع عشرات من الشبان الملثمين رشقوا الحجارة والمفرقعات بشكل مباشر صوب قوات الشرطة الإسرائيلية المصطفة خارج باب المغاربة، بعدما قامت بفتح باحات الحرم أمام الزوار، ما دفع قوات الشرطة إلى «اقتحام الباحات لدفع الراشقين إلى الوراء إلى داخل المسجد الأقصى».
من جهته، حمل الشيخ عزام الخطيب، مدير أوقاف القدس، الشرطة الإسرائيلية مسؤولية الصدامات التي جرت صباح أمس في باحة المسجد الأقصى، وقال في هذا الصدد: «طلبت من الشرطة الإسرائيلية عدم السماح للزوار اليهود بدخول الأقصى لوجود اعتكاف من قبل المسلمين في المسجد، وحتى لا يحدث أي احتكاك. لكن الشرطة ضربت بعرض الحائط باقتراحنا، وأدخلت زوارا يهودا مما أدى إلى اندلاع مواجهات».
وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن «المسجد الأقصى تحول إلى ثكنة عسكرية، حيث أغلقت الشرطة بوابات المسجد، ولم تسمح بدخول الموظفين، وأدت قنابل الصوت إلى حرق موضعي في بعض سجاد المسجد الأقصى».
ومباشرة بعد هذه الأحداث اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى، وقال في تصريحات صحافية: «تتزايد هذه الأيام وتتكثف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، التي يقودها مستوطنون ومتطرفون برعاية الحكومة الإسرائيلية». وأضاف أنه «في كل يوم نجد هؤلاء المتطرفين يحاولون بكل الوسائل الدخول إلى المسجد الأقصى من خلال فرض أمر واقع، وهو تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بحجة أن لهم نصيبا فيه، لكنها حجج واهية وكاذبة وتحريف للتاريخ». وبحسب عباس فإن الحكومة الإسرائيلية تحاول «فتح أبواب خاصة للمستوطنين والمتطرفين لتسهيل الدخول إلى المسجد الأقصى للعبث فيه»، مشددا أن هذا الأمر «لا يمكن السكوت عليه.. ونحن على اتصال دائم مع المملكة الأردنية والمملكة المغربية التي تترأس لجنة القدس لاتخاذ إجراءات عربية ضد هذه الممارسات الإسرائيلية من أجل وقفها». كما حذر عباس من تحويل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي إلى صراع ديني بعد المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى، وقال عباس في تصريحات للصحافيين في مكتبه في رام الله: «هذه التصرفات الإسرائيلية تحاول أن تجعل الصراع هنا صراعا دينيا، وهي تعرف ونحن نعرف والعالم يعرف خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية»، وتابع موضحا: «لا بد أن نرى جميعا ماذا يحصل من حولنا، وعلى إسرائيل أن تنتبه إلى هذا، وأن تفهم أن مثل هذه الخطوات محفوفة بالمخاطر عليها وعلى غيرها».
واستعرض عباس ما تقوم به إسرائيل أيضا في الحرم الإبراهيمي في الخليل من إجراءات، وقال بهذا الخصوص: «أضيف إلى ذلك ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في المسجد الإبراهيمي، حيث تمنع الصلاة فيه يوميا، وكأنها تريد أن تلغي الوجود الإسلامي في هذا الحرم… وهذه التصرفات التي تقوم بها إسرائيل لن تقبل إطلاقا، والدليل على ذلك أن أبناء شعبنا في القدس والخليل يقاومون بشدة ومعهم الحق كل الحق في مثل هذه الخطوات». وتعهد عباس بالذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لعرض هذه الإجراءات. وقال: «نحن نقول للعالم ولأميركا أيضا إن هذا العمل ليس من شأنه أن يحل السلام، بل على العكس من ذلك، لأنه يعطل السلام بكل الوسائل. وهذه ليست طريقة وليست تصرفات من يريد أن يصنع السلام في المنطقة، فإذا كانت إسرائيل جادة في مساعيها لصنع السلام فنحن نحذر وندق ناقوس الخطر بأن هذه المسألة في غاية الخطورة».
وطالب عباس العالم والولايات المتحدة، تحديدا، بعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الإدانة للتصرفات الإسرائيلية، وقال في هذا الصدد: «هناك مشكلات أخرى، أهمها النشاط الاستيطاني، ذلك أن كل العالم يقول لإسرائيل إن النشاط الاستيطاني غير شرعي، كما أن أميركا أدانت هذه التصرفات.. بصراحة الإدانة لا تكفي.. يجب أن يوضع حد لتصرفات الحكومة الإسرائيلية، وأميركا قادرة على أن تضع حدا لهذه الإجراءات إن كانت جادة في الوصول إلى سلام».
وأثارت الأحداث الدامية التي عرفها المسجد الأقصى أمس ردود فعل عربية، حيث اتهمت الحكومة الأردنية السلطات الإسرائيلية بإفراغ المسجد الأقصى في البلدة القديمة للقدس من المسلمين بالكامل، ودعتها إلى «تجنب إشعال المزيد من نيران التطرف والفتنة بين أتباع الديانات في العالم».
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن «قوات الاحتلال أفرغت المسجد من المسلمين بالكامل، في الوقت الذي تقوم فيه بتمكين المتطرفين اليهود وقطعان المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى وتأدية الصلوات التلمودية تحت حماية القوات الخاصة التابعة للاحتلال». واستنكر «تكرار شرطة الاحتلال جريمتها البشعة بإطلاق الرصاص والقنابل داخل المسجد الأقصى».
كما طالب الوزير الأردني المنظمات والهيئات الدولية والإنسانية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) بـ«الضغط على إسرائيل من أجل فك الحصار عن المسجد الأقصى المبارك، وتجنب إشعال المزيد من نيران التطرف والفتنة بين أتباع الديانات في العالم». من جهتها، شجبت مصر الممارسات الإسرائيلية بمنع دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة، مع السماح في الوقت ذاته للمستوطنين الإسرائيليين باقتحام باحة الحرم القدسي الشريف لتأدية الصلوات بداخله تحت حماية القوات الإسرائيلية. وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس السلطات الإسرائيلية بالامتناع عن هذه الممارسات غير المقبولة لأنها تمثل انتهاكا لكل الأعراف الدولية، وتقويضا للجهود الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة.
الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى