الأخبار

وهم الإمبراطورية الفارسية

54

اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والإقليمي والدولي.

وعلقت صحيفة “الرياض” في كلمتها، على ما قاله وزير الخارجية،السعودي، الأمير سعود الفيصل من أن «إيران جزء من المشكلة، وعليها سحب قواتها من سوريا»، مبرزة أن إيران التي تداعبها صورة أو وهم الإمبراطورية التاريخية أغرقت نفسها في حرب استنزاف طويلة أخرجت قوى عظمى مثل أمريكا والاتحاد السوفياتي من التورط في بلدان ليست بحجم قوة الكتلتين، لكنهما أدركتا أن روح المقاومة وفوارق الثقافة ومبدأ الاحتلال هي عناصر قوة الشعب المحتل لخلق درب كفاحه.

ولفتت إلى أن إيران تريد تصفية حسابات تاريخية مع العرب، ولا تخفي احتقارها لمجاميع من الأعراب التائهين في الصحراء، كما يأتي ذلك في أدبيات تربيتها لشعبها، وكيف لهذه العناصر تقويض تاريخ الدولة العظمى في عصر كسرى، وطبعاً اختارت الآن الإسلام ليكون جسر الهيمنة، والإسلام ليس الكلي وإنما الجزئي المتعلق بالمذهب الشيعي.

ورأت أن المرحلة الراهنة التي تسود فيها الفوضى، لا تعطي الأمان لإيران حتى لو صرفت ثلاثة أرباع دخلها على من تراهم حلفاءها في المنطقة، وخاصة نظامي العراق وسوريا، فكلا البلدين أدخلا العالم بما فيها إيران وتركيا في قلب المعركة، ومع ذلك فكل يوم يمر على تصاعد هذه الأزمات تتواصل التعقيدات السياسية والعسكرية وغطاؤها الديني لتضع إيران في موقف الخاسر.

وشددت صحيفة “المدينة”، على أن الإرهاب لا يشكل التحدي الوحيد الذي يواجه المنطقة ويهدد استقرارها وأمنها، فهناك تحديات لا تقل خطورة مثل التدخلات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن التي ترقى إلى مستوى الاحتلال، وذلك إلى جانب استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأوضحت أنه لا يمكن الفصل بين هذين النوعين من الإرهاب كما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العديد من المناسبات.

وقالت: إن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمره الصحفي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتايماير في جدة أمس الأول، أكد بأن القوات الإيرانية قوات محتلة في سوريا وهو ما يسري أيضًا على اليمن والعراق وأماكن أخرى.

واعتبرت أن تصريح الفيصل، يشرح بعدًا مهمًا في الرؤية السعودية التي تثبت الأحداث صحتها يومًا بعد يوم، حيث أصبحت سوريا بسبب هذا التدخل ملاذًا آمنًا للتنظيمات الإرهابية -وفي مقدمتها داعش- التي تقاطرت على سوريا من كل صوب بعد الفوضى التي عمت البلاد بسبب الحرب التي أشعلها نظام بشار الأسد ضد شعبه.

وقالت صحيفة “الوطن”: إذا كانت المملكة أكثر الدول التي تعاني من الإرهاب، وأكثرها مواجهة له، فهذا طبيعي، لأن نهج المملكة الدبلوماسي يرفض رفضاً قاطعاً سياسة اللعب بورقة الإرهاب، أو حتى مجرد الحياد في القضايا التي يكون الإرهاب طرفاً فيها، مثلما يرفض تسييس الطائفية والمذهبية، وتسخيرها للمصالح الخاصة.

ولفتت إلى أن حرب المملكة على الإرهاب وإنشاؤها مركزاً دولياً لمواجهته وإنشاء مركز آخر للحوار بين الأديان والمذاهب والثقافات في فيينا، تعكس هذه السياسة التي تنتهجها هذه الدولة فيما يختص بالإرهاب ومسبباته، وفيما يختص بثقافة الطائفية والتمييز التي ابتليت بها أنظمة المنطقة.

وأوضحت أن تصريح حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني حول “مساعدة إيران حكومتي وشعبي العراق وسوريا على التصدي للإرهاب ضمن إطار القوانين الدولية”، أتت لغته مرتبكة وغير واثقة. هذا التصريح كان مجرد ردة فعل على تصريحوزير خارجية المملكة الواضح الذي دعا إيران إلى وقف احتلالها لسوريا والتوقف عن دعم نظام بشار الفاقد للشرعية، وعدم التدخل في شؤون اليمن ودول الخليج.

وأبرزت صحيفة “اليوم”، أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، تتجاهل كلياً المرض الذي انتج منظمتي (داعش والنصرة) وأعطى لمنظمة (القاعدة) مكاناً في العراق وسوريا.

وقالت: إن المنظمات الإرهابية التي يحشد التحالف قواته الجوية ضدها ليست إلا أعراضاً للمرض العضال الذي يزرعه النظام الإيراني في المنطقة، وهو الجرثومة الطائفية.

ورأت أن طهران تعتمد برامج الطائفية لتعطيها شرعية التدخل في العراق وسوريا واليمن ولبنان وحتى في بلدان الخليج. لهذا تحدث حروب وجرائم مروعة ومشاكل وأزمات في الدول التي تعمل فيها الأصابع الإيرانية، فالعامل المشترك بين العراق وسوريا واليمن ولبنان واضطرابات البحرين هو عامل الأصابع الإيرانية التي تثير الفتن والقلاقل والاضطرابات.

وخلصت إلى أن الحرب على داعش وترك المرض الإيراني يتمدد في شريان هذه الدول ليست إلا مسكناً مؤقتاً لأن الطائفية التي تديرها إيران ستنتج منظمات مماثلة لداعش وغيرها.

فيما تحدثت صحيفة “عكاظ”، عن اليمن، مشيرة إلى أن المملكة جددت موقفها الداعم للشرعية ولليمن الآمن المستقر القائم على التعايش المشترك والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته، ودعت اليمنيين إلى تحكيم العقل والبعد عن النزاعات للخروج من الأزمات التي تهدد بلادهم، فلغة ومنطق القوة وفرض الإرادة بالسلاح لا يزيد الأمور إلا تعقيداً، وإن تغليب المصلحة العامة الوطنية على الأهداف الخاصة والمنافع الفئوية هو الذي يقود إلى بر الأمان.

وتابعت قائلة: يتزامن هذا مع تعيين رئيس الوزراء الجديد وتلقيه دعم الدول الكبرى ومجلس الأمن الذي دعا إلى معالجة الخلافات بالطرق السلمية وهدد بعقوبات على من يقف أو يعرقل الجهود السلمية. وهذا الذي يدعو إليه الأشقاء والأصدقاء هو الذي يضمن لليمنيين التوصل إلى قواسم مشتركة تزيل الخلافات وتخلق بيئة حاضنة للتفاهم وتوفر المناخ الملائم للجلوس على طاولة المفاهمات بحثا عن مخرج للأزمة. واليمنيون يدركون أنه ليس بإمكان مجموعة أو عناصر أو فئة السيطرة على البلاد دون تعاون وموافقة شركاء الوطن.

وأنهت الصحيفة مقالها، بالتشديد على أنه ليس من الحكمة أن يتصور بعض الأطراف أنهم يملكون القوة لتجاوز هذا الواقع. والحكمة اليمانية توجب على أهلها أن لا يضيعوا فرصة حل الخلافات وأن لا يركنوا إلى السلاح فإنه يؤدي إلى مزيد من هدر الطاقات وتبديد الجهود.

أما صحيفة “الشرق”، فاستنكرت دخول عضو في الكنيست الإسرائيلي مع حفنة من المستوطنين المتشددين، إلى ساحات المسجد الأقصى واحتلالها واحتلال سطوح المسجد ومرافق العبادة، مشددة على أنه تطور خطير وابتزاز لمشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم، وعلى وقع التصويت الرمزي غير الملزم الذي قام به أعضاء مجلس العموم البريطاني، وأعلنوا خلاله اعترافهم بدولة فلسطين المستقلة، بأغلبية الأصوات مساء الإثنين الماضي.

ورأت أن الابتزاز الإسرائيلي حمل في مضمونه علامة تحدٍّ ليس للمسلمين فقط، بل للمجتمع الدولي بأكمله، وهو ربما ما أدى إلى تحذير أطراف إقليمية وعربية من خطر تسبب الممارسات الصهيونية العنصرية بإذكاء وإشعال فتيل الحرب الدينية.

ونوهت الصحيفة، بالخطوة البريطانية التي أقدم عليها مجلس العموم، لافتة إلى أنها تحمل طابعاً سياسياً من شأنه أن يؤثر على موقف المملكة المتحدة، خاصة أن بريطانيا أعلنت أكثر من مرة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في إطار دورها كراعٍ لعملية السلام. 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى