الأخبار

مولد وصاحبه غايب

63

 

جاء المريدون من كل منطقة، للاحتفال بالمولد، ووسط أجواء روحانية، وحلقات ذكر، وإنشاد ديني، في ساحة مسجد “السيد البدوي” في طنطا، تسلل الإرهاب في خلسة، وأشعل فتيل التخريب والتفجير، فخلَّف الذعر والرعب بين المواطنين، وأوقع ضحايا، فتحول الاحتفال إلى سرادق عزاء.

استهداف تجمعات بها أكبر عدد من المواطنين، أصبح أسلوبًا جديدًا للإرهاب، الذي فعل ذلك في حادث تفجير وزارة الخارجية، الذي راح ضحيته شهيدان من الشرطة، وانفجار دار القضاء العالي، الذي سقط على إثره 14 مصابًا، وهو ما يقول عنه العقيد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إن “وجود 3 حوادث تشترك في نفس الملمح، وهو استهداف تجمعات كبيرة من المواطنين، جاء نتيجة عدم قدرة هؤلاء المتطرفين على استهداف أماكن حيوية، أو شن عمليات كبيرة، مثل تفجيريّ مديرية أمن القاهرة والدقهلية”.

الإرهاب الذي اجتاح سيناء ونقاط الحدود، واستهدف الشرطة والجيش، والمناطق السياحية، دخل إلى وسط الزحام، لينتقم من المدنيين، ويتواجد لأول مرة في المولد، وهنا يؤكد “عكاشة” أن ذلك العمل الإرهابي، باستخدام قنابل محلية الصنع، وتنفذيه وسط تجمعات من المواطنين، ترتكبه خلايا محدودة العدد، تحاول إثارة ضجة إعلامية، أكثر من الخسائر.

“التفجير بعيد عن أنصار بيت المقدس”، هو ما يراه عكاشة، بقوله: “جماعة مثل أنصار بيت المقدس، أسلوبها يعتمد على استهداف مناطق حيوية، كما حدث في تفجيريّ مديرية أمن القاهرة والدقهلية، ولكن هذا الأسلوب ليس بعيدًا عن أجناد مصر، رغم أنها نفت مسؤوليتها عن تفجير دار القضاء، وقد تكون هناك مجموعة جديدة محدودة العدد لم تعلن عن نفسها بعد”.

“عكاشة” يرى أن تلك التفجيرات، لا ينفِّذها هواة، حتى لو كان عددهم محدودًا، بقوله: “أرفض قول مصطلح بدائية الصنع، حتى لو كانت القنبلة فيها كيلو واحد من المتفجرات، فهي ليست بدائية، بل محلية، حيث إن هذه الجماعات لديها معامل، ومهندسين كهرباء، يصممون تلك العبوات الناسفة، وطالما أن التفجير نُفِّذ، فالقنبلة ليست بدائية، وهؤلاء ليسوا مجرد هواة”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى