الأخبار

من “كرسي السلطة” إلى “السرير الطبي”

 

298

 

“موضوع التوريث تخريف.. ومصر مش عزبة أديها لابني”، على مدار أكثر من 25 عاما من عمر سلطته، أو بعد تنحيه عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومحاكمته بتهمة قتل المتظاهرين، مازال الرئيس الأسبق حسني مبارك، ينفي “مشروع التوريث”، أو أنه كان ينوي أن يسلم ابنه “جمال” السلطة.

منذ الثمانينات و”مبارك” ينفي في لقاءات إعلامية وحوارت صحفية ذات الأمر، وحتى آخر حوار صحفي لـ”مبارك” اليوم على صفحات “الوطن”، ومازال لسانه ينطق تكذيبا، رغم ما كان من حملات بالحزب الوطني المنحل لدعم “جمال” للرئاسة، وتوليه منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات السابق بالحزب.

“هل تتوقع مني أن أعمل منه وليا للعهد”، كلمات قالها “مبارك”، في يوليو عام 1989، في حوار صحفي لمجلة “المجلة”، تعقيبا على زيارة جمال مبارك إلى ليبيا مع عدد من المسؤولين المصريين في نفس العام، مؤكدا وقتها: أن “جمال لم يكن على رأس وفد مصري لليبيا، وما حدث أنه قيل له إن طائرة مغادرة إلي ليبيا وسألوه: هل تحب أن تذهب لزيارة ليبيا؟، فقبل وعاد في نفس اليوم، هذا كل ما في الأمر، حتى أنهم فاجأوه بطلب تصريح للتليفزيون، فقال لهم كلمتين وهو في وضع مرتبك لأنه لم يعتد على هذا الأمر”.

وفي 7 ديسمبر 2001، كان هناك حوار صحفي آخر لـ”مبارك” مع جريدة السفير اللبنانية، ووجه له سؤال: “ماذا عن دور نجلكم جمال مبارك؟”، وكان رده: “يقوم بدور ونشاط في الحزب الوطني الديمقراطي بعيدا عن العمل التنفيذي، ولكن تنطلق شائعات بين الحين والآخر أعرف مقصدها أنه سيصبح نائبا لرئيس الجمهورية، لذلك أقول لك لا تصدق كلام الشائعات الذي يتردد بين الحين والآخر هذا كلام لا أساس له من الصحة”، فيما تطرق “مبارك” لموضوع التوريث تلميحا في حوار لمجلة أكتوبر عام 2002، عندما رد “مبارك” على سؤال رئيس التحرير عن دور جمال مبارك في الحكم بقوله: “جمال اختار أن يعمل في الخدمة العامة وخدمة المجتمع وخدمة الشباب ويشارك في الحزب وهو لا يريد شيئا آخر ولا يفكر في شيء آخر”.

“مبارك” في 2001: بيساعد الحزب وفي “2004”: أطلقوا شائعة “التوريث” وصدقوها

أما في 8 مارس 2004، كان حوار الرئيس مبارك لصحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، ورد على سؤال صريح من الصحفي الفرنسي: “البعض يقول إن ابنكم الأصغر جمال سيخلفكم على الأرجح ما تعليقكم على ذلك؟”، بقوله: “إن من أطلقوا هذه الشائعة انتهى بهم الأمر إلى تصديقها، وسرعان ما أطلقوا المزيد من الشائعات، إن ابنة الرئيس شيراك تعمل معه، وابنة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني تعمل أيضا مع والدها، فهل يعني ذلك أنهما ستخلفان والديهما؟ النظام في مصر نظام جمهوري وليس ملكيا”، وفي أبريل 2004، كان الرد مقاربا على سؤال لصحيفة “لوموند” الفرنسية، “يقال إنكم تعدون نجلكم لخلافتكم؟”، بقوله: “هذا خطأ لسنا مملكة فلدينا دستور ورأي عام ومؤسسات”.

مبارك لـ”العربية” عام 2005: “جمال” بيساعدني زي ما بنت “شيراك” بستساعده

15 يناير 2005، أثناء حوار الرئيس الأسبق مع قناة العربية الإخبارية اليوم، سأله المحاور: “هل الرئيس يرغب في الاستمرار بحكم مصر؟”، فاسترسل “مبارك في حديثه عن الحكم، وصعوباته، وأنه عملية شاقة ومرهقة، حتى تطرق لنقطة التوريث، فقال: “ابني يساعدني مثلما تساعد شيراك ابنته بتشتغل معاه بتساعده، مش مشكلة، وبعدين اللي يبقي رئيس مصر دي إرادة شعب، هذا الشعب لو مش عاوزك، لما تعمل إيه ما فيش فائدة، والشعب إذا كان عاوزك مش حتقدر تمشي”.

17 أغسطس 2009، تحدث مبارك في حوار مع شبكة “بي بي إس” الأمريكية، وسأله مقدم البرنامج صراحة: “هل تريد لابنك أن يأتي من بعدك؟”، فقال: “لم أثر هذا الموضوع مع ابني، ولا أفكر في أن يكون ابني خليفة لي، لقد بدأ حياته العملية في البنوك في “بنك أوف أمريكا”، ثم بعد ذلك في لندن ثم رجع مصر، وكان ضد الانضمام للحزب الوطني، وكان انضمامه فقط بعد فترة طويلة، ليس ضمن تفكيري أن يرثني ابني، إنه قرار الشعب أن يختاروا من سيمثل الشعب، ليس لي أن أقرر ذلك”.

“الرئيس الأسبق لـ”سي بي أس” في 2009: لم أفتح الموضوع مع “جمال”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى