«مذبحة الجمعة»

 

استُشهد 26 من أفراد الجيش، وأصيب 24 آخرون، فى هجوم إرهابى استهدف كمين «كرم قراديس» جنوب الشيخ زويد، وقال مصدر أمنى إن الهجوم بدأ بتفجير انتحارى بسيارة مفخخة، أعقبته اشتباكات بالهاون والأسلحة الثقيلة مع الإرهابيين الذين نصبوا كميناً للقوات واستهدفوا سيارات الإسعاف.

وأوضح المصدر أن الهجوم بعد صلاة الجمعة، بتفجير انتحارى ينتمى إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، سيارة مفخخة كان يقودها، فى الكمين، مضيفاً أن قوات الكمين طلبت من السائق التوقّف، فقام بتهدئة السرعة، فخدع الجنود الذين ظنوا أن السيارة ستتوقف، إلا أنه بمجرد أن اقترب من الكمين انطلق بسرعة كبيرة تجاه مبنى الكمين لتنفجر السيارة.

وأضاف المصدر: عقب الانفجار، أطلقت مجموعة إرهابية قذائف الـ«آر بى جى» والهاون، بكثافة على الكمين، وأعطبوا دبابتين كانتا متوقفتين على بعد 200 متر من النقطة الأمنية.

الرئيس يدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الوطنى.. وطائرات «الأباتشى» تدك بؤر الإرهاب بالعريش والشيخ زويد

وقال شاهد عيان إنه رأى 3 إرهابيين نزلوا من سيارة «فيرنا»، وأطلقوا قذيفة «آر بى جى» على الكمين بعد التفجير، مضيفاً أن الجنود الذين نجوا من التفجير اشتبكوا مع الإرهابيين ربع ساعة كاملة، حتى قدمت التعزيزات الأمنية.

وأضاف شهود عيان أن الإرهابيين نصبوا كميناً بالعبوات الناسفة لاصطياد التعزيزات المقبلة، ونجحوا بالفعل فى تفجير مدرعة واحدة على الأقل، ناحية قرية الخروبة، مضيفين أن منطقة «كرم قواديس» تحوّلت إلى منطقة حرب حقيقية استُخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة، واستهدف الإرهابيون كذلك، قوات الإنقاذ وسيارات الإسعاف، قبل أن يلوذوا بالفرار، فور وصول طائرات «الأباتشى».

وأكدت مصادر طبية، استهداف الإرهابيين سيارات الإسعاف، مشيرة إلى استشهاد 3 مجندين لعجز سيارة الإسعاف التى كانت تقلهم عن الوصول إلى المستشفى فى الوقت المناسب.

وقالت المصادر إن الهجوم أسفر عن سقوط 26 شهيداً، و24 مصاباً، نقلوا إلى مستشفى العريش العسكرى، مشيرة إلى وجود 14 مصاباً حالتهم خطرة، سيتم نقلهم عبر طائرة عسكرية إلى مستشفى المعادى بالقاهرة لتلقى العلاج.

وقال مصدر أمنى رفيع إن التحريات الأولية حول الحادث، أكدت أن الهجوم تقف وراءه خلية إرهابية، معظم عناصرها قدموا من خارج سيناء خلال الأيام الأخيرة، وكشفت أن الهجوم كان مخططاً له منذ فترة.

وأوضح مصدر عسكرى أن المعاينة وشهادات الشهود كشفت أن الإرهابيين شنوا الهجوم على مرحلتين، الأولى كانت التفجير الانتحارى، الذى استُخدمت فيه كمية كبيرة من مادتى «تى إن تى» و«سى فور» شديدتى الانفجار، أعقبها نصب كمين بالعبوات الناسفة لاستهداف التعزيزات القادمة لدعم الكمين.

شهود عيان: الإرهابيون استهدفوا سيارات الإسعاف.. والجنود اشتبكوا معهم لمدة ربع ساعة

إلى ذلك، سارعت قوات الجيش بشن حملات مداهمات مكثفة على البؤر الإرهابية، وشنّت مروحيات الجيش وطائرات «الأباتشى» غارات عنيفة على بؤر الإرهاب فى الشيخ زويد وشرق العريش، وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوى انفجارات متتالية، وشاهدوا سحب الدخان تتصاعد من منطقة صحراوية يختبئ بها الإرهابيون. كما رفعت قوات الجيش والشرطة درجة استنفارها على الأكمنة الأمنية، ونشرت أكمنة متنقلة على الطريق الدولى العام بين العريش والشيخ زويد، فيما مشّطت الآليات العسكرية، مداخل ومخارج المدينتين.

وقال مصدر عسكرى إن تعزيزات من الجيش الثانى الميدانى، وصلت إلى مدينة الشيخ زويد عقب استهداف الكمين لمعاونة القوات الموجودة هناك، وتم نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى العريش العسكرى..

وفى رد فعل سريع، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء اليوم، إلى عقد مجلس الدفاع الوطنى، لمتابعة تطورات الهجوم الإرهابى على «كرم القواديس».

مصادر عسكرية: وزير الدفاع يرفع حالة الطوارئ.. وتعزيزات من الجيش الثانى لتأمين الشيخ زويد

وقالت مصادر عسكرية إن القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول صدقى صبحى، تابع الحادث الإرهابى لحظة بلحظة، وطالب بتقارير المخابرات الحربية وتقارير كاملة عن العملية الإرهابية، لافتة إلى أن هناك أوامر صدرت بإغلاق مداخل ومخارج سيناء لسرعة القبض على الجناة وتمشيط جميع المناطق بالطائرات «الأباتشى». وأكدت المصادر أنه تم رفع حالة الطوارئ، كما صدق القائد العام بنقل المصابين إلى المستشفيات العسكرية لتلقى الرعاية والعلاج.

 

 

 

 

الوطن