الأخبار

هما ماتوا مرة.. وإحنا بنموت ألف مرة

27

منذ الخامسة عصراً، تغلق الأبواب، ويتوارى أهالى سيناء خلف نوافذهم خوفاً من أصوات طلقات الرصاص الحى ودوى الانفجارات المتتالية، فبعد إعلان «حظر التجوال» فى بعض المناطق عقب تفجير نقطة «كرم القواديس» جنوب منطقة الشيخ زويد، أصبحت ساعات ما قبل الحظر الملاذ لطلاب وشباب المدينة للبدء فى بروفات حفل تأبين شهداء الغدر، وهى الاحتفالية التى ستقام بعد انتهاء أيام الحداد بعنوان «لا للإرهاب».

«على أنغام الناى الحزين، يتغنى أطفال العريش فخراً بالدور البطولى لشهداء وضحايا الإرهاب الغاشم فى سيناء، لم يسمح لهم ضيق الوقت بتبديل زيهم المدرسى، فساعة الحظر قاربت أن تدق معلنة سكون الشارع بل والحياة أيضاً»، قالها وليد الليثى مؤلف الأوبريت الغنائى «أم الشهيد» ومسئول اللجنة الفنية فى احتفالية «لا للإرهاب»، التى أصر على القيام بها عقب انتهاء أيام الحداد: «الاحتفالية مزيج من الألم والوجع اللى خيم علينا، وطرح الوجه القبيح للإرهاب اللى خلى الجيل الجديد يتربى وسط الدم وعلى صوت الموت، ولو معملناش كدا وحطينا إيدينا على خدنا يبقى الناس دى مكانتش تعبت نفسها وماتت عشان إحنا نعيش». «الليثى» يؤكد أن الاحتفالية ستضم أكثر من 200 شاب وطفل يتقاسمون ساعات ما قبل الخامسة عصراً فى الدراسة أو العمل، وتخصيص ساعتين يومياً للتدريبات المكثفة فى فقرات الحفل التى ستنقسم إلى عدة لوحات غنائية وشعرية ومسرحية، جميعها ستتمحور فى الدور البطولى للشهيد، وآلام الأهالى، ومن جانب آخر توضيح الصورة الكاملة عن دور بعض الأهالى فى إسعاف المجندين ونقلهم لأقرب نقطة إسعاف: «جنودنا ماتوا مرة بإيد الغدر لكن إحنا بنموت ألف مرة من صوت الرصاص ومشهد الدم وريحته، وسمعتنا اللى مش قادرين ندافع عنها بسبب ناس متعرفش ربنا مدسوسة ما بينا بتقتل فى جنودنا باسم الأهالى الغلابة، لكن الحق مهما غاب هيظهر».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى