الأخبار

“المشنقة هي الحل”..

38

 

مشهد مألوف صدرته السينما مرارًا، أنهت به الشابة السورية حياتها القصيرة، على كرسي خشبي، وقفت، وحول عنقها حبل عقدته بإحكام، قبل أن تدفع الكرسي بعيدًا، ويتمكن الحبل من روحها، تاركة وراءها وطنًا أنهكته الأزمة ومزقته الحرب.

نهاية مأساوية، اختارتها الممثلة والكاتبة السورية نجلا الوزة، لحياتها، في ظروف تشبه كثيرًا نهاية الشاعر اللبناني خليل حاوي قبل 32 عامًا، حين اجتاحت القوات الإسرائيلية بيروت، فأطلق النار على رأسه ورحل دون صخب.

“خليل حاوي لا يريد الموت رغمًا عنه

يصغي لموجته الخصوصية

موت وحرية

هو لا يريد الموت رغمًا عنه

فليفتح قصيدته ويذهب

قبل أن يغريه تموز وامرأة وإيقاع.. وناما”.

كلمات سطرها قلم الشاعر محمود درويش في رثاء صديقه حاوي، الذي فضل الموت على مشاهدة المغتصب يجول في طرقات مدينته.

أما نجلا الوزة، ذات الـ 22 عامًا، كتب الشاعر والصحفي الفلسطيني راشد العيسي في رثائها: “إن من يموت على هذا النحو لعلّه يريد لموته أن يكون ساطعًا بلا حدود، لعله الاحتجاج الأقصى لبنتٍ حاولت أن تُسمِع صوتها بكل السبل”.

قذائف تنهمر من السماء، أحباء تحصد الحرب أرواحهم على الأرض، مدن تتلاشى ملامحها، ووطن يتصارع عليه الغرباء.. مشاهد لم تتمكن “نجلا” ومن قبلها خليل حاوي من استيعابها، صمدت السورية أمامها ثلاث سنوات، إلى أن هزمت روحها، وقررت الانتحار شنقًا في مهجرها بجنوب أفريقيا، أما “حاوي” سبقها إلى ذلك التفكير، وسبق بدء الغزو أيضًا.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى