الأخبار

شباب فلسطينيون يقاومون بـ”هاشتاج”

119 120

 


في ذكرى وعد ”بلفور” الذي أعطى إشارة العبور لإقامة دولة على فلسطين يقال لها ”إسرائيل”، ومع تصاعد حدة التوتر في القدس، بعد اقتحام المستوطنون لباحة المسجد الأقصى، ووصول الأمر إلى إغلاقه في وجه المصلين لأول مرة منذ 1967، ومواصلة عملية التهويد، لا زال الفلسطينيون يستخدمون كل وسيلة ممكنة، يقاومون من أجل بقاء وطن، يسعى المحتل بكل قوة بأن تحل دولته مكانه، ويصير ذكرى منسية؛ فمن تحدى قوات الاحتلال بالمرابطة في المسجد الأقصى، والصلاة بالطرقات المواجهة له والتظاهرات، إلى مسابقة بطابع مقدسي، على غرار التحديات الترفيهية مثل ”تحدي الثلج”، التي سبق انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، اتخذ منها شباب بالقدس وسيلة جادة لنشر الوعي الصحيح عن مدينة الصلاة والأقصى، وتحت اسم ”تحدى الأقصى” أطلقوا مبادرتهم.

معلومة ملفتة وغير متداولة يذكرها المشارك في التحدي، مدعومة بـ”هاشتاج” اسم المسابقة، ولا يترك منشوره دون ذكر 3 من أصدقائه على الأقل بـفيسبوك يطالبهم بقبول التحدي وفعل الأمر ذاته لكن بمعلومة جديدة، وخلال 12 ساعة إن لم يفعل أحدهم، صار لزامًا عليه نشر صورة له داخل ”الأقصى” حاملاً ورقة مكتوب عليها اسمه، مذيلة بـ”الهاشتاج”، وإذا كان من خارج حدود القدس، ويتعذر عليه فعل ذلك بسبب الاحتلال ناب عنه شخص أخر.

عن معالم المسجد الأقصى التي يضمها وتصل إلى 200 مَعلما، تداول المشاركون ذكر بعض أسمائها مثل الجامع القبلي، المصلى المرواني، مصلى الأقصى القديم، مسجد قبة الصخرة، مسجد البراق، مسجد المغاربة، جامع النساء، ونشر معلومات عن المسجد الأقصى، عن مساحته البالغة قرابة 144 متر مربع محتلة بذلك سدس مساحة القدس المسورة، وقبة الصخرة الممثلة قلب المسجد، وكذلك حائط البراق الذي يطلق عليه الإسرائيليون ”حائط المبكي”، وهو المتبقي من البناء القديم الذي كان قبل الإسلام، ويبلغ طوله قرابة 48 متر، وارتفاعه 17 متر، ويلحق البعض المعلومة التي ينشرها بصور للمسجد.

زينة يوسف من أوائل المشاركين في التحدي الذي بدأ قبل قرابة أسبوع، ترى أن الفكرة رغم بساطتها غير أن أبعادها كبيرة، من جانب المعلومات العديدة التي تم نشرها سواء المعروف منها أو غير المتداول، وكذلك الشعور الذي أثارته داخل المتفاعلين ”مسألة أني كفلسطيني وقضيته الأقصى أولى أولياتي هي زيادة وعي غيري وتعريفهم والاستفادة منهم أيضًا فإن لم نعرف عنه من سيعرف؟” حسب قولها.

وعن قيام من تعذر عليه اللحاق بركب التحدي، بنشر صورة له داخل الأقصى، يزيد حرص المتفاعلين على المشاركة من جهة ونشر للتحدي على نطاق أوسع، فهي وسيلة تأخذ بها المبادرة صدى أعلى والوصول لأكبر قدر ممكن من الناس ”حتى يعوا أن الأقصى عقيدة وليس مجرد مكان”.

دافع المشاركون في التحدي في نظر ”زينة” هو الشعور أنه نوع من أداء الواجب تجاه الأقصى، حتى أن الكثير يبدأ منشوره بجمل تشجيعية للمشاركة ونشر الفكرة، قائلة إن هذا أقل ما يقدم في ظل ما يقدمه المقدسيون المقدسيون من تضحيات على ارض الواقع من خلال دفاعهم عن المسرى ضد عمليات الاقتحام الوقحة للمستوطنين والقيادات الإسرائيلية.

”هو يدنا القصيرة التي نحاول أن نمدها لنعطي للأقصى والقدس أملاً بسيطًا أننا هنا” لهذا شارك عبد الرؤوف سمير دون تردد في تلك الفكرة، معتبرًا إياه رسالة دعم من شاب ”غزاوي” إلى المرابطين في الأقصى وحراسه، فالتحدي ما هو إلا تذكير بقضية القدس والتهويد المستمر الذي تتعرض له، وما المعلومات المتداولة بين المشاركين في نظره إلا ضوء يسلط على الانتهاكات التي يرتكبها المحتل في حق الأقصى من جهة، وقداسة المكان وعظمة أهله من جهة أخرى ”تحدي الأقصى عيننا على الأقصى لنراها بعيون الجميع”.

 

 

 

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى