الأخبار

لماذا لا تستطيع أمريكا تصفية قيادات “داعش”؟

37

 

على الرغم من تنفيذ الولايات المتحدة وشركائها، في التحالف لمواجهة داعش، ما يقرب من 800 ضربة جوية ضد أهداف تابعة للتنظيم في العراق وسوريا، وقصف منشآت القيادة ومجمعات التدريب والمدرعات ومصافي النفط والملاجئ، فإن هناك غيابا ملحوظا عن استهداف كبار قادة “داعش”، كما جاء في تقرير بمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أول أمس الأربعاء.

وقالت المجلة إنه منذ بداية حملة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في العراق، 8 أغسطس/ آب الماضي، لم تنفذ الولايات المتحدة الهجوم الذي يهدف تحديدا إلى قتل عضو من كبار القادة العسكريين في “داعش”، مشيرة إلى أن غياب التكتيك عن الحملة العسكرية واضح بشكل صارخ، إذ إن اصطياد المتشددين ذوي القيمة العالية كان أساس إستراتيجية مكافحة الإرهاب في إدارة أوباما في أجزاء أخرى من العالم.

وكان أوباما قدقال خلال خطابه في 10 سبتمبر الماضي، والذي كشف فيه عن خطته لمواجهة داعش، إنه سيتبع نفس النهج الذي استُخدم في اليمن والصومال، عبر تصفية كبار قادة المتشددين هناك، ووفقا لمسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، فإن جميع الغارات التي نُفذت حتى الآن لم تستهدف قطع رأس الحية، على حد وصف الصحيفة، في إشارة إلى أمير التنظيم أبو بكر البغدادي.

وعلى الرغم من استمرار ضربات التحالف، والتي قُتل فيها المئات من مقاتلي داعش، فلم يعلن مقتل أي من قادة التنظيم، مع أن هناك أنباء وردت عن مقتل الرجل الثاني بالتنظيم أبو هاجر الصوفي، وهو الخبر الذي لم يؤكده الجيش الأمريكي.

وأرجعت المجلة سبب الانتظار إلى المصادر، إذ يستغرق السعي وراء أهداف هامة وقتا وعملا كثيرين، في ظل طلب متزايد بالفعل على المراقبة وطائرات الاستطلاع من دون طيار، خاصة في ظل وجود قوات كبيرة للولايات المتحدة لا تزال في أفغانستان.

وتحتاج الولايات المتحدة إلى العثور على البغدادي أولا قبل محاولة القضاء عليه، ولذلك تحتاج لمعلومات أكيدة من أشخاص موجودين هناك، لأن الكثير من الأشخاص المستهدفين يتحركون عبر مدن مزدحمة بالسكان مثل مدينة الموصل، وربما تتسبب ضربة خاطئة في خسائر مدنية فادحة، ولذلك تسعى أمريكا لبناء شبكة علاقات لجمع عناصر بشرية لأغراض الاستخبارات في سوريا والعراق، بحسب ما يؤكد الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية توماس ساندرسون.

ويختلف الوضع في العراق عن سوريا، حيث يمكن للقوات الخاصة الأمريكية ومسؤولين بالاستخبارات أن يعتمدوا بعض الشيء على المعلومات التي توفرها القوات العراقية، على الرغم من رحيل جواسيس أمريكا عن العراق مع رحيل القوات الأمريكية عنها، على عكس سوريا التي توجد بها علاقات أقل، ويجري بناؤها على مستوى صغير وتحت ظروف معينة.

وبدأ التنظيم في إخفاء مقاتليه بين المدنيين منذ بدء الضربات، إضافة إلى خفض الاتصالات وعدم التحرك في تشكيلات كبيرة، وبسيطرة التنظيم على مناطق كبيرة يمكن له إخفاء قادته في هذه المدن، وهو ما يصعّب من استهدافهم دون التسبب بسقوط ضحايا مدنيين.

وأوضحت الصحيفة أن هناك تساؤلات حول المشاكل التي ربما تتسبب فيها هذه الضربات، حيث إن القضاء على قائد معروف يتسبب في خطر وجود قصور بالقدرات الاستخباراتية، وهو ما وصفه أحد خبراء مكافحة الإرهاب بأنه الشيطان الذي تعرفه في مقابل ذلك الذي لا تعرفه.

ونوه الخبير بأن الأجدر معرفة الدور الذي يلعبه البغدادي، وما إذا كان هو العمود الفقري للتنظيم، وكيفية عمل شبكة التنظيم، ومن هم أصحاب النفوذ الحقيقيون.

دوت مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى