الأخبار

الصوفية أداة لخدمة “أمن الدوله”

 

330

اعترف الشيخ محمد علاء الدين أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية بأن “الطرق الصوفية كانت أداة لخدمة أمن الدولة ضد الإخوان المسلمين”، إبان نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، واستشهد بالحرب الإسرائيلية على غزة وإغلاق نظام مبارك للمعابر الحدودية، حيث، وفقًا له، “لم يجرؤ أحد من الصوفية انتقاد النظام حينها”. ووصف أبو العزايم في تصريح إلى الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله” القيادات الصوفية بالفاشلة، وعدم امتلاكها وزن حقيقي في المجتمع المصري، لأنها تقبل بتوظيفها من قبل السلطة، لاسيما إبان نظام مبارك. ولا يعتبر أبو العزايم أن السلطة حاليًا هي من تستخدم الطرق الصوفية، ولكن القيادات الصوفية هي من تقدم نفسها للسلطة لتحقيق مصالحها الشخصية. وأضاف، “مساندتهم (للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع) ليست عن قناعة شخصية، بل لركوب الموجة، لأنهم يستغلون النظام الحاكم أيًا كانت توجهاته”. وبرهن على ذلك من موقف الطرق إبان الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 2012، قائلاً: “أكدت قيادات الطرق الصوفية حينها أنهم على مسافة واحدة من جميع المرشحين، رغم أنهم كان عليهم تأييد (الفريق أحمد) شفيق، ولكن لم يفعلوا ذلك خشية فوز الإخوان المسلمين”. وأعرب أبوالعزايم عن تأييده للمشير السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، وتابع”من يرى نفسه كُفء فليرشح نفسه، ولكن أي مرشح سيخوض الانتخابات الرئاسية أمام السيسي سيخسر”. ويرى أن جماعة الإخوان المسلمين هي “جماعة ليس لها وطن أو دين”، ويشرح بالقول: “لقد عرف الشعب المصري حقيقتهم وهي أنها جامعة إرهابية”. وعن تقييمه للتيار السلفي، يقول”الإخوان والسلفيين على مقربة واحدة، وهم يتكلمون كثيرًا ولا يفعلون”. من جانبه، قال يحي الصافي سعدالله، نائب رئيس لجنة العلاقات العربية بحزب “النور” السلفي، إن “الفكر الصوفي يتشابه مع المذهب الشيعي، وهذا التشابه نابع من الغلو في الصالحين والأولياء”. ونوًه سعدالله إلى أن “الطرق الصوفية عابرة للقارات، وتسعى إلى تحقيق الفوضى الخلاقة وتحركهم الولايات المتحدة، كما يستمدون أموالهم من إيران”. وأستطرد قائلاً: “هذه حركة هلامية، وجزء من دعوتنا السلفية محاربة فكرهم الراديكالي”. ويؤكد أن “السلطة لا تسعى إلى دفع الطرق الصوفية إلى المشهد السياسي، لانشغالها بالمرحلة الانتقالية”، معتبرًا أن الطرق الصوفية لا يمكنها أن تقوم بدور سياسي فعًال في الفترة القادمة. وأردف” لا يوجد تيار ديني في مصر وطني، باستثناء السلفيين، الذين أعلوا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية”، على حد قوله. بدوره، رأى أبو الفضل الإسناوي، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ “الأهرام”، أن خريطة انتشار الصوفية المصرية، أخذت بعد ثورة 30 يونيو، شكلا جديدًا؛ حيث عادت إلى أماكنها المركزية في القاهرة الكبرى.وأوضح أن ارتباط ظهور الطرق الصوفية بعد 30 يونيو بعودة القبليات والعصبيات إلى دورها السياسي والاجتماعي، والتي ظلت بعيدة أيضًا عن المشهد المصري طوال فترة حكم الإخوان. وقال إن السلطة المقبلة ستستمر في استغلال الطرق الصوفية سياسيًّا كما كانت تفعل الأنظمة السابقة، الأمر الذي يؤكد استمرار قبضة السلطة الحاكمة على الطرق الصوفية، وفقاً للإسناوي. وتوقًع الإسناوي أن يسمح النظام للصوفية بإنشاء قناة تليفزيونية، وإحياء موالد الذكر لإرضائهم. وتابع “سترتمي الصوفية في حضن السلطة القادمة، وتستمر مُستغَلة سياسيًّا”، وأضاف “قد بدأت تظهر بوادر هذا الاتجاه في الدعم المبكر للطرق الصوفية لترشح المشير السيسي، وتحركها في كافة المحافظات لجمع توقيعات من أتباعها”. ورأى أن “الطرق الصوفية تتحدى جماعة الإخوان المسلمين، لاسيما بعد قيام الصوفيين برفع شعار “لا للإرهاب” ودعم السيسي، وهي أولى المواجهات المباشرة بين التيار الصوفي والإخوان”.

 

المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى