الأخبار

نجل ضابط الأمن الوطني السابق العائد من الاختطاف:

7878

 

 

تظهر على وجهه علامات السعادة بعودته إلى أسرته بعد رحلة اختطاف، استمرت 6 أيام، في مكان لا يعرفه، يلهو هنا داخل منزل جده وسط مجموعة كبيرة من أصدقائه وأقاربه، الذين قدموا إلى المنزل، فور علمهم بعودته سالماً، صباح الثلاثاء، ليقضوا معه اليوم بأكمله.

التقت «المصري اليوم»، الطفل «ياسين»، 12 عامًا، الذي أطلق الجناة سراحه، الاثنين، بشارع فيصل، بعدما ضيقت أجهزة الأمن بالجيزة الخناق عليهم، دون أن يتحصلوا على فدية، نظير إعادته سالماً.

عن ملابسات حادث الاختطاف الذي تعرض له «ياسين»، في منطقة الشيخ زايد، الأربعاء الماضي، أثناء توجهه برفقة 3 من الأطفال «أقاربه»، إلى المدرسة، داخل سيارة جده، التي يقودها سائق خصوصي.

عودة الطفل المختطف ياسين محمد قدرى الشهاوى

تحدث ياسين إلى «المصري اليوم»: «كنت متوجها إلى المدرسة داخل سيارة جدي، وفوجئت بسيارتين ملاكي، يتوقفان أمام سيارتنا، ويعترضونها، وقام 3 يرتدون أقنعة على الوجه، لا تظهر وجوههم، بكسر زجاج السيارة، ثم فتح الباب، واختطافي، ولم أر أي أسلحة معهم، عرفت بعد عودتي أنه كان معهم بنادق، هددوا بها السائق».

يضيف «ياسين»: «وضع الملثمون غمامة على عيني، واقتادوني على مكان لا أعلمه، ورفعوا من على وجهي الغمامة، وظللت 3 أيام داخل شقة، ولم أستطع أن أتناول أي مأكولات في أول يوم».

عودة الطفل المختطف ياسين محمد قدرى الشهاوى

يستطرد الطفل: «أول يوم أحضر لي الجناة «كفتة» وعصير، ولم أستطيع أن آكل، لأني لم أتعود أن آكل خارج المنزل، وثاني يوم أحضروا لي وجبات من كنتاكي، وكنت جائعاً، وأكلت، وثالث يوم أحضروا لي فراخ وعصير، وبعدها نقلوني إلى مكان آخر لا أعلمه، وكانوا كلما نقلوني يضعون غمامة على عيني، لم أر وجه أي شخص فيهم طوال الأيام الستة».

يشير «ياسين» وهو يتذكر رحلة الاختطاف، « أوقات كثيرة كان يجلس معي أحدهم في المنزل ملثماً، وكنت أسمعهم وهم يتحدثون في التليفونات، لكن لم أستطيع أن أفسر ماذا يقولون، وكانوا يعاملونني معاملة جيدة، ولم يهددوني أو يخيفوني».

يختتم «ياسين» حديثه قائلاً: أكتر حاجة كنت أفكر بها، وأنا هناك، هي إن «بابا»، و«ماما» وحشوني، ويؤكد: «مش خايف أروح المدرسة تاني، ونفسي أطلع دكتور، بس هريح شوية».

جد الطفل المختطف ياسين محمد قدرى الشهاوى

من جانبه يشرح جد «ياسين»، رجل الأعمال ممدوح غطاطي، تفاصيل حادث اختطاف حفيده، والأيام الستة التي مرت عليه.

يقول جد الطفل العائد: «وقع الحادث الساعة السابعة والنصف صباح الأربعاء الماضي، بمنطقة الشيخ زايد، وفور أن أبلغوني، اتصلت بالسيد اللواء كمال الدالي، مدير أمن الجيزة، وحضر إلى موقع الحادث مشكوراً، واللواء محمود فاروق مدير المباحث، واللواء مجدي عبد العال، واللواء جرير مصطفى والعميد حسام فوزي، وبدأت خطة عاجلة لتحرير «ياسين»، من أيدي الجناة، بعدما أشارت التفاصيل الأولية إلى أن الجناة 3 متهمين، وكان واضحاً ان الحادث جنائي بقصد طلب فدية».

يضيف غطاطي: «ثاني أيام الواقعة، تلقينا اتصالا هاتفيا، رسالة صوتية مسجلة مدتها 30 ثانية، بصوت «ياسين»، كان فحواها: « أنا بخير يا جدوا، صحتي كويسة وباكل كويس، ومش هيسيبوني إلا لما تدفعوا الفلوس»، وأبلغنا الشرطة بالرسالة، وتبين أنها مسجلة الساعة الثانية عشرة ليلا، وأرسلت لي في الواحدة وعشر دقائق صباحاً، ثم ألقى الجناة الهاتف في الخلاء».

جد الطفل المختطف ياسين محمد قدرى الشهاوى

يستطرد غطاطي: « لم أشتبه بأحد نهائياً، ليس لي عداوات شخصية مع أحد، لكن كان عندي يقين أن ياسين سوف يعود، وتلقيت اتصالات هاتفية من الأقارب والأصدقاء والقيادات الأمنية، واستدعاني اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية في مكتبه، يوم الجمعة الماضي، وقال لي نصا: «حفيدك هوا حفيدي، وهيرجع».

وعن جهود الاجهزة الامنية يقول غطاطي: « أفخر أن لدينا جهازا مثل جهاز الشرطة وإخلاص من فيه في عملهم، لم يقصر أحدا في أداء عمله، وكان هناك إصرار من الضباط على تحرير ياسين من أيدي الجناة».

يضيف: «علمت من التحقيقات أن الجناة ساروا بالسيارة حوالي ساعة، ووصلوا إلى منزل مكون من أربعة طوابق، وظلوا في المنزل يوما واحدا، ثم نقلوه إلى مكان آخر، وكانوا يتعاملون معه وهم ملثمون، وكانوا يرتدون ترينجات».

عودة الطفل المختطف ياسين محمد قدرى الشهاوى

صباح الثلاثاء، فوجئت بياسين يحدثني هاتفيا: «أنا في مكتبك يا جدو»، ولم أصدق نفسي، وذهبت إلى مقر الشركة بشارع فيصل، وعرفت ان الجناة تركوه أمام مقر الشركة ودخل إلى الموظفين ثم هاتفني.

يؤكد غطاطي: «والد ياسين لم يكن هو المقصود من الحادث، وهو قدم استقالته من الشرطة منذ 3 سنوات، والموضوع كله لطلب فدية، وكان المتهمون يعتقدون أن البلد «سايبة» لكن الحمد لله، وبفضل ربنا وبفضل جهد الداخلية، عاد سالماً».

وعن والده ووالدته يؤكد غطاطي أنهما بخير، ويشير إلى أنها فترة عصيبة «وعدت بسلام علينا كلنا»، مؤكداً أن أجهزة الأمن حددت الجناة، وضبطت السيارة المسروقة بمنطقة الصف، وتبذل جهودا لضبطهم.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى