الأخبار

رحلة العناصر المصرية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية بالخارج

شهدت الـ5 سنوات الأخيرة بزوغاً للحركات الإرهابية فى المنطقة العربية، وصلت ذروتها مع سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى على مناطق واسعة فى سوريا والعراق، معلنة نفسها منافساً لباقى الدول. وقدمت نفسها كنموذج ملهم للانتقام من الجيوش والحكومات، خصوصاً بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى من الحكم فى مصر عام 2013. ومع الهالة التى صنعتها التنظيمات الإرهابية بسوريا والعراق، سعى العديد من الشباب المصرى، الموالى للتيار «الإسلامى» فى مصر، للحاق بتلك التنظيمات، لأسباب بعضها انتصار للشرع والحق من وجهة نظرهم، والبعض الآخر لأسباب انتقامية من النظام المصرى بعد 30 يونيو. وسهل انضمام الشباب المصرى للتنظيمات المتطرفة حالة سيولة، شهدها المجتمع خلال حكم الإخوان، ودعم المجموعات السلفية، فسافر بعضهم للقتال فى سوريا، ضد الجيش السورى، ونظام الرئيس بشار الأسد، قبل أن يتحول الأمر إلى صراعات بين المجموعات المقاتلة فى سوريا.

وشغلت قضية انضمام الشاب المصرى إسلام يكن لتنظيم «داعش»، مطلع أغسطس 2014، الرأى العام فى مصر ووسائل إعلام عربية وأجنبية. وشكل سفر «أبوسلمة يكن»، كما كان يُعرف نفسه، على صفحته على موقع «تويتر»، إلى سوريا صدمة للمصريين، ليس لانضمامه لتنظيم متطرف فحسب، بل لأن حياته وسلوكياته وحتى تدويناته على مواقع التواصل الاجتماعى لم تكن توحى بأن شاباً درس اللغة الفرنسية فى مدارس «الليسيه»، وتخرج فى كلية الحقوق، ويسكن فى حى مصر الجديدة العريق، وينتمى لأسرة ميسورة الحال ويتردد على صالات اللياقة البدنية، يمكن أن يتحول إلى شخص آخر، ينشر صوره، وهو يحمل رأساً مقطوعاً أو شاهراً سيفه مهدداً بقتل أصدقائه القدامى من الأقباط.

«جهادى» مصرى بسوريا: «التنظيمات» تعتمد فى استقطاب عناصر جديدة على إعادة أحداث لها علاقة بالدفاع عن الإسلام

وفى ذروة متابعة رواد مواقع التواصل الاجتماعى لقصة «يكن»، ظهر محمود الغندور، صديقه وزميله السابق بكلية الحقوق، فى فيديو بصحبة «إسلام» فى سوريا، يعلن انضمامه هو الآخر للتنظيم الإرهابى فى فبراير 2015.

«الغندور»، أو أبودجانة المصرى، كما سمى نفسه، ولد فى حى مدينة نصر، لأسرة هى الأخرى ميسورة الحال، ودرس فى مدارس لغات بمنطقة الهرم، والتحق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، وفى سنته الأولى التحق بـ«راديو الجامعة» وفى «الثانية» التحق بفريق التمثيل فى الكلية، وفى «الثالثة» أصبح حكماً للراية فى مباريات كرة القدم، اقتداء بعمه الحكم الدولى الشهير جمال الغندور.

ووفقاً لما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن أصدقاء «الغندور ويكن»، فى فبراير 2015، بعنوان: «من مدرسة خاصة فى القاهرة إلى ساحات القتل فى سوريا»، فإن أسباباً سياسية واجتماعية ودينية عدة دفعت الشابين المرفهين للانضمام لتنظيم «داعش». وعن الأسباب الدينية، قال ريتشار باريت، الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب فى المخابرات البريطانية «إم آى 6»، إن الشباب المنضمين إلى «داعش» بغالبيتهم لم ينشأوا فى بيئة دينية عادية أو أنهم لم يجدوا من يعلمهم صحيح الدين، أو تعرضوا لأزمات حياتية دفعتهم للتشدد فى ظل إهمال الأهل لهم. ورأى أن الدافع السياسى لا يبعد كثيراً عن الدينى، إذ إن هؤلاء بمعظمهم يعتقدون أن حكومات بلادهم لا تحكم بشرع الله الذى يريدونه، مشيراً إلى أن الدوافع الاجتماعية تتمثل فى سعى هؤلاء الشباب لإثبات أنفسهم أو إظهار قدرتهم على تحدى الحكام.

جماعة «الإخوان» تشهد خلافات بين قيادات مكتب «الإرشاد» القديم والشباب ومجموعة قيادات فى كيفية إدارة الأزمة منذ الإطاحة بـ«مرسى»

وقال أصدقاء «يكن» إنه تعرض لصدمة كبيرة بعد وفاة أحد أصدقائه، دفعته تدريجياً للتطرف، بعدما بدأ رحلة انطواء على الذات، وأشار أصدقاء «الغندور» إلى أن أسرته تعمل فى إحدى الدول العربية، بينما يعيش هو وحيداً فى القاهرة، علاوة على أنه سُجن عام 2013 عقب عزل «مرسى» بتهمة الانتماء للإخوان.

وتعد منطقة شرق القاهرة، حيث كان يسكن الشابان، واحدة من المناطق وثيقة الصلة بعناصر «التيار الإسلامى»، ففى بداية التسعينات، كانت لا تزال منطقة مدينة نصر، حيث كان يسكن «الغندور» ويصلى «يكن»، تتشكل واقتصر سكانها فى البداية على العائدين أو العاملين فى الخارج وعدد من ضباط الجيش. تزامن ذلك التوقيت مع عودة عدد من قيادات «الإخوان» من الخارج، وكان من بينهم خيرت الشاطر، كما ذكر هيثم أبوخليل، فى كتابه «إخوان إصلاحيون». واعتبر «الإخوان» آنذاك الفرصة مواتية للتوسع فى تلك المنطقة الجديدة، وساعدهم أن عقلية من عادوا من الخارج كانت مفعمة بأبعاد دينية. واستمرت السنوات، وتمدد «الإخوان» وتوسعوا حتى جاء اعتصام «رابعة»، أما مناطق «الزيتون وألف مسكن وعين شمس والمطرية»، فهى حتى بداية التسعينات كانت نموذجاً للطبقة المتوسطة التى تضخمت وضاق عليها المكان وأصبحت ظروفها الاجتماعية مواتية لعمليات الاستقطاب، وللإخوان عمارة معروفة فى «ألف مسكن»، كانوا يستخدمونها فى إيواء المغتربين من أفراد الجماعة. ونما «الإخوان» فى هذه المنطقة باستراتيجية بناء دولة داخل الدولة، بتوفير الخدمات، كما هو الحال فى الريف، على عكس ما كان يحدث فى منطقة مدينة نصر، التى توسعوا فيها بتقديم أنفسهم بمظهر الساعى إلى محاربة الصهيونية العالمية، إذ إن غالبية تظاهراتهم المناهضة لإسرائيل كانت تخرج من هناك. فيما كانت الزيتون، المجاورة لحى مصر الجديدة، فى فترة الثمانينات، حاضنة الجماعة الإسلامية، فتمددت فيها بذرة السلفية القاهرية، فى ظل غياب المعنى الحقيقى لمفهوم الدولة.

«فتح الشام» أخطر من «داعش» بعد هزائمه بسوريا والعراق وتقدم نفسها لباقى الفصائل باعتبارها قادرة على لم الشمل

وروى إعلاميون مقربون من «داعش» روايتين مختلفتين عن مصير «يكن والغندور»، الأولى تقول إنهما تعرضا للسجن وبعد ذلك القتل، لسعيهما للهروب من التنظيم مع مجموعة قيادات، نتيجة اختلافات فكرية مع قيادة التنظيم. ووفقاً لهذه الرواية، اتُهما بالتنسيق مع ما يُسمى بـ«الجيش السورى الحر» للهروب، وأنهما تعرضا للسجن وخضعا لـ«دورة توبة»، للعدول عن أفكارهما التى انقلبت على التنظيم، لكنهما قُتلا فى النهاية. وتقول الرواية الثانية إن «إسلام» قُتل فى مارس الماضى، خلال معارك فى سوريا، تاركاً خلفه زوجته الحامل، التى أنجبت طفلاً لم يره سُمى «عبدالله»، بينما ظل مصير «محمود» فى هذه الرواية مجهولاً. فيما تقول إحدى المقربات من «التيار الإسلامى» فى مصر: «أعرف أختاً (نفرت) مع زوجها للجهاد فى سوريا مع (داعش)، لكن حين اختلف زوجها معهم، قتلوه، فاضطرت للهرب إلى تركيا ومعها رضيعها».

ونشرت صفحات إخوانية، منذ يومين، صورة لتكفيرى مصرى، سمته «أبوالفرج المصرى»، قالت إنه قُتل فى سوريا، خلال قتاله ضمن الفصائل التكفيرية التى تقاتل فى حلب. وقالت الصفحات، التى طالما أعلنت عن العمليات الإرهابية التى تنفذها مجموعات العنف الإخوانية فى مصر، إن الشخص المذكور طبيب أطفال، تخرج فى كلية الطب بجامعة الأزهر، وهو من مدينة «قطور» بمحافظة الغربية.

وفى أوائل 2014، ظهرت على مواقع «جهادية» شهادة لشخص يدعى أبوشعيب المصرى، باعتباره قاضياً شرعياً سابقاً فى «داعش»، يذكر فيها عيوب التنظيم. وقال إنه ترك التنظيم وانضم إلى «جبهة النصرة»، المعروفة حالياً بجبهة «فتح الشام»، بعدما هرب من سجون «داعش» لاعتراضه على بعض فتاواه، لكنه اختفى بعد 5 أشهر من شهادته. وقال «جهاديون» مصريون، على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، إنه قُتل بسبب هذه الشهادة. و«أبوشعيب» هو مصرى فى الثلاثينات من عمره، عُرف وسط الجهاديين باسم «الرسام»، حيث كان الرسم مصدر رزقه الوحيد فى مصر.

وفى أواخر 2014، قال «باريت» فى دراسة له عن المقاتلين الأجانب فى سوريا، نشرها مركز «سوفان» لدراسات التطرف، إن نحو 360 مصرياً يقاتلون فى صفوف «داعش»، بينما ذكر تقرير «نيويورك تايمز» أن عدد المصريين فى صفوف التنظيم يصل إلى 600. ويمثل أحمد الدروى، الضابط المصرى الذى استقال من عمله فى 2008، أحد نماذج المصريين الذين انضموا لـ«داعش»، لكنه قُتل فى عملية انتحارية، مطلع رمضان قبل الماضى، وكان يقود كتيبة من المصريين، باسم «أسود الخلافة» فى ريف اللاذقية، بسوريا. و«الدروى» سافر إلى سوريا بداية 2013، وأبلغ أسرته أنه مسافر لتركيا فى رحلة علاجية، وكان مرشحاً فى الانتخابات البرلمانية عام 2012 عن دائرة «حلوان والمعادى»، ولم ينجح، وأكد مقربون منه أنه كان ضد قرار حل البرلمان، رغم خسارته. وقال شقيقه إنه بعد وفاته فى سوريا وصلته رسالة من رقم تركى، تقول له فيها إن شقيقه قُتل خلال عمليات فى سوريا.

وقال مقربون من «الدروى» إنه كان شخصية هادئة، لم يتخيل أحد أن ينضم لتنظيم إرهابى، لكنه تطرف قبل السفر، وكان رافضاً لثورة 30 يونيو وعزل «مرسى»، وهاجم فض اعتصام «رابعة»، واقترب من مجموعات سلفية فى حلوان والتبين عقب خسارته فى الانتخابات البرلمانية وتخلى الإخوان عن دعمه.

ومن بين النماذج المصرية التى انضمت لـ«داعش»، شخص يدعى أبوجندل المصرى، ويعد أبرز القادة المصريين فى صفوف التنظيم، وكان قائد كتيبة شاركت فى الاستيلاء على مطار «مينج» السورى فى أغسطس 2013، إلا أن المعلومات المتوافرة عنه محدودة للغاية، إذ يرفض عناصر التنظيم الحديث عنه لمكانته التنظيمية، وقال بعضهم إنه فى منتصف الثلاثينات من عمره.

«بيت المقدس» رفض ضم شباب «الإخوان» خوفاً من الاختراق الأمنى فاضطروا للسفر إلى سوريا

أما عن المصريين الذين انضموا لحركة «أحرار الشام»، فيقول أحمد ساهر، أحد شباب حركة «حازمون»، الذين سافروا لسوريا قبل سنتين، فى الجزء الأول من مذكراته «الدولة التى رأيت.. شهادتى للخلافة المنتظرة»: «التحقت بالثورة السورية مبكراً منذ سنتين على يد المجاهد الداعية الشهيد أبومعاذ همام، رحمه الله، وكان جلّ عمله مع حركة أحرار الشام.. وبما أننى ضيف على (همام) فقد وجدت نفسى محاطاً بالأحرار، وبعد 40 يوماً قدمت فيها بعض خدماتى للأحرار قررت الاستقلال التام وعدم الانتماء لأى فصيل.. قررت أن أظل صديقاً وفياً للجميع وما زال هذا حالى إلى الآن».

وذبح تنظيم «داعش» فى ليبيا، فى 2015، 21 قبطياً مصرياً. ولم يمر الفيديو، الذى بثه التنظيم، من دون التشديد على أن جزءاً من ذبحهم كان انتقاماً لكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، التى تعود قصتاهما إلى السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث خرجت شائعات تفيد اعتناق السيدتين القبطيتين الإسلام، وروجت جماعات سلفية أخباراً مفادها أن الحكومة رفضت حمايتهما بعد إشهار إسلامهما وسلمتهما للكنيسة، منعاً للفتنة ودرءاً لأى خطر يهدد الوحدة الوطنية.

ويقول «جهادى» مصرى، مُقيم فى سوريا، إن «التنظيمات الجهادية تعتمد فى استقطاب عناصر جديدة على إعادة أحداث كان لها أثر فى الذاكرة الجهادية والمتعاطفين معها، لتحميس عناصره وجذب الانتباه الإعلامى، لما كان للقضية من تأثير فى الماضى، وبالتأكيد ما فعله (داعش) كان سعياً منه لاستقطاب من تأثروا بالقضية واعتبروها دفاعاً عن الإسلام». ويقول خالد الغمرى، أستاذ اللغويات والتحليل الآلى للمضمون فى جامعة عين شمس: «تسمى هذه الظاهرة بسوسيولوجيا الأمل، وتعنى إعادة أحداث اجتماعية للذاكرة، تساهم فى تحميس الجهاديين والمتعاطفين معهم لجذب عناصر جديدة للتنظيم».

وفى نهاية 2015، أكدت صفحة «صوت الإخوان»، المحسوبة على جناح الشباب فى تنظيم «الإخوان»، أن 7 مجموعات نوعية انضمت إلى «داعش». ويقصد بـ«المجموعات النوعية» تلك المجموعات التى تشكلت عقب الإطاحة بـ«مرسى»، فى 2013، بهدف تنفيذ عمليات تستهدف أجهزة الأمن.

وتشهد جماعة «الإخوان» خلافات بين قيادات مكتب الإرشاد القديم، وعدد من شباب الجماعة ومعهم مجموعة من القيادات، حول كيفية إدارة الأزمة التى تمر بها الجماعة حالياً، منذ الإطاحة بمحمد مرسى. ويقول مصدر إعلامى مقرب من «الإخوان» إن عدداً من الفاعلين فى المجموعات النوعية انضم إلى ما يسمى «تنظيم الدولة الإسلامية – مصر»، كونهم وجدوا أن التنظيم ملهم وقادر على الثأر لهم، فى ظل الخلافات مع القيادة، علاوة على نقص الدعم المالى والتشديد الأمنى على تجار السلاح فى محافظات الدلتا الذين كانوا يبيعون السلاح لشباب الجماعة. وأوضح أن عدداً من المحسوبين على «الجماعة الإسلامية» فى تركيا يعمل على استقطاب الشباب المصرى للسفر للقتال فى سوريا، مؤكداً أن شباب الجماعة الذين سافروا إلى هناك بغالبيتهم فضلوا الانضمام إلى «جبهة النصرة»، و2 من أبناء قيادات الجماعة انضما إلى «الجبهة».

وظهر خلال الفترة الماضية، أبومحمد الجولانى، ليعلن انفصال الجبهة عن تنظيم «القاعدة»، وتغيير اسمها لـ«جبهة فتح الشام»، وكان يجلس إلى جواره أحمد سلامة مبروك (أبوفرج المصرى)، أحد القيادات التاريخية لتنظيم الجهاد المصرى، الذى قتل مؤخراً فى قصف جوى فى سوريا.

وتمثل جبهة فتح الشام حالياً خطورة أكبر من «داعش»، خصوصاً بعد الهزائم الأخيرة التى مُنى بها «التنظيم» فى سوريا والعراق، فيما تقدم «فتح الشام» نفسها لباقى الفصائل المقاتلة فى سوريا والعراق باعتبارها قادرة على لم الشمل بعيداً عن الخلافات التى كان يصدرها «داعش».

ورفض تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى ضم شباب «الإخوان»، خوفاً من الاختراق الأمنى، ما اضطرهم للسفر إلى سوريا، إلا أن التنظيم أصدر تسجيلاً مصوراً فى يناير الماضى، بعنوان: «رسائل من أرض سيناء 2»، هاجم فيه ما سماه «ديمقراطية الإخوان»، وطالبهم بتنفيذ عمليات ضد النظام، بدلاً من «التظاهرات السلمية»، وفق قول أبوأسامة المصرى، شرعى التنظيم، الذى قُتل مؤخراً.

ونتيجة للخلافات الإخوانية، ظهرت مجموعات من الإخوان ترى أن السبيل الوحيد للثأر من النظام تشكيل مجموعات نوعية «مجموعات عنف»، لكنها سرعان ما انطفأت بعد عمليات عدة نتيجة القبضة الأمنية، فلم يكن أمام هؤلاء الشباب إلا نموذج «داعش» الملهم.

ولأن مناهج التربية الإخوانية (قسم التربية) كانت تدعو إلى «الجهاد» من دون «جهاد» فعلى، فى صورة شحن من دون تفريغ، رأى شباب الإخوان أنهم لا بد من أن يستثمروا جهادهم المعطل. وشكّل تنظيم «بيت المقدس»، عقب عزل «مرسى»، ما يعرف بـ«خلايا الوادى»، وتُعرف بأنها الخلايا التى انتشرت فى محافظات الدلتا واستهدفت مديريتى أمن القاهرة والدقهلية وغيرهما من العمليات وأشهرها خلية «عرب شركس».

وقال المصدر الإعلامى المقرب من «الإخوان» فى تركيا إن عدداً من شباب «الإخوان» فى القاهرة انضم إلى «خلايا الوادى»، علاوة على ظهور بعضهم فى فيديوهات بثها «بيت المقدس». ويضيف المصدر أن السودان هى المرحلة الأولى لسفر الشباب «الإخوانى» نحو سوريا التى ينطلقون منها نحو تركيا وبعد ذلك يدخلون من الحدود التركية إلى سوريا. ويقيم الإخوان فى تجمعات وبيوت، فى الخرطوم، وشكا العديد منهم مؤخراً من القبض عليهم من قبَل أجهزة الأمن السودانية، التى تسلمهم لأجهزة الأمن المصرية، خصوصاً فى الأشهر الأخيرة.

وفى 2015، نشر «داعش» كتيباً من 50 صفحة بعنوان: «كيف تهاجر إلى دولة الخلافة»، طالب فيه كل من يريد الالتحاق بالتنظيم، بحجز تذكرة ذهاب وعودة إلى إحدى الدول الأوروبية، لتضليل الأجهزة الأمنية، وبعد السفر يذهب إلى تركيا، ليتواصل مع عنصر «داعش»، الذى دعاه للانضمام. ومثّلت تركيا، خلال الأعوام الماضية، مدخلاً سهلاً للعناصر الراغبة فى الانضمام لـ«داعش»، إذ سهلت السلطات التركية لهذه العناصر مناطق الحدود السورية – التركية، وظهر عناصر للتنظيم يقفون بجانب عناصر فى الجيش التركى، وجرى مبادلات بين «داعش» والحكومة التركية، بعد أسر عناصر التنظيم لأتراك، وسمح الأتراك لقيادات «داعش»، أحياناً، بالعلاج فى المستشفيات التركية. ويعزز ذلك أنه قبل سفر محمود الغندور إلى سوريا نشر على صفحته على موقع «فيس بوك» أنه متجه إلى روما، ونشر صوراً له من هناك، لكنه لم يعد إلى مصر.

ويقول عناصر من التنظيم فى سوريا، على منتديات موالية لهذه التنظيمات: «لكى يلتحق أى فرد بالمقاتلين فى سوريا تلزمه تزكية من أحد الإخوة». والتزكية عبارة عن ضمان من الشخصيات «الجهادية» ذات الثقل فى أى تنظيم. لكن عناصر إخوانية شكت مؤخراً من اشتباكات بين الإخوان ومحسوبين على «داعش»، داخل السجون، نتيجة لخلافات بين الطرفين، إذ يكفر عناصر «داعش» الإخوان والقيادات الموجودين فى السجون.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى