الأخبار

مظاهرات الإسلاميين اليوم دعوة صريحة للعنف

131
حذر الكاتب الأمريكي إريك تراجر الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من أنه بالرغم من صعوبة التنبؤ بحجم الاحتجاجات التي دعا إليها إسلاميون في مصر اليوم وتداعياتها، فإنها من المرجح أن مواجهات حادة بين الإسلاميين وقوات الأمن الحكومية، لأن كلا الجانبين يعتبران نضالهما وجودياً. إلا أنه اعتبر أن هذه المظاهرات دعوة صريحة للعنف.

ورصد الكاتب الأمريكي في تقريره ادعاءات منظمي المظاهرات بأنها «معركة على الهوية» وهو يسعون علناً إلى الإطاحة بالرئيس عبدالفتاح السيسي. وادعى المتطرفون الإسلاميون أن الرئيس السيسي يمنع تطبيق الشريعة الإسلامية ومعارضة إقامة الخلافة، على حد قولهم. كما أطلقوا على السيسي لقب «الفرعون» ووزير الداخلية محمد إبراهيم بـ «هامان» وساووهما مع الأشرار المذكورين في القرآن الكريم الذين رفضوا دعوة النبي موسى لعبادة الله، على حد زعمهم.

وأشار الكاتب إلى أنه كما هو الحال مع دعوات سابقة للتعبئة الجماهيرية ضد السيسي، من الصعب التنبؤ بمدى الإقبال الجماهيري على مظاهرات اليوم ، على حد قول الكاتب.

ورجح أن المشاركة يمكن أن تكون مخيبة للآمال في النهاية. وعلى كل حال، فإن السلفيين المصريين منقسمون بشدة، وأكبر منظماتهم، “الدعوة السلفية” التي مقرها في الإسكندرية، قد دعمت السيسي بقوة ورفضت أحدث الدعوات للتظاهر.

وعلاوة على ذلك، نجحت قوات الأمن في التصدي لمحاولات أخرى جرت في الآونة الأخيرة لحشد الإسلاميين وإن كان ذلك بطريقة وحشية. ولم تكن لأي من تلك المحاولات أي تأثير على المسار السياسي في مصر أو الأمن الداخلي.

وتتمتع حكومة السيسي بمزيد من الدعم القوي في أوساط الجمهور، الذي يخشى من هذا النوع من عدم الاستقرار الذي تنذر به الانتفاضة المخطط لها. وبالتالي سوف ترحب كتلة أساسية من المصريين بحملة تقوم بها الحكومة ضد المتظاهرين، مهما كانت قاسية.

ومع ذلك، أثبت منظمو الانتفاضة فطنة استراتيجية. فهم يدعون أنصارهم إلى المشاركة في مسيرة تخرج من المساجد بعد صلاة الفجر، والتي سوف تمكّن المشاركين من التوحِّد في مجموعات، مباشرة قبل اشتباكها مع قوات الأمن، حيث يشجعهم منظمو المظاهرات بشكل صريح على القيام بذلك.

وتم أيضاً إعطاء إرشادات وتعليمات للمشاركين للاحتشاد نحو ساحاتهم العامة المحلية، مما قد يؤدي إلى انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء المدن الكبرى في الوقت الذي لا يزال الظلام يخيم على مناطق الاحتشاد. وبالإضافة إلى ذلك، اتحد عناصر من «الإخوان المسلمين» وسلفيين مناهضين للنظام في دعم المظاهرات، الأمر الذي يمكن أن يعزز من الإقبال على المشاركة فيها.

وسوف تشمل الاحتجاجات أيضاً مثيرو الشغب من رواد مباريات كرة القدم الموالين لمرسي والمعروفين باسم “الألتراس”، الذين يعرف عنهم بأنهم مقاتلين متحمسين ضد قوات الأمن.

ونظراً لأن المظاهرات تدعو صراحة إلى الإطاحة بالسيسي وتحث من أجل قيام مواجهة مباشرة، فمن المرجح أن ترد الحكومة بقوة لا يستهان بها. ولهذا السبب، فإن الصور التي ستأتي من مصر يوم الجمعة ستزعج على الأرجح صانعي السياسات في الولايات المتحدة وتحفز قيام دعوات جديدة لانتقاد القاهرة وربما معاقبتها. ولابدعلى واشنطن من مقاومة هذا الإلحاح. وفي حين، أن إدارة الرئيس باراك أوباما انتقدت القاهرة في تعاملها مع المظاهرات، إلا أن مظاهرات اليوم هي دعوة صريحة للعنف.

وعلاوة على ذلك، لا ينبغي أن تكون هناك أية أوهام لدى واشنطن حول قدرتها على التأثير إيجابياً على الصراعات السياسية الداخلية في مصر. ومرة أخرى، فإن الحكومة والمعارضة الإسلامية يعتبران نزاعهما وجودياً. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الانتقادات المفرطة الموجهة تجاه القاهرة من المرجح أن تؤدي إلى تشجيع المتطرفين وتفاقم عزلة الحكومة المدعومة من الجيش – وكلاهما لا يصب في مصلحة واشنطن.

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى