الأخبار

لهذه الأسباب فشل عرض«ديزني» بالقاهرة

 

119

 

 

دث عالمي يتجسد على أرض مصرية، يتشوق الناس إلى مشاهدته، ورغم ذلك يفشل، إنه عرض «ديزني» العالمي الذي عُقد بالقاهرة في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر، مر عليه قرابة الأسبوعين ومع ذلك يشغل الأذهان، فكيف يتحول العرض الفاتن في مصر، الثقافة والفنون، لعرض فاتر، فلما الشكوى من فرصة يرقبها المصريون وغيرهم، صناعة ترفيهية لكنها بالأساس استثمارية، يستفيد من يُنظمها ومن يستضيفها، فلما فشل«ديزني» العملاق في فك أكواد المصرين والتعامل معهم.

استثمار ترفيهي في بيئة متوترة

صادف إقامة العرض تأهب غير مسبوق ليوم غير مألوف، تحتفي الناس فرحًا وإخوان مصر يرفعون المصاحب احتجاجًا، إعلام يسوق للحدث ولا يُراعي أبعاده على الأحداث، أقمنا عويلًا إعلاميًا ولم ننتبه لصورة مصر في مثل هذا الحدث، عظيم هو لكنه في غير موعده، فهل يترك ذلك أثرًا سيئًا في أذهان من صنعوه ووافقوا على إقامته؟ وكيف تُدير مصر سمعتها في محفل لم يُضف لها شيئًا.

تدني الاقتصاد الأسري المصري وارتفاع التذاكر الديزناوية

فالشركة التي قبلت تنظيم العرض في مصر ظلمته ولم تُقدم لمصر شيئًا وليتها ما فعلت ذلك، لأنها ضيّعت على مصر فرصة سياحية واستثمارية كبيرة، فالمصري المُكابد للعيش في طبقاته المتوسطة، الأكثر إنجاحًا لمثل هذه العروض، لا يستطيع أن يدفع تذكرة أسرية قيمتها فولازية أو ذهبية أو فضية، وخاصة أن الأسعار بدأت من 200 جنيه ووصلت حتى 1000 جنيه، وهي الأسعار التي وجدها البعض مبالغًا فيها، مقارنة بأسعار العرض في دول أخرى اقتصادها ومستوى دخل معيشة أفرادها أفضل من مصر، وكانت المفاجأة أن حاملي التذاكر فئة الـ200 جنيه، وحتى الـ400 لم يشاهدوا العرض بشكل جيد.

عالمية الحدث مع فشل التنظيم

الحاضرون للعرض أغضبهم سوء التنظيم، متحدثين عن التجاوزات التي حدثت معهم، ومن شدة غضبهم شاركوا بأرائهم على صفحة خاصة أنشئت على موقع «فيسبوك»، وذكروا السلبيات وخاصة من الشركة المنظمة، وأن تعامل الشركة المنظمة مع ضيوف الحفل كان سيئًا، مستنكرين اسناد تنظيمه لهذه الشركة، وقائلين، من الأولى أن يُسند هذا العرض لشركة متخصصة في تنظيم مثل هذه العروض والحفلات العالمية، لأن نشاط الشركة المنظمة للعرض اقتصر من قبل على تنظيم العروض والمؤتمرات الخاصة بالتكنولوجيا فقط.

خداع التذاكر الإلكترونية

ظلت الشركة المنظمة«dino activations»، تُعلن عن توافر تذاكر لحضور العرض، وأعلنت ذلك على أحد مواقع بيع التذاكر الشهيرة على الإنترنت، بالإضافة إلى إمكانية شرائها عن طريق الاتصال برقم مختصر تابع لشركة اتصالات كبرى، وعند الاتصال بالرقم الذي يكلف المتصل 1.5 جنيه للدقيقة، يجدوا الرد بأنه لا توجد تذاكر وأنها نفذت قبل العرض بأكثر من أسبوعين.

شعار التنظيم «ما فيش ركنة»

اشتكى الحاضرون من عدم وجود أماكن لانتظار السيارات، وهو ما جعل الكثيرين ينتظرون وقتًا طويلًا حتى يجدوا أماكن لسياراتهم، ومن من صدمته سيارة تعود للخلف، ومنهم من احتك بغيره، وكانت ليلة خانقة على غير مقصدها، فحاصر المصريون العذاب ولم ينعموا بجمال العرض، وترتب على ذلك تأخرهم في الدخول للعرض لأكثر من 45 دقيقة، وعند دخولهم واجهوا إصرارًا من أفراد الشركة المنظمة على منع التصوير بالكاميرات والهواتف المحمولة، رغم أنه عند شرائهم التذاكر لم يتم ذكر ذلك، وهو ما بررته الشركة المنظمة أنها كتبت عدم السماح بالتصوير على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى«فيسبوك»، ولكن أكثر ما أثار غضب ضيوف العرض هو عدم وجود هدايا تذكارية لشرائها، وهي الهدايا التي يحرص الأطفال على الاحتفاظ بها لتكون أجمل ذكرى لهم، وهو ما بررته الشركة المنظمة بأن الهدايا كانت أعدادها قليلة وتم بيعها بالكامل.

أغضب الكبار وما أمتع الصغار

فالتسويق للعرض في فشل في الوصول لطلابه، وترك في نفوسهم أثرًا سيئًا، أماكن غير نظيفة وأحداث غير أليفة، واستفادة ضعيفة إن لم تكن معدومة، واستفاد من استطاع أن يدعم التذكرة ويُحفز عليها، وهذا ما فعله البنك الأهلي المصري، مع موظفيه، واشتاق الشباب إلى الاستمتاع بالعرض فأفسد البيئة التنظيمية والسياسية كل جميل، وفشلت مصر في استغلال هذا الحدث لصناعة ما تتمناه.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى