الأخبار

الأزهر يطفئ نار الثأر بقرية “برديس”

 

208

 

 

أنهت لجنة المصالحات بالأزهر الشريف على واحدة من الخصومات الثأرية الكبيرة في صعيد مصر بقرية “برديس” بين عائلتي “الشيمي” و”أبو نحيلة” في الخصومة التي استمرت أكثر من 3 سنوات راح ضحيتها 13 فردًا من العائليتين والعائلات الأخرى من خارج القرية عن طريق الخطأ.

وفي بداية توقيع اتفاق المصالحة، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر، إننا بأفعال أهل “برديس” نقتدي ونهتدي، موجهًا حديثه لعوام المصريين والمسلمين، مطالبًا الإعلاميين بتوجيه الكاميرات إلى الجالسين ليشاهد العالم كله والمصريون خاصة هذا الفرح العظيم بين أهل “برديس” لإتمام الصلح والعيش في أمان.

وأبلغ الحضور تحيات ومباركة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأنه يباهي بأهل برديس لرغبتهم في الصلح لأنه سلوك يجب أن يفتخروا به لتغلبهم على الأحزان والآلام والاجتماع بقلوب بيضاء ووجوه يشع منها النور.

ووجه “شومان” الشكر للإخوة المسيحيين لحضورهم قائلا لهم: “زينتم حفلنا فأنتم مع علماء الأزهر مثل وقدوة لمصر الحقيقية وليت جميع المصريين يقتدون بكم لأنكم تضربون المثل العلي لكل أصحاب الجراح والآلام في السعي للخير والسلام”.

وأضاف، :”درجات الصلح أربع أولها أن يأخذ الإنسان حقه عن طريق السلطات ولكن الأفضل أن يسلك مسلك العفو والصلح قال تعالى (والكاظمين الغيظ)، فلا تمتد يده بالإيذاء وهذا حسن ولكن الأفضل منها (والعافين عن الناس) بأن يتغلب الإنسان على غيظه فيعفوا ويصفح، أما الأعلى شأنا (والله يحب المحسنين)، فأهل برديس لم يكتفوا بل ارتفعوا فكانوا من المحسنين وبرهنوا بفعلهم على أن أبناء سوهاج نفخر بهم جميعا”.

وقدم “شومان” الشكر إلى جميع المتألمين ومن أصيبوا في هذه الأحداث عن طريق الخطأ من خارج القبيلتين بمبادرتهم بالعفو طالبًا من كل واحد منهم أن يحتسب أجره عند الله ويفخر بنفسه بأنه عفا وأحسن، وكذلك رجال الأمن ومحافظ سوهاج والجنود الذين يقفون بالخارج وتقدير الأزهر وشيخه لكل من ساهم في هذا العمل الخير.

وطالب “شومان” بمنح جائزة خاصة لكل مسؤول يعمل على رأب الخلاف وتحقيق الصلح بين المتخاصمين في كل أنحاء مصر، موجهًا رسالة للحضور “العفو من شيم الكرام والملائكة تباهي بكم في السماء والله يباهي بكم سائر خلقة ونحن نباهي بكم محافظات مصر”، داعيًا جميع أصحاب الخلافات أن يقتدوا بما تم في سوهاج ليعم السلام كافة ربوع مصر، فنحن أمة واحدة مسلم ومسيحي ومن لا دين له طالما يعيش على أرض الوطن فالدين لله والوطن للجميع.

وقال الشيخ محمد زكي الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر وعضو لجنة المصالحة، إن شيخ الأزهر أصدر تكليفاته للجنة المصالحة بالأزهر بالعمل ليل نهار من أجل تحقيق المصالحة بين أبناء سوهاج فور إعلان أهالي القرية رغبتهم في تدخل الأزهر الشريف لإتمام المصالحة فقرر تشكيل لجنة برئاسة وكيل الأزهر لإتمام المصالحة، مؤكدًا أن منهج الأزهر في تحقيق المصالح ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله فهو الدستور الذي نعمل من خلاله.

وقال اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج، إن حضور الأزهر وهذا المشهد الكبير من أبناء “برديس” يحتاج أن يكون ضمن أكبر موسوعة عالمية للخير، متوجهًا بالشكر لأهالي القرية والعائلتين والعائلات التي تضررت بالقتل الخطأ وتجاوبهم مع الصلح .

وأضاف، :”بناء مصر يتطلب إرادة حقيقية وهي إرادة موجودة من جميع المسؤولين في الدولة لتعويض الصعيد وإعطائه حقه كاملًا فلابد أن نحقق الاستقرار والأمن بين جميع أبناء الصعيد لتهيئة مناخ العمل والاستقرار لجذب الاستثمارات”.

وتمني مدير أمن سوهاج اللواء إبراهيم صابر، إنهاء جميع الخصومات في مصر، مشيدًا بجهود أهل القرية وإصرارهم جميعًا على حضور الصلح مما يؤكد على موقف الشهامة والنبل، مطالبًا برأب الصدع ومواجهة أصحاب الفتنة ووقف كل محاولتهم لاستمرار الخصومات من أجل عودة الأمن والاستقرار للقرية.

وأشاد بدور الأزهر الشريف في إتمام المصالحة لثقة الناس به لأنه يسعي للإصلاح وفق المنهج الشرعي من الكتاب والسنة.

وفي ختام الاحتفال قام علماء الأزهر بتطبيق حد القسامة على عائلة “أبو نحيله” لعائلة “الشيمي” أمام أهالي القرية لإعلان براءتهم من قتل أحد أبناء الشيمي وسط فرحة عارمة من أهالي القرية، وتم إعلان تقديم العزاء عند العائلتين من اليوم.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى