الأخبار

“الإلحاد” يغزو “التوك شو”

139

 

 

“الإلحاد” هو خطر يهدد الدول الإسلامية بعد انتشاره في الدول العربية بشكل عام وفي مصر بشكل خاص، حيث إن مصر تحتل المركز الأول بين الدول العربية في انتشار “الإلحاد” لوجود 866 ملحدًا بها، وفقًا لمرصد “الفتاوى التكفيرية”، التابع لدار الإفتاء المصرية.

وتتسابق برامج التوك شو لاستضافة بعض الملحدين بحجة مناقشة أسباب انتشار هذا الفكر، وعرض المشكلة دون التطرق لوجود حلول لتلك القضية، حتى أصبحت هناك قنوات مخصصة على موقع “يوتيوب” خاصة بالإلحاد.

“مع تحفظي على اتجاه ضيفي ولكن يجب مناقشة ظاهرة الإلحاد” هكذا يبدأ أي إعلامي حلقته التي يستضيف فيها ملحدًا، أو قبل عمل مناظرة بين أحد المشايخ والفقهاء المسلمين والملحدين، ليعبِّر للرأي العام عن رفضه انتشار الظاهرة، وبالرغم من ذلك يستضيفه لعرض وجهة نظره.

وتتَّجه برامج التوك شو لطرح ومناقشة مثل هذه القضايا الشائكة فقط لتحقيق نسب مشاهد أعلى، وتتخطى مشاهدات حلقات برامج التوك شو الحلقات الخاصة بالقضايا الأخرى التي تقدمها نفس البرامج.

“مش مسؤولية الإعلام إنه يناقش قضية مثل الإلحاد” هكذا قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية إعلام القاهرة سابقًا، مؤكدة أن تناول قضية شائكة مثل الإلحاد يجب أن تكون في جلسات مخصصة لعلماء الدين والمشايخ التابعين للأزهر، قائلة: “كفاية عبث لازم يكون في وقفة للإعلام” .

وتابعت عبدالمجيد، قائلة لـ”الوطن”، إن مقدمي البرامج غير ملمين بالإلحاد ولم يستطيعوا مناقشة من خرج عن دينه واتَّجه للإلحاد، مؤكدًا أن تناول مثل هذه القضايا يتسبب في انتشار الإلحاد بين الشباب صغير السن.

ودعت عبدالمجيد، لوقف عرض الحلقات التي تتناول مثل هذه القضايا، مؤكدة أن الهدف من تناول هذه القضايا هو جذب المشاهدين دون النظر لعلاج القضايا.

وفي نفس السياق، أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الإعلام في الوقت الحالي يطرح القضايا الشائكة مثل الإلحاد وقضايا الجن والعفاريت والقضايا التي كانت غير متناولة في الوقت السابق دون تقديم حلول لها، قائلًا: “برامج التوك شو أصبح هدفها الأول تحقيق نسب مشاهدة عالية بس نسب المشاهدة مش على حساب البلد”.

وأضاف العالم، لـ”الوطن”، أن برامج التوك شو تهدف إلى تحقيق مشاهدة عالية دون النظر لأهمية القضايا المطروحة للمشاهدين، متسائلًا: “هل قضايا الإلحاد والجن أهم من مناقشة قانون الانتخابات البرلمانية”.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الإعلام يجب عليه أن يتصدى لانتشار ظاهرة الإلحاد عن طريق نشر ثقافة مضادة لتلك الظاهرة واستضافة مشايخ وفقهاء دين لمناقشتهم عن أسباب انتشار الإلحاد بدلًا من استضافة الملحدين.

وتابعت فايد، لـ”الوطن”، أن السبب الرئيسي في انتشار الإلحاد في مصر هو انتشار الفتاوى ودعوات التكفير التي تصدر من السلفيين وجماعة الإخوان والجماعات الإرهابية المتطرفة.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى