الأخبار

بالصور – رحلة البحث عن وظيفة تنتهي بكارثة

250

 

 

 

مع الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، لم يكن يعلم أيا من مصابي حادث انهيار ُسلّم شركة العامرية للغزل بالإسكندرية، أن رحلة المعاناة في البحث عن عمل لحياة كريمة لهم ولأسرهم ستنتهي بهم كمصابين داخل مستشفيات المحافظة، ليواجهوا نهاية مأساوية أكبر من توقعاتهم بعدم الحصول على وظيفة.
مصراوي قام بجولة بالمستشفى الأميري الجامعي في محاولة لإلقاء الضوء على معاناة بعض مصابي الحادث البالغ إجمالي عددهم 29 شخصا، والذين لم يخفوا سرا أنهم قد أصابهم اليأس، وانعكس الشقاء على أجسادهم، ونال الأذى من روحهم، ليفصحوا عن ما قابلوه من عناء رحلة البحث عن قوت اليوم الذي يتعرض له أغلبهم منذ سنوات وبدأ آخرون رحلته منذ عدة أشهر ، في حالة كان الإهمال هو العنصر الرئيسي الذي يتصدر مشهدها.
وليد أحمد السيد، حاصل على دبلوم صناعي، أحد المصابين بالحادث، روى تفاصيل ساعات الإهمال التي تعرض لها منذ وقوع الحادث وصولا لنقله للمستشفى الأميري الجامعي، قائلا: شركة الغزل والنسيج وزعت دعاية لطلب عمال، وذهبنا لمقر الشركة بالدور الثالث، وكان هناك أعداد كبيرة، و عند تكدس الأعداد انهار بنا سلم العقار، بما يحمله من أعداد مهولة من المتقدمين ليصاب بكدمات متفرق بالظهر.
وتابع : كانت تلك المرة الأولى التي أتقدم بها لوظيفة، لافتا أن معاناته في البحث عن فرصة عمل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، في ظل ارتفاع نسبة البطالة وقلة عدد الوظائف، خاصة وأن القطاع الخاص يزداد سوءا يوما بعد يوما في إهدار حق العاملين به”.
ويقول أشرف حسن، أحد المصابين، ” أنا صنايعي على باب الله عمري 26 عاما، وذهب وزملائي لمقر الشركة أملا في الحصول على فرصة عمل لنجد قرابة ألفان شابا يتقدمون للوظيفة، ولم أدري بما حدث لحظة سقوط سلم العقار، سوى أنني أصبت إصابات بالغة بظهري”.
وأضاف أشرف ” أنا غير متعلم ولم أحصل على شهادات ، ولكن طلبي الوحيد أن يكون هناك نظام في كل شئ ، مشكلتنا إن محدش بيدور على حد، وهناك تقصير في المستشفى، والمفترض أن أقوم بعمل آشعة على ظهري المصاب بالحادث، ولكن لا أحد يهتم بنا.”
وقال على بسيوني، عامل بوفيه، أحد المصابين، أنه كان في طريقه لتقديم طلب الالتحاق بوظيفة بالشركة، إلا أن شدة التزاحم أدت لانهيار سلم الشركة من الطابق الثالث، لافتا أن الإهمال طال عددا كبيرا من مؤسسات الدولة فأصبح جزاء من يبحث عن لقمة عيش هو ”البهدلة” أو الموت، وإن نجا من الموت في الحادث فلن يفوت سوء المعاملة والإهمال بالمستشفى الأميري الجامعي التي تم نقل المصابين إليها.
وقال بسيوني أنه متزوج ويعول أثر من أربعة أشخاص، وأنه كان يبحث عن فرصة ثابته للعمل بدلا من مهنة عامل البوفيه بالقطاع الخاص، والتي لا يأمن على استمرار قوت يومه وأبناءه من العمل بها، مشيرا إلى أنه كان قد تقدم بالعديد من الطلبات للضمان الاجتماعي لطلب الحصول على قرض لعمل مشروع منذ أكثر من 7 أشهر إلا أنه لم يجد أي رد، وأنه سيواصل رحلة البحث عن وظيفة بعد تعافيه من إصابته.
وقال رامي معوض، أحد المصابين بكسور متفرقة جراء الحادث، إنه ذهب ليتقدم لطلب وظيفة مثله مثل باقي الشباب، وأنه متزوج ويعمل بالقطاع الخاص في تأمين المنشآت وكان أمله البحث عن وظيفة ثابتة، متابعا أنه خلال تواجده بمقر الشركة اكتشف عدم وجود أية مؤشرات للأمن أو السلامة المهنية، أو احترام لآدمية الإنسان، فتركت الشركة هذا العدد الرهيب المتقدم للتوظيف دون تنظيم، حتى انهار سلم العقار بهم، وأضاف هنا يوجد من زملائي من أصيبوا بكسور في الجمجمة و الفقرات العنقيةـ متسائلا أين الوظائف التي حدثتنا عنها الدولة.
فيما حمل والد ”رامي” ، وزير الصناعة، ومحافظ الإسكندرية مسؤولية الحادث قائلا ” لو كان وزير الصناعة يريد فتح باب التعيين لعدد من العمالة فعليه أولا اتخاذ الاحتياطات لضمان أمن الناس، لمنع تكرار مثل تلك الحوادث، أما محافظ الإسكندرية فمسؤوليته لا تقل عن الوزير لأنه ليس لدى أجهزته أي استعداد لنقل 30 حالة من المصابين ، وتم نقل بعض الحالات على نفقتهم الخاصة، متابعا ” تركوا ابني من الساعة 8 صباحا حتى الثانية ظهرا دون رعاية واكتفوا بتعليق المحاليل ليكتمل مسلسل الإهمال بحلقة جديدة في المستشفى الأميري الجامعي”.

 

 

34 33

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى