الأخبار

روسيا تسلم واشنطن خطتها للسيطرة على “الكيماوي” السوري

 

182

 

  • تركيا ترحب بالمبادرة الروسية وتشكك في التزام النظام
دخلت الضربة العسكرية الغربية ضد النظام السوري التي شغلت الرأي العام العالمي خلال الأيام الماضية غرفة الانتظار إن لم تكن مرحلة الإلغاء، بعد موافقة الكونغرس الأميركي على طلب الرئيس باراك أوباما تأجيل التصويت عليها لمنح فرصة للجهود الديبلوماسية عبر المبادرة الروسية القاضية بتسليم نظام الرئيس بشار الأسد ترسانته الكيماوية مقابل الامتناع عن ضربه.

وقد سلمت روسيا الولايات المتحدة أمس خطتها للسيطرة على الترسانة السورية الكيماوية ووضعها تحت الرقابة الدولية. ورغم أن أوباما أكد في خطابه للأمة فجر أمس، أن الحل العسكري لم يسحب من على الطاولة وأنه هو الذي أرغم الأسد على الرضوخ والموافقة على تسليم أسلحته، هلل حلفاء النظام السوري لاسيما في لبنان للموقف الأميركي باعتباره انتصارا لما يسمونه محور المقاومة والممانعة، واعتبر نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي أن هذا المحور «قد حقق انتصارا نوعيا من خلال فرضه معادلة جديدة على المستوى الإقليمي أجبرت الأميركيين على التراجع عن مشروعهم العدواني والانخراط في الحل السياسي عبر المبادرة الروسية».

ومن جانب اليمين، كرر الجمهوريون الانعزاليون من حزب حركة الشاي وعددهم كبير في مجلس النواب، بدون اي مفاجأة، معارضتهم للتدخل واعلنوا انهم غير مقتنعين كثيرا بدعوة الرئيس.

من جهته قال السيناتور راند بول رأس حربة المعارضة في مجلس الشيوخ «اذا قمنا بزعزعة النظام، فان الفوضى ستتفاقم وسنصبح في نهاية المطاف حلفاء القاعدة» معبرا عن امله في ان تكلل المبادرة الروسية بالنجاح.

ومن جهة اليسار اعتبر الديموقراطيون المناهضون للحرب السبيل الديبلوماسي بمنزلة مخرج مشرف فيما يتزايد يوميا عدد معارضي التدخل.

وقال السيناتور جيف ميركلي الذي لايزال مترددا بعد خطاب اوباما «انا سعيد لان الولايات المتحدة ودولا اخرى تبحث عن استراتيجية ديبلوماسية دولية».

وقال تشالز رانغيل النائب المعارض للضربات «اشيد بالرئيس لانه اختار الانتظار وطلب موافقة الكونغرس».

والايام المقبلة ستظهر ما اذا كانت استراتيجية اوباما ستؤدي الى تغيير الرأي العام لكن حلفاءه رحبوا بقرار عدم التسرع لاجراء تصويت فيما كان الجميع في واشنطن يتوقعون هزيمة في حال عرض مشروع القرار على التصويت هذا الاسبوع.

ويسعى الديموقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ مع اعضاء آخرين في المجلس لوضع صيغة جديدة للنص الذي سيعرض على النواب تربط اي عملية عسكرية بعدم احترام الرئيس السوري بشار الاسد لقرار محتمل من الامم المتحدة.

وفي المجلس وفيما كان الرئيس يلقي خطابه، اعلن 24 فقط من اعضاء مجلس الشيوخ تأييدهم لضربات و29 معارضتهم فيما لايزال 47 مترددين.

في باريس إحدى أبرز المؤيدين للضربة العسكرية، عقد مجلس دفاع مصغر حول سورية برئاسة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اجتماعا في قصر الاليزيه بحضور عدد من اعضاء الحكومة. واعلن رغبته ايضا لاعطاء فرصة للمبادرة لكنه أكد ان التلويح باستخدام القوة لايزال قائما.

وبعد رفض روسيا لمشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن لوضع المبادرة تحت البند السابع الذي يتيح استخدام القوة، اعلنت الخارجية الفرنسية استعدادها لبحث التعديلات الروسية على المبادرة لكنها اصرت على ان تكون ملزمة.

على صعيد ردود الفعل الدولية الاخرى، عبر المرشد الاعلى لجمهورية ايران الاسلامية آية الله علي خامنئي عن أمله في ان يكون قرار الولايات المتحدة انتظار نتائج الاقتراح الروسي حول الترسانة الكيميائية السورية «جديا» كما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

وقال خامنئي «نأمل في ان تكون مقاربة الولايات المتحدة الجديدة حيال سورية جدية والا تكون لعبة سياسية». واضاف خامنئي ان ايران «تتابع عن كثب وبتيقظ الاحداث في المنطقة» متهما الولايات المتحدة بالسعي الى «اطلاق حروب والدوس على مصالح دول اخرى» من اجل «ضمان مصالح» اسرائيل.

بدورها رحبت تركيا بالاقتراح الروسي، الأمر الذي يتيح فرصة للديبلوماسية، لكنها طالبت في الوقت نفسه بمعاقبة المسؤولين عن الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اغسطس قرب دمشق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية لوند غمركتشو «في عالم يشكل فيه استخدام الاسلحة الكيميائية وحيازتها جريمة فان وضع ترسانة دولة تحت المراقبة الدولية يعد تطورا ايجابيا في حد ذاته».

الا انه اعرب عن «تشككه» في تعهد نظام دمشق الالتزام بمثل هذا الاتفاق.

وقال «اذا وصلت هذه العملية الى نهايتها، سنكون سعداء، لكن استخدام الاسلحة الكيميائية يجب ان لا يمر بلا عقاب» مؤكدا ان استخدام مثل هذه الاسلحة يعد «جريمة ضد الانسانية».

من جانبه شدد الرئيس التركي عبدالله غول على ضرورة بلورة الاقتراح الروسي، معربا عن الاسف لعدم التوصل حتى الآن الى تسوية سياسية للازمة السورية.

وقال غول «انه تطور مهم» مضيفا «انه يبعث على الارتياح. لكن ينبغي الا يختزل الامر في مجرد تكتيك. يجب ان يتم تجسيده».

أما الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز فقد عبر عن ثقته بان الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا ان لم يكن النظام «صادقا» بشأن ترسانته الكيميائية.

وقال بيريز في بيان صادر عن مكتبه «من الافضل دوما الحصول على نتائج عبر الديبلوماسية بدلا من الحرب لكن المسألة الاساسية حاليا تتمثل في صدق النظام السوري».

الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى