الأخبار

داعش يدمر المعابد والمتاحف للتغطية على سرقة الآثار

 

102

 

 

تضج وسائل الإعلام العالمية بأخبار عمليات التدمير الكبيرة التي ينفذها تنظيم داعش للآثار الإنسانية والحضارية والتراثية في مدينة تدمر، والتي كان آخرها تدمير معبد بعل شمين الروماني الشهير، وسط أنباء متزايدة عن نية التنظيم تنفيذ تفجيرات بمعالم أخرى في المدينة، الأمر الذي ساهم بدفع ملف الآثار السورية بقوة نحو صدارة الاهتمام العالمي، على الرغم من مرور نحو خمسة أعوام من نزف هذه الآثار المستمر وتدميرها المتواتر.

جردة حساب سريعة للآثار السورية التي طالتها الحرب، للدمار والتخريب خلال سنوات الحرب المنصرمة تظهر أرقاما كبيرة جدا، وسط تأكيدات مختصين أن هذه الأرقام تتعلق بالآثار التي كانت معروفة ومكتشفة ومسجلة فعلا، الأمر الذي يجعل الآثار التي قامت عصابات التنقيب بالعثور عليها أيضا خلال أعوام الحرب، خارج الحسابات أو التصنيف، ما يضاعف الأرقام، ويضاعف معها حجم النزف في الجرح التراثي الدامي.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن تنظيم داعش الإرهابي يبيع القطع الأثرية قبل تدمير المتاحف في سوريا والعراق، حيث يستفيد من مليارات الدولارات، ويبيع الآثار للتجار الدوليين، ومن بعدها يقوم بنسف المعابد والمتاحف التي عثروا بها على هذه التحف، لأخفاء أدلة السرقة والنهب.

وتضيف الصحيفة أن عالمة الآثار اللبنانية “جواني فرشخ” لديها اجابة فريدة من نوعها حول الجرائم التي ترتكبها داعش في حق الآثار، حيث تبيع الجماعة الإرهابية التماثيل والوجوه الحجرية، حيث قالت:” آثار مدينة تدمر بالفعل موجودة في سوريا، هناك الكثير من الآثار السورية والعراقية التي اخذها داعش موجودة في أوروبا، ولم يعودوا في تركيا حيث ذهبوا أولا، فقد تم بيعهم منذ فترة طويلة”، وتضيف:” تدمير داعش للمتاحف والمعابد يؤكد أنها تخفي التماثيل الثمينة ثم تدمر المعابد لأخفاء النهب”.

وتشير إلى “أنه تم اكتشاف هذا من أخطاء داعش، موضحة أنه عند شروع التنظيم في تدمير الأماكن الأثرية فى العراق وسوريا، بدأ تنفيذ ذلك بمطارق ومعدات ضخمة، لتدمير كل شىء بسرعة أثناء التصوير، مشيرة إلى أن داعش لم يعد يعلن مسؤوليته عن تدمير مواقع أثرية الآن، ونعرف ذلك من الجمعيات الحقوقية والأمم المتحدة، وقالت :”إن داعش ينشر مقطع الفيديو الخاص بالتدمير وفقا لجدوله الزمني الخاص”.

وتلفت إلى أنه لهذا السبب لم يدمر داعش كل تدمر في فيديو واحد، وكلما زادت فترة التدمير، ارتفعت الأسعار في سوق الآثار الدولي، حسب جوان التي تزعم أن داعش يراوغ العالم بتجارتها في الآثار ومسرحيات تدميره.

وتوضح الصحيفة أن السيدة “فرشخ”  عملت لسنوات في المدن القديمة بالشرق الأوسط، خاصصة في مدينة سمراء العراقية، بعد أن نهبت عقي الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.

إلى ذلك، تظهر إحصاءات مديرية الآثار السورية تعرض 114 موقعا اثريا سوريا للاعتداء في محافظة حمص، التي تضم مدينة تدمر الأثرية، في حين بلغ عدد المواقع التي تعرضت للأضرار في دير الزور في شرق سوريا 83 موقعاً اثرياً، و77 موقعا في محافظة درعا جنوبا.

وفي وقت تركز فيه وسائل الإعلام العالمية على التدمير الممنهج الذي يتبعه تنظيم داعش فقط في سوريا، تؤكد مصادر متابعة لملف الآثار السوري أن تنظيم داعش يعتبر جزءا من منظومة كبيرة تعمل على تدمير ونهب الآثار على امتداد الأرض السورية، حيث تقوم عصابات مختصة بسرقة الآثار وتهريبها بنقل هذه التحف والكنوز إلى الأسواق الخارجية عبر الأردن وتركيا، في حين تشدد السلطات اللبنانية رقابتها على عملية تهريب الآثار.

وفي هذا السياق، يؤكد المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا الدكتور مأمون عبد الكريم خلال أن الدمار الذي يطال التراث السوري كبير جدا، ويوضح أن جميع المناطق السورية الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية عرضة للسرقة والتدمير، باستثناء بعض الحالات التي تدخل فيها وجهاء وفعاليات شعبية لحماية الآثار في ظل غياب السلطات.

اخبارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى