الأخبار

السفارة الأمريكية فى مصر تلعب دور الجاسوس

5968

هو أحد رجال مصر العسكريين الذين يتمتعون برؤية تحليلية ثاقبة للأحداث المصرية سواء فى الداخل أو الخارج، يغوص فيما وراء الأحداث بكل

جرأة وصراحة اكتسبها من خبراته العسكرية ومن إرادة تلك الفئة التى تتسم بالعزم والإصرار على مواجهة الواقع مهما كان خطراً، حاورته ووجدته رافضاً لأوضاع كثيرة فى مصر الماضى والحاضر، ويطالب بتغييرها بسرعة حتى يحقق الشعب طموحاته من ثورتين عظيمتين، إنه الفريق حمدى وهيبة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، رئيس الهيئة العربية للتصنيع الأسبق، وقال لى حين حاورته إن حكم «مبارك» وضع الشعب المصرى فى غيبوبة كاملة عن حقيقة أفكار الإخوان وكأن التنوير فى عصره قضية أمن قومى، بما جعل الشعب يختارهم لحكم مصر فى ظل غياب كامل من المعلومات عن حقيقتهم، فكادوا أن يدخلوا مصر فى نفق مظلم ليس له نهاية مع حكم الإخوان وبسبب غبائهم وعمى بصيرتهم ظهر كذبهم وفشلهم فى سعيهم للتكويش على مفاصل الدولة بمساعدة أمريكية تحركت وفق مصالحها التى رأت أن جماعة الإخوان هى الفصيل الأقدر على تحقيقها، ولكن تأكداتها بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعب المصرى لن تلوى ذراعه مرة أخرى، وفشل مخطط اللعب على هويات الأفكار واستحالة تهديد الجيش وتقسيم الوطن.
> كيف ترى خطوات الإصلاح التى تتم فى مصر؟
– يوجد تفاؤل كبير فى الإصلاح حتى مع وجود شعور بأن خطوات الإصلاح بطيئة، لكن الأهم أننا صرفنا النظر عن أشياء كثيرة كانت تتم فى النظام السابق وتأكد الجميع أن هذا الشعب لن تلوى ذراعه مرة أخرى، ورغم الجهود التى تبذلها أجهزة الدولة من قوات مسلحة وشرطة لفرض الأمن ووجود حالة من الهدوء حالياً، إلا أن هناك تخوفاً لأن العمليات الإرهابية ليس لها توقيت، ومازلت أتوقع حدوث عمليات إرهابية، بل أتوقع حدوث تصعيد من الإرهابيين بعمليات شديدة ذات تأثير، نظراً لليأس الشديد الذى وصلوا إليه من عدم نجاحهم فى زعزعة الاستقرار أو تعطيل مسيرة الوطن.
> وماذا عن الإصلاح الاقتصادى؟
– أيضاً الوقع الاقتصادى يوجد به تفاؤل ولكنه مشوب بالحذر لأن المواطن لم يأت فى يده اليمين ما يؤخذ منه بيده الشمال، ورغم أن المؤسسات الدولية أكدت أننا نتخذ القرارات الصعبة فى الإصلاح، ومعنى هذا أن الشعب سيتحمل بعض الشىء بسبب تأخر قرارات الإصلاح مثل ارتفاع الكهرباء الذى كان لابد أن يطبق منذ 15 سنة ولكنه قرار شجاع لا تتخذه غير حكومة قوية وقادرة على اتخاذ القرار الصعب والمؤلم، وأيضاً استطاعت الحكومة السيطرة على مافيا الدقيق ووفرت حوالى 20 مليار جنيه كانت تذهب إلى من لا يستحق، وأرجو أن تطبق هذه السياسة مع أنبوبة البوتاجاز وأشياء أخرى أصعب، لأن هذه القرارات هى بداية النجاح.
شحنة الكهرباء
> هل تغيرت محددات الأمن القومى بعد 25 يناير و30 يونية؟
– محددات الأمن القومى شبه دائمة ولم تتغير منذ الحرب العالمية الأولى بالنسبة لمصر، فأمن الخليج مازال يهمنا والنيل أمن قومى، وتأمين حدودنا من الشرق وحتى إيران وشمالاً حتى جبال طولوز فى تركيا ويشمل سوريا والعراق وفى الجنوب تصل إلى الصومال وجيبوتى حتى منابع النيل وغرباً تصل إلى المغرب لأن الأحداث فى هذه المناطق تكون مثل شحنة الكهرباء إذا كانت سلباً أو إيجاباً، إذن نطاق الأمن القومى ودعائمه الرئيسية لم تتغير خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والإرهاب فى المنطقة سببه إسرائيل، إذ بدأ مع اغتيال الشخصيات والتفجيرات وخطف الطائرات فى السبعينيات.
> وما تهديدات الأمن القومى؟
– المياه.. ولابد من توفير المياه للشعب المصرى مع استمرار تطوره ونموه، دون غبن لأحد ولهذا العلاقات المصرية السودانية الأفريقية لابد أن تأتى فى قمة الأولويات مثل الأمن المشترك والاقتصاديات المشتركة.. ثم الإرهاب لأن التهديد المباشر للعدو اختفى وأصبح الإرهاب يهز الأمن القومى لدول العالم بما فيها أمريكا لأنه يؤثر على صورة الدولة التى تفشل فى التعامل معه، والآن يوجد مثلث إسرائيل وتركيا وإيران يشكل تهديداً للأمن القومى مع وجود ميل من الغرب لإيجاد نوع من توافق المصالح بينهم لأنهم يمثلون العدو البعيد لجميع دول المنطقة وليس لمصر فقط.
> تقصد تهديدات الهويات؟
– تهديد الهوية المباشر لن يؤثر على مصر، ولكنها تؤثر على دول أخرى بما يكون له تأثير مما قد يضر بمصالح مصر، لأن تهديد الهوية تفعل نوع من التشققات كما حدث فى الصومال والعراق وليبيا وهذه الدول أصبحت معرضة للتفكك من مثل هذه التشققات، لكن مصر ليس بها وضع قبلى، ولكن بها شرخ فى الهوية يأتى من الفكر الإخوانى، ولهذا لابد أن نلم هذا الانشقاق للصالح العام بجعله فى أضيق الحدود وفى أقل درجة تقدير سلبى على المجتمع.
مهاترات مرسى
> ألا توجد أولويات لهذه التهديدات؟
– لن نواجه مشكلات رئيسية فى الأمن القومى فى الفترة المقبلة، إلا فى موضوع أزمة سد النهضة، وهذا إذا لم تتجاوب معنا إثيوبيا وهذا هو أعلى ملفات الأمن القومى وأولى الأولويات ولكن القيادة السياسية الآن تتخذ فيه قرارات موضوعية رشيدة بعيداً عن المهاترات التى حدثت فى عهد «مرسى» وبهذا أرى أن حقوقنا محفوظة ومصانة ولن يستغلوا ما حدث فى مصر من تغيير الحكومات والسلطات كما استغلوا فترة 25 يناير بالإسراع فى بناء السد.
> والتطاول على الجيش ومحاولة تفكيكه من داخل مصر أو خارجها أليس تهديداً للأمن القومى؟
– بالطبع.. المؤسسة العسكرية ويليها جهاز الشرطة أمن قومى للدولة، لكن يوجد استحالة فى تفكيك الجيش المصرى لأنه يشمل كل أبناء الشعب من جميع أطيافه وفئاته فمن أين سيأتى الانشقاق؟!، ومع هذا فإن تهديد الجيش يتساوى مع تهديد خطر نقص المياه ومع كل ما كان يحدث كنا نجد الشعور بالاطمئنان لدى الشعب المصرى لوجود جيش مسيطر على الأمور.
> ولهذا قالت هيلارى كلينتون فى كتابها 360 يوماً حتى الآن لا نعرف كيف تتعامل أمريكا مع مصر وجيشها؟
– هيلارى كلينتون قالت الحقيقة، وهذه معلومة مؤكدة لدى الأمريكان، وأنا تقابلت مع قادة أمريكا منذ أن كنت فى القيادة العليا للقوات المسلحة منذ 1999 وكانوا يقولون لنا كلاماً جيداً فى الجلسات غير الرسمية عن الجيش المصرى بعدما اختلطوا مع الجيش المصرى فى حرب تحرير الكويت والكل أجمع أن الجندى المصرى مختلف عن غيره إذن هذا الاكتشاف لم تكتشفه «هيلارى» وكل القادة العسكريين والسياسيين فى أمريكا يعرفون أن الجيش المصرى قد ينقصه بعض الأدوات التكنولوجية أو السلاح الحديث، ولكنه يعوضه بالإرادة والعزيمة والتصميم والتضحية فى تحقيق الهدف، ولهذا أعتبر أن تعليقها هذا تسريبات مقصودة، مع أنه توجد خطورة إذا اعتدت أمريكا على مصر فى هذه الظروف لأنها ستكون سقطت فى مزبلة التاريخ، ولكن الأمريكان دائماً يتبعون أسلوب إظهار القوة، مثلاً إذا حدثت أزمة ما فى أى مكان نجدها ترسل حاملة طائرات مع أنها متأكدة أنها لن تحارب، ولهذا مصر تعاملت معها بذات الأسلوب وقد أذيع فى وقت من الأوقات أن الرئيس «أوباما» بعد 30 يونية طلب «السيسى» تليفونياً حينما كان وزيراً للدفاع، ولم يرد عليه وقال: فيه رئيس دولة المستشار عدلى منصور، على اعتبار أن أمريكا تتصور أن الأمور مفتوحة لها ولكن «السيسى» عمل لهم صدمة عندما رفض مكالمة «أوباما» لأن الكل يتفاخر أن «أوباما» خاطبه.
القوة الغاشمة
> إذن تقديراتهم وحساباتهم حول «السيسى» كانت خاطئة؟
– أمريكا تعتمد اعتماداً كبيراً على تقديرات المخابرات ولكنهم فشلوا فى أن يعرفوا رد الفعل الحقيقى للشعب المصرى فى 30 يونية وحتى المخابرات العسكرية الأمريكية فشلت فى توقع حرب أكتوبر 1973، ولولا امتلاكهم للقوة الغاشمة التى تدارى خسائر أمريكا فى عملياتها العسكرية خارج بلادها كما حدث لهم فى فيتنام وأفغانستان والصومال، وبرغم حجم الإنفاق الرهيب والهائل جداً إلا أن دائماً النتائج التى تجنيها أمريكا تكون تافهة للغاية خارج بلادها.
> فى المقابل جون كيرى قال إن الجيش المصرى أقوى حليف لهم فى المنطقة؟
– دائماً المسئولون الأمريكان يفصلون تماماً عندما يتكلمون عن مصر لا يأتون بسيرة إسرائيل مع أنها أعلى بعض الشىء من درجة حليف، وأحد الأمريكان قال لى: أنتم حليف لنا، أما إسرائيل بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت. هذه هى الحقيقة.. لكن يوجد الكثير من مصالح مصر وأمريكا متوافقة فى المنطقة، أولها مصر لا تريد أن تحارب إسرائيل فى هذا التوقيت لأنها تحافظ على معاهدة السلام، وأمريكا استثمرت فى هذه الاتفاقية مليارات الدولارات لمصر ولإسرائيل.. ومصر لا تريد لإيران أن تهيمن على المنطقة وكذلك أمريكا.. ثم إن مصر تقوم بتوسعة ممر قناة السويس وهذا معناه أن يتجه مركز التجارة العالمى إلى المرور فى قناة السويس، وهذا من مصلحة أمريكا لاستمرار تدفق النفط الخارج من الشرق الأوسط ويتجه إلى أوروبا وأمريكا، إذن المصالح الرئيسية الكبيرة مشتركة بين مصر وأمريكا، لكن «جون كيرى» ألقاها على الجيش، ولكنه يتحدث عن مصر عموماً لأنها سند يعتمد عليه فى تحقيق المصالح الأمريكية.
> وأيهما نصدق «هيلارى كلينتون» أم جون كيرى أم أنها أدوار موزعة؟
– لا.. ليست أدواراً ولكن هيلارى كلينتون قالت ما قالته لأنهم بالفعل لم يعرفوا عقلية وشعور الإنسان المصرى الذى كره حكم الإخوان ورفضهم بعد سنة واحدة، وكانت الدراسات والأبحاث الأمريكية تؤكد أن حكم الإخوان سيستمر (500) سنة أما كلام جون كيرى فهو صحيح، ولكنه ليس الجيش هو أقوى حليفاً لأن هذا كان فى السابق وقت تحرير الكويت، وهذا كان نوعاً من الحليف العسكرى فقط أما الآن يوجد دولة بينهما مصالح استراتيجية مشتركة.
القوة الأعظم
> إلى أى طريق وصل مشروع الشرق الأوسط الأمريكى فى المنطقة؟
– أمريكا تسرعت وأخطأت عندما قالت الفوضى الخلاقة لأنه كلام دون مستوى النظرية لأن التعامل مع الشعوب ليس معادلة كيميائية معروفة نتائجها مسبقاً، والولايات المتحدة لديها جهاز تخطيط على مستوى الدولة يفكر ويخطط إلى 20 سنة فى المستقبل وهم يريدون أن يظلوا القوة الأعظم فى العالم ودائماً يبحثون إلى أين تتجه الدفة.. وعليه الخارجية المصرية أكدت أن التركيز الأمريكى الآن يتجه نحو آسيا لأنها هى القوة الصاعدة الآن ولهذا شغل أمريكا الشاغل هو أن يسبقوا الصين تكنولوجياً وأن يمنعوا انتقال التكنولوجيا إلى الصين، ولهذا أصبح جهد أمريكا يتجه نحو الشرق أكثر فى منطقة الشرق الأوسط، ولكن مشروعها كان فى حاجتها إلى وجود أنظمة موالية لأمريكا وتكون مستقرة وتحميها لتحقق مصالحها، والأهم أن تكون فى حالة سلام مع إسرائيل، ولكن حركة الشعوب لا تتحرك كقطع الشطرنج ومع البحث عن مصالحهم فى مصر وليبيا وجدوا أن جماعة الإخوان هى التى كان من الممكن أن تحقق لأمريكا مصالحها، ولهذا فكروا فى كيفية وصول الإخوان إلى السلطة، وكان لابد من اللعب على حدث كبير حدث مثل 25 يناير أو اللعب على احتمال هذا الحدث أن يحدث وقد حدثت ثورة 25 يناير ومن الذى سيكون أكثر ولاء ويسعى بقدر أكبر لتحقيق طلباتهم فوجدوا الإخوان فى مصر وليبيا وتونس فتوافقوا معهم لأن أمريكا دولة عظمى لا تتحرك إلا وفقاً لمصالحها.
> وهل علاقة أمريكا بالإخوان ظهرت فجأة؟
– لا طبعاً علاقة الإخوان بأمريكا لم تظهر فجأة بل بدأت منذ التسعينيات والسفارة الأمريكية فى القاهرة لم تكن تلعب بل كانت تراقب وتتابع وتنسق وترسل رسائل وتستقبل تعليمات، وترسل توصيات وتقابل شخصيات، ولكن مكانة الإخوان لم تصل إلى أن يتخيل أحد أن تصل إلى السلطة فى مصر مع نهاية حكم مبارك، نفس الشىء حدث مع انهيار الاتحاد السوفيتى والمخابرات الأمريكية لم تتوقع هذا الانهيار قبل 20 أو 30 سنة، إذن تقديرات المخابرات الأمريكية ليست بالضرورة أن تكون دقيقة أو صحيحة، ولكنهم يريدون أن تكون صورتهم التى يرسلونها من خلال التسريبات أنها دولة سوبر وتخطط لكل شىء فى أى مكان فى العالم، مع إنهم محتارين وغرقانين فى أفغانستان والعراق،
توابع زلزال
> إذن بهذه المعطيات لن ينجحوا فى حربهم مع داعش؟
– فى الأصل «داعش» لعبة أمريكية تسيئ إليهم أمام المجتمع الغربى لأنهم نصحوا الأمريكان كثيراً بعدم ضرب العراق أو حل الجيش العراقى ولكن الأمريكان لا يستمعون للنصائح بسبب قوتهم الغاشمة و«داعش» مجرد توابع زلزال ضرب العراق ومازال العالم ينتظر مصائب أخرى كثيرة نتيجة لعدم استماع الأمريكان إلى النصائح وقد تستمر هذه الأمور لمدة «15» سنة حتى يعود الاستقرار إلى العراق.
> إلى أى مدى يمكن أن يتقبل الشعب المصرى الحركات الإسلامية؟
– الشعب المصرى له طابع فريد فى ما يخص علاقته بالدين، قد يتحمل أى شىء إلا المساس بالدين ومنذ عهد الفراعنة، ولكن الأغبياء الذين حاولوا التمسح بالدين للتقرب إلى المصريين حتى يفرضوا تشددهم وتزمتهم لم يعرفون أن المصريين يرفضون التشدد أو التهاون والتسيب فى الدين، لأن مصر إسلامها وسطى معتدل غير متطرف أو متسيب وهنا ظلت الجماعات الإسلامية غريبة على الشعب المصرى ويرفضها تماماً.. مع أن بعض الناس تريد أن تجرنا إلى حالات التسيب والتهاون فى الدين، ولهذا بوصلة الرأى العام فى احتياج إلى إعادة توجيه للشعب المصرى وتحتاج إلى قيادات رشيدة تتولى هذه البوصلة بعيداً عن الهيئات الدينية وتكون أكثر قناعة وتأثير على الشعب المصرى بدلاً عن هذا الهزل الذى يحدث.
> وماذا عن جماعة الإخوان؟
– من أخطاء حكم «مبارك» عدم وجود تنوير للشعب المصرى وكأن التنوير قضايا أمن قومى فى عهد مبارك ولهذا لم يعرف الشعب فى أى شىء تختلف جماعة الإخوان عن باقى الشعب المصرى، وهل هم يكفرون الشعب ولماذا؟ وهل قاموا بجرائم اغتيالات ولماذا ينفونها؟ فعاش الشعب فى غيبوبة كاملة عن حقيقة الإخوان وبعد أن أطلق عليها نظام مبارك وصف محظورة تعاطف معها الكثيرون وكان هذا من غباء نظام مبارك ومسئولى هذه الدولة لأنهم لم يكشفوا حقيقة الإخوان لدى الشعب ومدى سعيهم وهدفهم نحو السلطة، وعندما قامت ثورة 25 يناير فاز الإخوان بانتخابات البرلمان وقالوا إنهم لن يتقدموا بمرشح إخوانى لانتخابات الرئاسة ثم قدموا أنفسهم.. وعندما شكوا فى رفض طلب خيرت الشاطر فى انتخابات الرئاسة قدموا مرسى استبن له، ولم يحترموا الناس ويعتذروا لهم عن خداعهم والتلاعب بهم.
> ،وماذا عن السنة التى حكم فيها الإخوان؟
– ربنا أعمى أعينهم عن كل شىء، وظهر كذبهم وفشلهم وسعوا إلى أخونة الدولة باختيارهم أفراداً غير مؤهلين ولا أكفاء وعينوهم فى أماكن لا يصلحون لها لأنهم كانوا يريدون التكويش على مفاصل الدولة لصالح الجماعة، واستعبدوا الكل مع إنهم كانوا مستبعدين ومع هذا أداؤهم كشف فشلهم وتكويشهم على السلطة، ولكن تاريخهم لم يظهر فى الإعلام بشكل واضح بتسليط الضوء على هذا الفكر وماذا يريدون دينياً، وكل الحوارات حول الإخوان كانت أمنية وليست لمناقشة الأفكار وتم انتخاب مرسى ضد شفيق لأن الانتخاب كان على لا معلومات حقيقية والكل خدع بتاريخهم المشوش ولهذا نحن فى احتياج إلى إعادة التأريخ مرة أخرى بشكل حقيقى لأبنائنا وأحفادنا حتى لا ينخدعوا مثلنا.
تسريب رئاسى
> هل ادعى حسن البرنس عليك بأنك عرضت على محمد مرسى أموالاً؟
– ما قاله حسن البرنس كان تسريباً من الرئاسة للإساءة لى شخصياً وكان كله كذب فكيف أعرض على رئيس الجمهورية أموالاً؟ وأين قانون الهيئة وكيف يحدث هذا؟، وحينها شعرت بغدر شديد جداً، لأن المتحدث الرسمى للرئاسة حينها قال: ليس لنا علاقة بما يقوله حسن البرنس بدلاً عن أن يقول إن هذا لم يحدث ولكنها جماعة كاذبة مضللة مخادعة، لم تقل الحقيقة.
> وكيف تم التحضير للقاء مرسى فى قصر الاتحادية؟
– يوجد إفطار سنوى للرئيس مع القوات المسلحة ورمضان كان فى شهر يوليو وكنت فى ترابيزة ثانية تالية للسفرة الرئيسية التى كان عليها الرئيس والمشير، وقرأت الأوراق التى وضعتها المراسم العسكرية على كراسى الترابيزة وكنت أعرف العسكريين ووجدت أسماء لا أعرفها مثل أسعد الشيخة وعلمت من الجرائد أنه يقوم بمهام رئيس الديوان، وبعد صلاة المغرب قلت لـ«أسعد» هل أبارك لك فقال لا هو فى فترة مؤقتة والسفير «الطهطاوى» سيعين رئيساً للديوان، وتحدثنا عن لقاء الرئيس فقلت: طبعاً الرئيس جديد ولابد أن أشرح له ماذا ستقدم له من أوراق وأكملت أن الميزانية ستنتهى أواخر الشهر وترسل إلى اللجنة العليا المكونة من رئيس الوزراء ومعه (7) من الوزراء وبعد الرد علينا نرسل الميزانية للرئيس حتى يعتمدها وبالطبع الرئيس سيكون له تساؤلات عن الهيئة ولهذا سأرسل لك ملزمة شاملة عنها ليطلع عليها الرئيس بصفته رئيس الهيئة العليا للهيئة العربية للتصنيع وله الصلاحيات الكاملة وتم الاتفاق على هذا مع أسعد الشيخة ويوم 6 أغسطس وجدت تليفوناً من مكتب الرئيس يحدد لى موعداً مع الرئيس غداً الساعة 1 ظهراً فى قصر الاتحادية وجهزت الملزمة التى تكلمت عنها مع الشيخة وكانت ورق فرط حتى يسهل الاطلاع عليها، وهدانى الله أن أحضر معلومة لا تتداولها على الورق وهى رأس مال الهيئة فطلبت من مدير الماليات أن يضع لى الرقم فى ورقة خاصة وبالفعل، أخذتها مع للرئيس.
سنة كبيسة
> وماذا دار بينك وبينه؟
– قابلته وسألنى أنت أب أم جد فقلت جد.. ثم سألته سيادتك ماذا تحب أن تستسفر؟ فقال: إيه يا سيدى الهيئة دية؟ فشرحت له تتكون من كم مصنع، وماذا تعمل وهكذا فوجدته يعطى بعض التلميحات أن الهيئة لا تصنع أشياء معينة.. فقلت يمكن دا راجل فاهم فى الصناعة فأجبت عليه باستفاضة عن المصانع والتصنيع وكانت هذه السنة كبيسة التى حكم فيها مرسى حيث كان يوجد 3 مصانع فى الهيئة خاسرة، فقلت لابد أن أخبره عنها قبل ما يقرأ فى الأوراق، فقلت هذه السنة الهيئة عموماً رابحة ولكن يوجد 3 مصانع خاسرة، وبعد تداول الحوار سألنى أين المليارات التى فى الهيئة؟ فقلت: أى مليارات؟ فقال: انت مش بتقول إنكم بتحققوا أرباح؟ فقلت نعم نحقق أرباح لكن كل سنة نضع 150 مليون جنيه استثمارات جديدة لتجديد الآلات والمنشآت الجديدة وشراء الأراضى والأرباح جزء منها يدخل الخزينة و30٪ توزع أرباح والباقى يسهم فى الاستثمارات، فقال: يعنى الإجمالى النهائى كم؟ وكان يريد أن يعرف الرصيد الحر فى الهيئة، فأخرجت الورقة التى حصلت عليها من المدير المالى للهيئة، وبها رقم الرصيد الحر، وقلت: هذا هو الرصيد الموجود فى الهيئة وكان الرقم كبيراً جداً، جزء منه بالدولار، وجزء باليورو والباقى بالجنيه المصرى، وكان هذا هو مجال اهتمام الرئيس.. فطلب منى 100 مليون دولار قائلاً: أخوك وزير البترول مزنوق فيهم.. فقلت: سيادة الرئيس الأموال المتواجدة فى الهيئة أؤمن بها مصانع الهيئة لأن فيه مصانع حصلت على قروض من البنوك ولابد أن يوجد ما يغطى هذه القروض والهيئة ضامنة لها لأن هذه المصانع تتعامل مع هيئات حكومية وتتأخر فى السداد سنة واثنين والوضع الآن حرج والهيئة لديها أموال كثيرة لدى الغير وتوجد صعوبات فى تحصيلها، ويادوب هذا الرصيد يغطى المصانع.. وقلت: سيادة الرئيس أرجو ألا أكون أخذت من وقتك كثيراً، ثم وأنا خارج سألنى بصوت منخفض يعنى مالاقيش عندك 100 مليون دولار فأجبته بصوت منخفض أيضاً سيادة الرئيس هذا الوقت غير مناسب بالمرة وخرجت من لديه وقلت لو أصدر قراراً بسحب 100 مليون دولار من الهيئة بصفته رئيس الهيئة العليا سوف أتقدم باستقالتى فوراً لأن هذا سوف يهز الهيئة بشدة، وحضر معنا فى الجلسة أسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطى.
> وهل تمت الإحالة إلى المعاش بعد اللقاء؟
– أنا تقابلت معه يوم 7 أغسطس وأحيلت إلى المعاش يوم 13 أغسطس حتى زملائى فى المحافظات حكوا لى مدى جرأة أعضاء الإخوان معهم خلال فترة حكم محمد مرسى وهذا كان يدل على أن مصر كانت داخله نفق مظلم ليس له نهاية مع هؤلاء الأفراد وهذه الجماعة.
> ولم يكن معكم فى هذا اللقاء حسن البرنس؟
– لم يكن معنا.. فماذا عرف حسن البرنس عن ماذا أتحدث مع رئيس الدولة، وفى ميزانية الدولة، ثم يألفوا له قصة مفبركة ويتم نشرها فى وسائل الإعلام بأنى عرضت على رئيس الدولة 10٪ من أرباح الهيئة وأقول إن النظام كان هكذا مع النظام السابق.. ولو هذا حدث سأكون «رجل بدون ضمير». والبرنس لم يكن معنا وكونه يقول إنه كان معاً فلابد أن الفبركة خرجت من الرئاسة ولهذا حينها شعرت بدناءة هؤلاء الناس ومدى كذبهم وانحطاطهم.


الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى