الأخبار

أمريكا فشلت في تحقيق أهدافها

 

1

قال العميد صفوت الزيات أستاذ العلوم الاستراتيجية والخبير العسكري، إن هناك العديد من الشواهد التي تؤكد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في حربها الضروس بأفغانستان، مشيرًا إلى أنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي بررت بها خوض الحرب ضد كابول في 2001، مثل القضاء على تنظيمي “القاعدة” و”طالبان”، إضافة إلى إقامة نظام حكم مستقر يؤمن بالدولة المدنية الحديثة وحياة ديمقراطية تتشابه مع النمط الغربي.

وأضاف الزيات، في تصريحات لـ”الوطن”، أن هذه الحرب تعد أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وأتت بنتائج عكسية خاصة وأن حركة “طالبان” لا تزال في عنفوانها، كما لا يزال المناخ متوفرًا لـ”القاعدة” في أفغانستان وفي الإقليم الشمالي الغربي وإقليم القبائل في باكستان، إلى جانب بقاء نظام الحكم في كابول مهتزًا للغاية، مشيرا إلى أن ذلك الفشل الأمريكي مصحوبًا أيضًا بخسارة فادحة في التكلفة المادية تصل لقرابة تريليون دولار تكبدتها واشنطن خلال حربها الممتدة هناك.

أشار أستاذ العلوم الإستراتيجية، إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بهذه الطريقة جاء على حساب هيبة ومكانة الولايات المتحدة، لأن هناك فارق كبير بين دخول أمريكا لتلك الحرب بـ170 ألف جندي وقرارها الخروج منها تاركة 13 ألف جندي فقط، وأن تكون مهامهم ليست مقتصرة على القتال وإنما على التدريب والمشورة، إضافة إلى أن الوضع الذي انتهت عليه الحرب بأفغانستان يفسر على أن أمريكا قررت مغادرة الحرب لا حسمها، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت لإرهاق شديد نتيجة عقد من الحروب، فكان على الرئيس الأمريكي إنهاء الأمر طبقًا لاعتبارات التكلفة والمكسب.

وأوضح أن المكسب الوحيد الذي قد تحصده الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب على أفغانستان يتمثل في احتكاك الشعب الأفغاني بقوى غربية متقدمة وتعايشه معها، ما يضع احتمالية تحول أفغانستان إلى “فيتنام” جديدة، تكون حليفة للولايات المتحدة الأمريكية في مواجهتها مع الصين نفسها، لافتًا إلى أن واشنطن هي من تتحمل الجزء الأكبر في اعتبارات المكسب والخسارة في كل الحروب التي تخوضها ضمن أي تحالف دولي، لأن إسهامات باقي الدول مهما كانت، تبدو بسيطة مقارنة بالجهد الرهيب والتكلفة الأعظم التي تبذلها أمريكا خلال تلك الحروب.

ودلل الزيات، على ذلك بأن الولايات المتحدة تتحمل الآن، الجزء الأعظم في المواجهات مع تنظيم “داعش”، رغم وجودها ضمن تحالف يضم أكثر من 60 دولة، فهي تتحمل أكثر من 85% من المجهود الجوي و95% من عمليات الإسناد الجوي في مهام المراقبة والاستطلاعات الاستخباراتية، حد قوله.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى