الأخبار

انسحاب أمريكا يترك باكستان على حافة الهاوية

 

135

رأت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن نهاية المهام القتالية الأمريكية فى أفغانستان هذا الأسبوع تشكل مخاوف أمنية لدى باكستان من الانهيار على غرار العراق، مما سيؤدى إلى رد فعل سلبى من المتشددين الإسلاميين. وأوضحت الصحيفة فى تقرير نشرته فى نسختها الإلكترونية، اليوم السبت، أن المخاوف تأتى فى وقت استأنفت فيه باكستان، التى يسميها بعض المسئولين الغربيين بـ”بنصف حليف” بسبب تسامحها إزاء ملاذات طالبان الآمنة على حدودها مع أفغانستان، استأنفت حربها ضد هذه الجماعة بعد أن شنت هجوما وحشيا على مدرسة فى مدينة بيشاور الشمالية الشهر الماضى. وأشارت إلى المذبحة التى راح ضحيتها 150 شخصا، معظمهم من الأطفال، والتى صدمت البلاد ودفعت كبار المسئولين الباكستانيين بتسمية ذلك بأحداث الحادى عشر من سبتمبر الباكستانية، فى تشبيه بالهجوم الإرهابى الذى وقع على نيويورك عام 2001 والذى أثار الحملة الأمريكية فى أفغانستان. وقال مسئول أمنى رفيع “إذا انهارت أفغانستان مثل العراق، سنشهد عواقب ذلك”، مضيفا “جاء الأمريكيون بسبب أحداث الحادى عشر من سبتمبر الخاصة بهم ويغادرون أفغانستان مباشرة بعد حادثة الحادى عشر من سبتمبر الباكستانية، وبالنسبة لنا، كان هجوم بيشاور نقطة تحول”. وأشارت الصحيفة إلى أن باكستان تحاول منذ حدوث الهجوم، إظهار عزيمة أقوى فى مكافحة العنف الجهادى، واستئناف عمليات الإعدام للمتورطين فى الهجمات الإرهابية السابقة ومناقشة إنشاء محاكم عسكرية لتسريع محاكمات المتهمين بالإرهاب. وأشارت إلى أن تلك التدابير تتزامن مع حملة الجيش الباكستانى ضد مسلحى طالبان فى منطقة وزيرستان الشمالية على الحدود الأفغانية، والتى بدأت فى يونيو من العام الماضى بعد هجوم شرس على أكبر مطار فى باكستان فى كراتشى من قبل الجهاديين الأوزبكيين المدعومين من حركة طالبان. ونوهت إلى تحذير المحللين من ارتباط آفاق الأمن المستقبلية لباكستان بقدرة الرئيس الأفغانى أشرف عبد الغنى، على ادارة دفة بلاده خلال ما يحتمل أن تكون فترة مضطربة. وفى الأشهر الأخيرة، زاد مسلحو طالبان من هجماتهم على أهداف الحكومة الأفغانية والقوات الغربية، مما يشير إلى عزمهم على كسب اليد العليا فى ساحة المعركة. وقال عارف نظامى، وهو وزير باكستانى سابق إن ” المشكلة الرئيسية بالنسبة لباكستان تكمن فى أن حدوث المزيد من عدم الاستقرار فى أفغانستان، سيترتب عليه توجيه ضربات قوية لنا، وسينطوى على مخاطر كبيرة بالنسبة لباكستان”، مضيفا “وعند النظر إلى الوضع من باكستان، تعتبر الحكومة فى كابول ضعيفة، الأمر الذى يثير التساؤلات حول قدرة “عبد الغنى” على تولى المسئولية عن أفغانستان بعد انقضاء الحرب بقيادة الولايات المتحدة”. ويقول آخرون إن عودة الولايات المتحدة إلى القيام بدور قتالى أكثر نشاطا فى العراق فى عام 2014 يجب أن يكون بمثابة تحذير من هشاشة الوضع الأمنى فى أفغانستان، وكيف يمكن أن يجتذب واشنطن للعودة للاضطلاع بدور أكثر نشاطا مستقبلا فى محاربة المتشددين الإسلاميين. ونوهت الصحيفة البريطانية إلى تحذير بعض الدبلوماسيين الغربيين من عقد المقارنات بين أفغانستان والعراق، إلا أن أفتاب شيرباو وزير الداخلية الباكستانى الأسبق نبه إلى أنه “لا يمكن تجاهل خطر أن تصبح أفغانستان مثل العراق”.

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى